بين ميلانيا ترامب وجيل بايدن .. من الأنسب لمنصب السيدة الأولى؟

تابعنا على:   21:32 2020-10-31

أمد/ واشنطن - وكالات: بدت ميلانيا ترامب الغامضة والمتحفظة دائما مترددة في أداء دورها الكامل "كسيدة أولى". وفي الثالث نوفمبر، يمكن أن تبقى عارضة الأزياء السلوفينية السابقة وأول زوجة من أصل أجنبي لرئيس أمريكي منذ نحو قرنين، لمدة أربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.

تهب ميلانيا (50 عاما) لدعم زوجها في كل مرة يكون بحاجة فيها لذلك، لكن حقيقة ما يدور في خلد الزوجة الثالثة لدونالد ترامب، التي نالت الجنسية الأمريكية عام 2006، كان على الدوام موضع تكهنات.

في المقابل تجوب جيل بايدن منذ أشهر بلا كلل وملل حاملة رسالة مفادها أن وحده جو بايدن قادر على توحيد بلد منقسم إلى أبعد حد إذا دخل البيت الأبيض، وبحيوية تتجاوز في بعض الأحيان قدرات زوجها الذي حد من رحلاته لفترة طويلة. فقد كثفت هذه المدرسة البالغة من العمر 69 عاما زياراتها إلى الولايات الرئيسية التي يمكن أن تنتقل إلى المعسكر الديمقراطي في الثالث من نوفمبر.

من هي الأوفر حظا؟

عارضة أزياء

ولدت ميلانيا في سلوفينيا وغادرت بلادها إلى ميلانو ثم باريس على أمل متابعة عملها كعارضة أزياء. حملتها مسيرتها المهنية إلى الولايات المتحدة عام 1996 حيث التقت دونالد ترامب بعد سنتين وتزوجته في 2005، ولديهما ابن يدعى بارون ويبلغ من العمر حاليا 14 عاما.

مغامرتها الأمريكية قادتها إلى المقر الرئاسي الأشهر في العالم، وأتاحت لها أن تعيش حياة مشاهير باذخة متنقلة بين برج ترامب الفخم المطل على سنترال بارك في نيويوك ومنازل زوجها الأخرى في فلوريدا.

في البداية لم تكن ميلانيا ترامب متحمسة لفكرة تولي ترامب الرئاسة، وروى قطب العقارات السابق في حديث لواشنطن بوست "لقد قالت: لدينا حياة جميلة جدا، لماذا تريد القيام بذلك؟".

وأصبحت في نهاية المطاف أول زوجة لرئيس أمريكي مولودة خارج الولايات المتحدة منذ حوالى عقدين.

مدرّسة أمريكية

ولدت جيل بايدن في بلدية هامنتون بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ونشأت في منطقة ويلو غروف بمقاطعة مونتغومري بولاية بنسلفانيا.

تزوج جو وجيل بايدن العام 1977 بعد خمس سنوات على أول مأساة واجهها مع وفاة زوجته الأولى وابنته في حادث سيارة.

أوقفت جيل بايدن مسيرتها المهنية حين أنجبت ابنتهما آشلي عام 1981، لكنها تابعت بعد ذلك دراستها ونالت دكتوراه في التعليم. ولا تزال تدرس في إحدى جامعات شمال فيرجينيا بالقرب من واشنطن، حيث تريد مواصلة العمل حتى لو أصبح جو بايدن رئيسا.

وباستثناء هيلاري كلينتون التي شغلت لفترة وجيزة منصب عضو في مجلس الشيوخ في نهاية ولاية زوجها، ستصبح جيل بايدن في حال فوز زوجها بالرئاسة أول سيدة أولى تواصل مسيرتها المهنية.

تقول كايت أندرسن بروير وهي مؤلفة كتاب عن تاريخ زوجات الرؤساء الأمريكيين إن جيل بايدن ستقوم عندها بتحويل "تطلعات هذا المنصب وحدوده".

تضيف كاثرين جيليسون المتخصصة في التاريخ الأمريكي في جامعة أوهايو "ستدخل مهام السيدة الأولى في القرن الحادي والعشرين" مؤكدة أن "غالبية الأمريكيات عليهن التوفيق بين الحياة المهنية والحياة العائلية". جيل كانت حاضرة في حملة زوجها الانتخابية منذ بدء الانتخابات التمهيدية، ودرج المرشح الديمقراطي على عادة تقديم نفسه على أنه "زوج جيل بايدن"، ولفتت أنظار العالم عندما صدت متظاهرة اقتربت من زوجها خلال تجمع انتخابي في لوس أنجلوس في مارس.

"رسالة مبطنة"

غالبا ما اضطر هؤلاء الذين يلاحقون ميلانيا ترامب إلى تفسير كل كلمة أو بادرة أو حتى طريقة اختيار ملابسها، مثلما حدث عام 2018، أثناء زيارة للأطفال المهاجرين على الحدود مع المكسيك حين ارتدت سترة عليها الرسالة التالية: "أنا حقا لا أبالي، وأنتم؟".

هل كانت تستهدف برسالتها تلك الجمهور أو زوجها؟ أكدت الناطقة باسمها "لا توجد رسالة مبطنة" لكن ميلانيا ترامب قالت في وقت لاحق عكس ذلك، وفي مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" قالت "ارتديت السترة من أجل وسائل الإعلام اليسارية التي تنتقدني، وأريد أن أظهر لهم أنني لا أهتم. وأن هذا لن يمنعني من فعل ما أعتقد أنه صحيح".

لكن في ل مرة تتحدث فيها علنا، لا تكون الأصداء دائما كما المبتغى. فخطابها أمام مؤتمر الحزب الجمهوري عام 2016 كان موضع استهزاء والسبب هو أنه وردت فيه مقاطع مأخوذة بالكامل من خطاب سبق أن ألقته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.

كما أن حملتها ضد التحرش "بي بيست" لاقت انتقادات واسعة حيث سخر كثيرون من اختيارها لهذا الموضوع في حين أن زوجها معروف بأنه يمطر خصومه بأوصاف غير لائقة كثيرا.

توحيد الصفوف

تدعو جيل بايدن الأمريكيين سواء كانوا "ديمقراطيين أو جمهوريين، من الأرياف أو من المدن" إلى توحيد الصفوف لتجاوز الانقسامات السياسية وهزم وباء كوفيد-19 ومواجهة الأزمة الاقتصادية.

وخطابها يتعارض كليا مع كلام دونالد ترامب فهي تقول "نحن لا نتفق على كل شيء، هذا ليس ضروريا، يمكننا دائما أن نحب ونحترم بعضنا البعض".

كذلك، تعكس جيل صورة إنسانية عن جو بايدن الذي عرف في حياته "مآسي لا يمكن تصورها"، تروي خصوصا كيف تمكن النائب السابق للرئيس باراك أوباما من استئناف أنشطته في البيت الأبيض، بعد أيام فقط على وفاة ابنه بو الذي قضى جراء سرطان في الدماغ في 2015.

وقالت في خطاب تناولت فيه الأزمات التي تشهدها الولايات المتحدة بسبب الوباء والتوترات في البلاد منذ أربع سنوات "لقد عرف كيف يداوي أسرة، وبالطريقة نفسها نداوي بلدا: عبر الحب والتفهم وبادرات لطف صغيرة وشجاعة وأمل لا يتزعزع".

ورغم حملة الانتخابات المحتدمة، أشاد السناتور الجمهوري ليندسي غراهام وهو حليف دونالد ترامب بجيل بايدن معتبرا أنها "شخصية مميزة" بعد خطابها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي.

ونددت جيل بـ"الافتراء" الذي أطلقه معسكر ترامب "لتحويل الانتباه" في قضية الاتهامات بالفساد الموجهة في الآونة الأخيرة الى جو وهانتر بايدن الذي ارتبط بأعمال تجارية في الصين وأوكرانيا حين كان والده نائبا للرئيس أوباما.

لكنها لزمت الصمت بشأن اتهام امرأة تدعى تارا ريد جو بايدن باغتصابها في التسعينيات، وهو ما نفاه المرشح الديمقراطي نفيا قاطعا.

كذلك يواجه السناتور الذي أصبح نائبا للرئيس (2009-2017) انتقادات بعدما اشتكت عدة نساء من سلوكه القائم على اللمس، تقول جيل بايدن إنها لا ترى سوى سلوك بريء من زوجها الذي قال إنه استخلص العبر من أقوال هؤلاء النساء اللواتي اعتبرن انه اخترق مساحتهن الخاصة.

اخر الأخبار