اللبن الرائب بين الإشاعة والحقيقة!!

تابعنا على:   19:34 2020-11-29

نرمين اللوح

أمد/ ففي الوقت الذي يحد الاحتلال الإسرائيلي من الحركة التجارية بين شقي الوطن،وفي
الوقت الذي نسعى فيه الى تحقيق مصالحة حقيقية وجادة بين طرفي الإنقسام لتحقيق الوحدة الجغرافية والسياسية بين اقسام الوطن،كي نستعين ما تبقى من فتات أرضٍ تركه الاحتلال الإسرائيلي لنا ،تسعى سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة الى ترسيخ الإنفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال منع استيرد المنتجات الخاصة بشركتي "الجنيدي" و"الجبريني" من الضفة الغربية دعماً وتعزيزاً للمنتج الوطني والمحلي في القطاع،وكأن الضفة هي الجسم الغريب الذي زُرع في فلسطين ليتم تلاشيها وعدم التعاطي معها،في حين نجد منتجات "تنوفا" الإسرائيلية على سبيل المثال تملأ السوق الغزي وغيرها من منتجات العدو الصهيوني ليتم التعامل معها معاملة المنتج المحلي،ليختلط علينا الأمر بين من هوعدونا ومن شقيقنا!

تداول بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعض النكات المضحكة والساخرة حول منع استيراد الألبان من الضفة ..

فأحدهم كتب على صفحتة ساخراً.. "خير يما مالك مش مبسوط؟
ابداً يا حجة بس مزاجي مش رايب هاليومين"

وآخرقال ضاحكاُ.."دعما للمنتج المحلي اقطعوا المولتو وخلونا عالعوجا"

ومنهم من كان بوليسياُ في سخريته وكتب .. "في عملية تهريب خاصة ومعقدة نجحنا بالوصول الى لتر لبن رايب" .

هكذا انجرف الغزيون في التعامل مع الخبر دون التأكد من مصدره،وكأن الإكذوبة التي يعشنها كل يوم تشربتها أجسادهم وعقولهم فأصبحوا مخدرون في التعامل مع الأخبار وخاصة تلك التي تدعو الى الإنقسام،وهذا الأمر ليس بالجديد ليصبح الكذب والحقيقة وجهان لعملة من لا عملة له !

وفي مساء هذا اليوم..أصدرت وزارة الاقتصاد الوطني بياناً بعدم صحة الخبر الذي تم تداولة على مواقع التواصل،لتعلن لنا بأنها في الصف الأول ممن يدعمون المنتج الوطني ومازالوا مستمرين في عملية الإستيراد كي لا يشمت الحاسد والعدو بنا .

وفي هذه الأجواء الشتوية الماطرة..ندعو المولى عز وجل بأن لا تُصيبنا عين حاسد،وأن لا يٌفشل مشروعنا الوطني أيٌ حاقد،وكلنا أمل بأن يتوحد طرفي الإنقسام جغرافياً وسياسياً،فنحن نتطوق شوقاٌ لهذه اللحظة التي قد تٌذهب رياح خمسة عشر عاماً من الضياع عِجافاً .

اخر الأخبار