مؤيدا دعوة شيخ الأزهر .. نصرالله يُعلّق على هجوم نيس: "لا شيء إسمه إرهاب إسلامي"

تابعنا على:   22:39 2020-10-30

أمد/ بيروت – وكالات: شدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في كلمة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على أن "لا يمكن للمسلمين أن يتحملوا أي اساءة أو اهانة تتوجه الى الرسول العظيم ويعتبرون أن الدفاع عن كرامة نبيهم في أعلى الأولويات التي تتقدم على كل المصالح والحسابات الاخرى".

وقال، "المشكلة القائمة الآن لا تخص بلد أو مسلمين في بلد بل كل المسلمين في العالم. هي بين السلطات الفرنسية من رأس الهرم مع الإسلام والمسلمين"، مشيرا الى أن "حادثة مدينة نيس الفرنسية التي قام بها رجل مسلم وقتل 3 أشخاص وجرح آخرين، هذه الحادثة ندينها بشدة وأدانها المسلمون من مواقعهم المختلفة ، هذه الحادثة يرفضها الاسلام الذي يحرم قتل الأبرياء وكل حادثة مشابهة سبقت أو تأتي دائما بالنسبة الينا كمسلمين ومن موقع الإسلام هي مرفوضة ومدانة في أي مكان وقعت وأيا كان المستهدف"، مشددا على أنه "لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة لدين ما. عندما يرتكب مسلم أو مسيحي أو يهودي بجريمة لا يجوز أن نحمل الدين أو نبي هذا الدين او الامة التي تؤمن بهذا الدين مسؤولية الجريمة، وهذا يجب أن يتوقف".

وفي شأن هجوم نيس، وفي شأن هجوم نيس، أكد نصرالله أن "حادثة مدينة نيس الفرنسية ندينها بشدّة ويرفضها الاسلام الذي يحرم قتل الابرياء او الاعتداء عليهم وكل حادثة مشابهة سبقت أو تأتي هي مرفوضة بالدرجة الأولى من موقع الاسلام"، مشيراً الى أن "لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو لاتباع هذا الدين".

وسأل: "لو قام رجل مسيحي بارتكاب جريمة من هذا النوع وهذا حصل في فرنسا، هل يصحّ أن يخرج أحد ويقول أن الذي يحمل مسؤولية هذه الجريمة المسيحيون في العالم؟ لا شيء اسمه ارهاب اسلامي او فاشية اسلامية ومن يرتكب الجريمة هو المجرم"، مشيرا الى أن "بعض المسلمين بالتأكيد يسيؤن للإسلام ولنبي الإسلام ويرتبكون إساءات خطيرة جدا وما شهدناه من أعمال إرهابية وجرائم وهدم للمساجد والكنائس والآثار وقتل للناس وقطع للرؤوس وذبح للناس كالنعاج وقامت وسائل الاعلام الأجنبية بترويجها، هي إساءات كبيرة لديننا ونبينا. اذا كان بعض المسلمين يسيؤن لنبينا هذا لا يبرر لكم أن تسيئوا لنبينا. الأنبياء والرسل والمقدسات يجب أن تحترم حتى ولو خرج من داخل الأتباع من لا يقوم بهذا الإحترام".

وتوجه الى العالم الغربي قائلا: "بدل أن تحملوا الإسلام والأمة الإسلامية مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية، فلنبحث عن مسؤوليتكم أنتم عن هذه الأعمال والجماعات. هذه الجماعات أنتم سهلتم مجيئها الى سوريا والعراق وساعدتم في تسليحها وتمويلها. لا تحملوا المسؤولية لمن ليس له مسؤولية. ما علاقة الرسول ودينه واسلامه وقرآنه بهذه الجرائم؟ الذين لهم علاقة هم أشخاص أنتم ربيتموهم وسهلتم لهم وأتيتم بهم وهذا ما يجب أن تعيدوا النظر به. الفرنسيون والأوروبيون والأميركيون يجب أن يعيدوا النظر بسلوكهم وباستخدامهم لهذه الجماعات الإرهابية كأدوات في المشاريع السياسية والحروب"، معتبرا أن "هناك سببا رئيسيا أدى الى هذه التداعيات. الذي حصل للأسف أن السلطات الفرنسية أعلنت حربا وأخذها العناد بدل أن تعالج الموضوع".

وشدد نصرالله، على أن "حرية التعبير في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة بل مقيدة بقيود قانونية وسياسية والادعاء بأنها حرية مطلقة هو ادعاء غير صحيح. لذلك الإساءة للنبي غير مقبولة والمعركة تستند على أساس غير موجود وغير واقعي"، متسائلا: "انسانيا واخلاقيا هل هناك حرية تعبير بالمطلق دون حدود؟ لماذا اذا تقف الحرية عند معاداة السامية؟ اذا كشف شخص أسرارا تمس بالأمن القومي أو أعلن عن أمور أو كتب في مسائل تؤدي الى حرب أهلية كيف يتم التصرف معه؟ هل حرية التعبير لا تقف عند أي حدود؟".

وتوجه الى السلطات الفرنسية قائلا: "لا أحد في العالم الاسلامي يبحث عن أعداء أو خلافات جديدة، هم يريدون تخفيف العداوات وابعاد شبح الحروب. أنتم يجب أن تفكروا في معالجة هذا الخطأ والخطيئة"، مضيفا: "سمعنا المسؤولين يقولون نحن لا نخضع للإرهاب، المطلوب ليس أن تخضعوا بل أن تعالجوا الخطأ، فالإصرار عليه، والذهاب الى مواجهات هي خضوع للإرهاب وانجرار مع مطالب الارهابيين بين الذين يريدون أن يفجروا كل الساحات في العالم. لا تسمحوا باستمرار هذه السخرية والعدوان والانتهاك. الأعمال الإرهابية مدانة ولكن مسؤوليتكم معالجة الأمور من جذورها"، داعيا الى "الأخذ باقتراح شيخ الأزهر حول الدعوة الى تشريع عالمي يحرم هذا النوع من الأعمال التي ترتبط بالمسلمين والأمة الإسلامية".

من جهة أخرى، أعرب نصرالله عن أمله بأن "يتمكن رئيس الحكومة المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية من تشكيل حكومة جديدة بأقرب وقت. فأوضاعنا لا يمكن أن تعالج دون حكومة ذات صلاحيات قانونية، ولا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف أعمال"، مؤكدا أن "الأجواء معقولة ونحن من جهتنا سنتعاون وسنسهل كل ما نستطيع تسهيله".

وشدد على أن "ما نقل في الاعلام ليس صحيحا لا دقيقا خصوصا بما يعلق بمقاربتنا للتشكيل. نحن سنبقى ايجابيين. هذا هو الاستحقاق الحقيقي، الوقت ليس للمشاحنات والصراعات بل للتفاهم والتعاون والانفتاح ما أمكن للوصول الى تشكيل حكومة".

اخر الأخبار