استخدام القوة الناعمة كأسلوب لتمرير المخططات الإستعمارية

تابعنا على:   07:45 2020-11-25

مصباح ابوكرش

أمد/ يتأكد لي يوما بعد يوم أن مواصلة الحفاظ على حالة من الهدوء المدروس في المنطقة تعتبر أحد أبرز الأساليب التي تقوم قوى الإستعمار بإستخدامها من أجل إستكمال تطبيقها لخارطة شرق أوسط جديد؛ وهو الأمر الذي تحاول إخفاء حقيقته بشكل لافت في هذه المرحلة من خلال المادة الإعلامية "الحربية" التي تقوم بنشرها وسائل إعلامية تابعة لهذه القوى الإستعمارية؛ نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر حديث هذه الوسائل الإعلامية عن ضربة عسكرية وشيكة قد يتم توجيهها لإيران في أي لحظة؛ وهو نفس المضمون الذي تم تداوله بشكل مكثف من خلال وسائل إعلام عبرية توقعت قيام جيش الإحتلال بعدوان جديد على غزة أو الجنوب اللبناني أو كلاهما معا هذه البالونات الإعلامية الموجهة لا يمكن تجاهلها ولكن السبب الذي يدفعنا لضرورة عدم تجاهلها لا يعود كما يعتقد البعض لأسباب مرتبطة بإمكانية إستهداف مثل هذه الأماكن عسكريا في هذه المرحلة؛ فالسبب وحسب تقديراتي الخاصة يعود لتلك الأهداف التي تسعى هذه القوى الإستعمارية لتحقيقها على مراحل فور الإنتهاء من تطبيق الخارطة الجديدة فوق أرض الواقع ..
كفلسطينيين فبوصلة هذه القوى الإست..عمارية تجاه واقعنا في هذه المرحلة تتحدد من خلال مواقف السلطة وهي المواقف التي برزت مؤخرا بشكل واضح جدا؛ فالمطلوب من هذه السلطة مواصلة المفاوضات من أجل المفاوضات فقط في كل الملفات دون تحقيق أي تقدم ملموس في هذه الملفات التي يتم التفاوض حولها؛ فكما أن السلطة لا تغلق أبوابها في وجه المفاوضات مع العدو؛ فهي أيضا لا تغلقها في وجه محاولات توحيد البيت الفلسطيني؛ أما فيما يخص قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة فالمطلوب حسب رؤية قوى الإستعمار هو مواصلة هذه القوى والفصائل "لمعركتها الشرسة" ضد العدو من أجل تطبيق شروط التهدئة وهو الأمر الذي يمكن السماح لتحقيق بعض "إنتصاراته" على مراحل مدروسة جيدا ..
الخلاصة:
مازال الوقت مبكرا للحديث عن إمكانية تقليص قوة ونفوذ الدور الإيراني في المنطقة؛ فلم يتم الإنتهاء بعد من إنجاز عمليات التطبيع الخليجي المعلن مع العدو بالكامل؛ وهو الأمر الذي سيجعل هذا العدو عقب تواجده رسميا في قلب العواصم الخليجية قادرا على الأستغناء عن دور أي طرف مستخدم؛ ولذلك فإن حديث البعض عن إمكانية توجيه ضربة عس..كرية من العيار الثقيل ضد أيران قبل رحيل ترمب هو حديث غير واقعي؛ مع ملاحظة أن ذلك يمكن أن يحدث ولكن ليس بالشكل المضخم الذي يصوره البعض؛ وبما يضمن حدوث ردة فعل ايرانية لا تتجاوز حدود الرد كما جرت العادة على مواقع أمريكية عسكرية في العراق يتم إخلاؤها في حالات الطوارئ ..
عمل كبير وفي أكثر من مجال المفترض أنه ينتظر القوى والفصائل الفلسطينية؛ ويجب أن يسابقوا به الزمن لكي يكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل القريب؛ ويجب أيضا أن تعكس هذه الأعمال حالة من الإنسجام العميق في العلاقة بين هذه القوى والف..صائل ببعضها الآخر؛ وقدرة ذلك على تحقيق علاقة متينة ومميزة لهذه القوى والف..صائل بالشعب الغزي بكافة شرائحه؛ فبذلك فقط بعد التوكل على الله نستطيع مواجهة الكثير من المحاولات الجارية لطمس الهوية الفلسطينية

اخر الأخبار