ياسر عرفات شمعة اضاءت العتمة وهزمت ليل اسرائيل

تابعنا على:   23:10 2020-11-06

د.صالح الشقباوي

أمد/ حياة اليتم والحرمان التي عاشها ياسر عرفات في طفولته المعذبة ، زرعت في مناطق الشعور  الجسدي ومناطق الاشعور الروحي محصولا قويا من المحبة والانسانية تفوق بالكم والكيف والدرجة  زملائه من القادة الفلسطينيون  الذين شاركوه  مسيرة الثورة واعادة البناء الفلسطيني ، فالحديث عن مسيرة ياسر عرفات ..يتطلب  منطقيا التعريج على صفاته الانسانية ..وصفاته القيادية ..حيث مزجها ضمن وحدة انتجت له بعدا ثالثا ..امتاز به كانسان وكقائد مؤسس ..استطاع بحكمته وصبره وبصيرته  ان يتجاوز ممرات المارثون بنجاح وحكمة واقتددار.

فهو من زرع الفكر المؤسساتي في حقول فتح وهو من بذرها في تربة م.ت.ف..وهو صاحب زرع فكرة  الاختلاف  والتنوع في بساتين الثورة، وهو من  دعم  تنوع الفكر داخل  انساق فتح ( الاسلامي ، القومي ، الشيوعي ، الماوي ، ) بشرط الالتقاء في قمة الهرم الفتحاوي ..وعدم الخروج عن حدوده ..واهدافه ومبادئه....فكر كما شئت ، وبما شئت ..فالاختلاف ضرورة منطقية للتطور والرقي ...ومواكبة روح العصر ...علما ان روحه كانت تحل في اشياء ومؤسسات وبنية الثورة بكل مكوناتها واختلافاتها وكائناتها ...كان عقله يمارس فلسفة المطلق الفردي ..وفلسفة الحلول ..وفلسفة الكيان والكينونه ..خاصة وان مرؤوسيه كانوا امناء بشكل منتظم على ايصال الحقائق له واطلاعه اول باول على كل
الوضع الفلسطيني والعربي والدولي ..كان صارما لدرجة كبيرة مع مرؤوسيه...اعدم هوامشهم..ولم يترك لهم مجالا الى امكانيات التأويل..بل كان يمارس فلسفة  القائد الفرد ..القائد المرجع ..القائد النظم لسمفونية الثورة ..وسمفونية السياسة..وسمفونية المال والاعمال ..بمعنى آخر اقول انه كان ملم بكل صغيرة وكبيرة في الساحة الفلسطينية ..وكان يهندس المشهد الفلسطيني بكل مكوناته..واختلافاته وتناقضاته...!!

كان يخوض صراعا  لا يخضع لهندسة معادلات المنطق
كان يخوض صراعا على جبهة الوجود بشقيها السياسي والعسكري ..يبني ويحافظ على جبهته الثقافية ..يرسل ابناء شعبه.الى دول مختلفة .كالطيور  تغدوا خماصا وتعود بطانا
وانتصر في معركة الوجود  بعد ان ثبت مكونات الهوية
السياسية واضحى للفلسطيني هوية سياسية وقبلة وطنية
قلوبنا اليها ترحل كل يوم ..خاض اقوى معاركه  مع الصهيونية بجبهاتها ( العسكرية ، السياسية ، التاريخية ، الثقافية ) واضاء  عتمة الوجود وجعل من نوره..ضياءا يهزم العتمة الصهيونية التي احاطت بجسدها كل مهالم مكونات  وجودنا الوطني ..استطاع ان يهزم العدم ...ويرميه في يم التلاشي وعدم التماهي مع متطلباته الادراكية ..فرحمة الله عليك يا سيد الكينونة الوطنية الفلسطينية المعاصرة .

كلمات دلالية

اخر الأخبار