ايها المسؤولون لا هكذا تورد الإيل !

تابعنا على:   12:58 2020-11-29

د.محمود الاسطل

أمد/ اليوم وقبل أيام قرأت عدة اخبار عن أوضاعنا الحالية

أولها تقرير لجهاز الإحصاء الفلسطيني، يقول ان معدلات البطالة قد زادت في فلسطين بعد أزمة كورونا وان نسبة البطالة بلغت 28.5% في فئة العمال وأن عدد العاطلين عن العمل بلغ 372.7 ألف شخص، مقسمين الى: 207.7 ألف في قطاع غزة، و165 ألف في الضفة وأن نسبة البطالة في الضفة 18.7%، فيما وصلت في غزة إلى 48.6%.

اما عن وزارة الصحة قال أبو الريش: نقترب من الإغلاق الشامل لقطاع غزة.109 حالة خطيرة وحرجة من إصابات كورونا والعدد مرشح للزيادة.الوباء بات يتغلغل بكافة مناطق القطاع والأعداد الخطيرة للمصابين بتزايد مستمر..وقال ان أكثر من 334 حالة مصابة تحت الرعاية السريرية بالمستشفى الأوروبي والمواجهة الحقيقة في قطاع غزة اليوم هي مدى توفر الأكسجين لمرضى كورونا.

وقال نائب مدير عام الرعاية الأولية والطب الوقائي إنه تم استنزاف أكثر من 30% من قدرات الوزارة خلال جائحة كورونا.وأن هناك 160 حالة إصابة بفيروس كورونا على أسرّة المستشفيات، بينها 12 حالة حرجة، وكنا قد خصصنا 500 سرير لمتابعة الحالات المصابة بكورونا.وقال المتحدث باسم وزارة الصحة: الإمكانيات محدودة في المختبر المركزي بخاصة مواد فحص فيروس كورونا وأن 20% من الإصابات بفيروس كورونا في القطاع ما بين متوسطة وخطيرة.

اما عن وزارة المالية فقالت إن السلطة ستقوم بزيادة نسبة صرف رواتب الموظفين في غزة والضفة في حال استلمت أموال المقاصة.وأن رواتب الموظفين ستصرف كاملة في الضفة بينما في غزة فإن نسبة صرف ستصل إلى 70%، اضافة إلى صرف مستحقات الأشهر الأخيرة التي صرفت فيها الرواتب بنسبة 50%.

وقبلهما وزارة التربية والتعليم،التي تتخبط في قراراتها ولا هي حامية الطلاب ولا هي عارفة تدير العملية التعليمية . باختصار الوطن يسير بقدرة قادر .

كل هذه المراثي – الصادرة عن المسؤولين – خلال هذا الأسبوع.. والذاكرة لا تتسع لآخرين، ولكن الشاهد على كل المسؤولين العاجزين عن تحريك الأوضاع وتحسينها والشّعب محتار وحاله كَحَال مالك بن دينار الذي خطَب في الناس وصَلّى بهم – ذات جُمعة – حتى أبكاهم جميعاً.. ثم بحث عن مصحفه ولم يجده، فصاح فيهم: (ويحكم، كلكم يبكي فمَن سرق المُصحف؟)..!!

وفي بلادنا أيضاً، (كلهم يشكون)، فمن يبني الوطن؟.. نعم، غير وزيرة المالية، مَن المسؤول عن خلق الموارد وإدارتها بمهنية، بحيث لا تعجز الحكومة عن سداد مرتبات وحقوق العاملين؟.. فلمن تبكي وزيرة المالية و(تشكي)؟..

وبما أن وزير الصحة هو المسؤول عن إصلاح النظام الصحي، بحيث لا يموت الشعب لعدم توفر الدواء والطبيب والأجهزة الطبية، فلمن يشكي؟.. وهكذا.. كلهم مسؤولون عما يشكون وكلهم مسؤولون عما أصاب المواطن، ومع ذلك بدلاً من تلقي الشكاوى (يشكون)، وهذا لا يليق بالمسؤولين.. أين روح المبادرة في طرح حلول الأزمات؟، وأين الخطط المراد بها تجاوز الضيق؟، وأين التفكير خارج الصندوق..؟؟

دائماً هناك حلول، والمسؤول الحصيف يختلف عن عامة الناس بالقدرة على إيجاد الحلول للأزمات بحكمة وذكاء، وليس بالتباكي على منصات الإعلام، كما يفعل وزراء الحكومة. والشعب كما هو بحاجة إلى روح الأمل في أوقات المحن، فهو أيضاً بحاجة إلى قيادة مُلهمة تتجاوز به الأزمات بدون عويل.. وللقيادة المُلهمة سحر وثبات في القول والفعل حتى في أزمنة الحروب، إذ هي لا تبكي و(تشكي)..!!

فالمسؤول المُلهم لا يشكي ويرثي بل هو المشبع بالطموح والعاشق للتحدّي الذي يُغيّر حياة الناس إلى (الأفضل والأمثل)، ولذلك يبقى في ذاكرة الحياة نبراساً يضيء مسارات الناس، وإن مات يراه الشعب حياً في طموح أفراده.. وأسمى أهداف المسؤول المُلهم في السلطة ليس هو أن يحكم الناس، وعندما يعجز عن ذلك (يقعد يشكي)، ولكن أسمى الأهداف هو تحرير عقول الناس من قيود الجهل والخوف و(الاحباط)..!!

اخر الأخبار