هل تُعتبر منظّمة التّحرير الفلسطينيّة .. متخلّفة الآن عن أداء دورها..؟!

تابعنا على:   09:12 2020-10-29

د. احمد محيسن

أمد/ لا يختلف الفلسطينيون على أن منظّمة التحرير الفلسطينية قد تأسّست عام 1964 بعيداً عن الأُسُس الحزبية أو الفصائليّة التّنظيميّة .. وتُعتبر المُمثّل الشّرعي والوحيد لشعبنا في المحافل الّدولية والّدبلوماسيّة .. كما وحسب مواثيقها ونظامها الأساسي الّتي تأسّست بموجبها عام 1964 وعام 1968 الّتي تَعتبر بأنّ كلّ فلسطيني هو عضو بالفطرة في المنظمة .. ويُعتبر المجلس الوطني الفلسطيني هو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية ومرجعيتها .. ويُتابع أداء قيادة المنظمة ويُحاسبها بصفته مصدر السّلطات .. وهو من يُصادق على كلّ القرارات لتكون شرعيّة .. وهو من يضع السّياسات العامّة للمنظّمة والتي تتعلّق بكلّ قضايا شعبنا خاصّة المصيريّة منها .. ويقوم بانتخاب أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الكلّ الفلسطيني في الداخل والخارج .. وهو من يَختار اللجنة التّنفيذيّة للمنظّمة الّتي تُشكّل القيادة السياسيّة للشّعب الفلسطيني.. 

من خلال هذه المقدّمة لا بد من الإجابة عن تساؤل الملايين من أبناء شعبنا اليوم .. هل تُعتبر منظّمة التّحرير الفلسطينيّة بصفتها المُمثّل الشّرعي والوحيد لشعبنا .. متخلّفة الآن عن أداء دورها..؟!

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نُجيب على من يسأل عن وجود منظّمة التّحرير الفلسطينيّة وعن مؤسّساتها ودوائرها فعليّاً على الأرض .. بعد أن تغوّلت عليها السّطلة التي انبثقت عن إتفاقيّات أوسلو الكارثيّة .. وشطبت وجودها الفعلي وتستخدم اسمها كلّما اقتضت الحاجة لذلك ..

إنّ منظّمة التّحرير الفلسطينيّة ليست متخلّفة عن أداء دورها اليوم .. لأنّها ولكي تؤدي دورها ووظيفتها .. يجب أن تكون موجودة حيّةً فاعلةً .. وتضمّ الكلّ الفلسطيني بكلّ أطيافه ومكوّناته وقناعاته وانتماءاته وقواه وقطاعاته .. من عمّال وفلّاحين وطلّاب ومعلّمين ومثقّفين وتجّار ومهندسين وأطبّاء وموظّفين إلى آخر القائمة من مكوّنات شعبنا .. ذكوراً وإناثاً .. شباباً وشيّاباً .. فلا يمكن أن يكون تمثيلاً حقيقيّاً لأيّ كيان مؤسّسي حيوي فاعل .. بدون تفويض ومنح الثّقة ممّن يتمّ تمثيلهم من خلال هذه الكينونة المؤسّسيّة .. وذلك بالطُّرق المُتّبعة والمتوافق عليها من خلال عقد المتعاقدين .. وفي حالتنا الفلسطينيّة هي الإنتخابات الدّيمقراطيّة للكلّ الفلسطيني .. حسب النُّظُم والّلوائح والدّساتير والمواثيق التي تأسّس إستناداً إليها برلمان الّشعب الفلسطيني المتمثّل بالمجلس الوطني الفلسطيني .. اّلذي يختار قيادة المنظّمة لتُمثّل الكلّ الفلسطيني .. ويُتَعبر المجلس الوطني مرجعيّتها ومصدر شرعيّتها.. 

هناك أجيال وُلدت وهرمت ورحلت على واقع حال منظّمة التّحرير الفلسطينية كممثّل للشّعب الفلسطيني .. دون أن تُسأل هذه الأجيال وتُستشار.. وتُمارس حقّها الشّرعي في الإنتخاب الدّيمقراطي .. لمن يتربّع على مِقْوَد القيادة منذ ما يقارب نصف قرن من الزّمن .. ولم يتمّ استفتاء أبناء شعبنا يوماً على ما أخذونا إليه وما هو قائم من شكل ومضمون في عمليّة التّمثيل السّياسي للشّعب الفلسطيني .. وكل ما يتعلق بقضايا شعبنا المصيريّة .. وتستمر هذه القيادة - الّتي شاخت وهرمت -  بقيادة شعبنا .. دون أن يُفسح للأجيال المُتَعاقبة المجال بأن تُبدي رأيها بكل ما يجري .. أو أن تُدلي بأصواتها لتختار من يُمثّلها..

إنه التّمثيل بقوة العصا .. والعصا ولمن عصى القبول بذلك..

‏وأما على صعيد بعض المستفيدين من هذا الوضع المؤسف لمؤسّسات شعبنا وقيادته .. فتجد عند كلّ تحرّك شعبي فلسطيني ينطلق في مبادرات من أجل محاولة  لم الشّمل الفلسطيني .. ‏والخروج من حالة الجمود والتّجاذبات القائمة .. وإلقاء حجر في المياه الآسنة لتتحرّك .. ومن أجل تجاوز التّعصب التّنظيمي والمُحاصَصة .. يخرج البعض مُشكّكاً مُتّهماً بل مُتطاولاً .. ويُقَوْلب كلّ عمل فلسطيني لم يخرج من تحت عباءة الأصنام وعبدتها .. وحسب مزاجه وحسب ما هو رائج من بضاعة في سوق النخاسةوالرّدح والتّطبيل .. كأن يُقال بأنّ هذه المبادرات وهذه الأفعال والتّحركات تُشكّل بديلاً للمنظّمة .. أو أنّ يُقال بأنّه عملاً موازياً لها .. أو يقف خلفها كلّ شياطين الأرض والسّماء .. وفي حقيقة الأمر من يوجّه هذا الطّرح هم أهل العقليّة الإنشطاريّة  اللّذَيْن  تعشعش في أدمغتهم عقلية المؤامرة .. الّذين انقسموا حتى على أنفسهم في عدّة محطّات عدّة مرات .. ونعيش في أوروبا أسماء وأختام لمؤسّسات عديدة تحمل نفس الإسم .. والمُناكَفة وتفريخ المُفَرّخ وتفتيت المفتت هو سيّد الموقف دون تفصيل .. وهم لا يريدون عملاً وحدويّاً مُخلصاً لفلسطين بعيداً عن الهيمنة والتّسلّط والتفرد والتلوين ومصادرة إرادة البشر والإلتزام التّنظيمي .. وهم لا يريدون عملاً نوعياً متجدداً مخلصاً لفلسطين .. بعيداً عن التّعاميم الّتي تصدر مما يعتبرونه إمبراطوريات الأباطرة .. بتنفيذ الأوامر المُلقاة عليهم .. والإمتثال لعقيدة نفّذ ثم اعترض .. وشارك هنا ولا تُشارك هناك .. وما زال البعض من البشر مُستلقياً على عهد لم يعد قائماً وأكل الدّهر عليه وشرب ..

إن من يُوجّه مثل هذه السّهام القاتلة التي تقطر سموماً .. بإسم الحِرص على منظّمة التّحرير .. ولكلّ عمل فلسطيني وحدوي ناجع ينسف الهيمنة .. ويُجددّ العمل بالفعل الحقيقي لقضيّتنا .. عملٌ  يفتح الآفاق.. مُختلف الملامح .. صادقاً لايعرف النّفاق .. هو في حقيقة الأمر طرح  ظاهره الحرص على منظّمة التّحرير ووحدانيّة تمثيلها .. وباطنه هو الإبقاء على حصّتهم ومُكتسابتهم المادّيّة والجهويّة في المنظّمة بأيّ ثمن .. فلو كان الحرص على المُنظّمة حقيقي وفعلي وذو تأثير.. لوجدنا مطالبةً وتحركاً فعليّاً باتّجاه إعادة الإعتبار والهيبة للمنظّمة .. الّتي لم تعد موجودةً على الأرض .. وتمّ إغلاق دوائرها واخذت السّلطة مكانها.. 

 

إنّ من يُطالب اليوم بمناسبة أو بدون مناسبة.. وكلّما دقّ الكوز بالجرّة .. وكلّما تحرّك شعبنا في الإبداع بتجديد النّضال المؤسّسي .. بترديد النّشيد إياه .. م. ت. ف هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا .. هم بذلك يطالبون شعبنا بالإقرار بطريقة غير مباشرة .. بالتسليم بقيادة هذه المنظمة إلى الأبد .. وبالولاء لهم ولسياساتهم ولمشاريعهم .. على قاعدة  "إما نحن للأبد أو بنحرق البلد" .. ومنهم من يحرص على التّمسك بتلك الحالة الصنميّة .. لأنّ في بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه .. يكمن سرّ بقائهم واستفادتهم .. ومنهم من يريد الإحتفاظ بحصّته في هذا الجسم .. حتى لو كانت الحصّة مجهريّة .. المهم أن يبقى الإسم موجوداً ومقروناً بنصيبه المادّي من خلال ذلك ومن خلال تلك التقسيمة ..

لا نعتقد بأن موضوع تمثيل منظّمة التّحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني رسميّاً في العالم  وفي المحافل الدولية وفي الهيئات الأمميّة والدبلوماسيّة .. هو أمر مطروح اليوم من شعبنا للنّقاش .. وتقرّ بذلك كافّة مكوّنات الشّعب الفلسطيني .. حيث رسميّاً ودولياّ تُعتبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .. بينما ينقصها التّمثيل الشّعبي الشّامل .. وهي بشكلها ومضمونها الحالي .. ومن يقودها اليوم يعلمون ذلك علم اليقين .. بأنّهم لا يمثّلون كلّ الشّعب الفلسطيني .. وأوْغلوا في تمعّنهم بتجاهل وجود أكثر من سبعة ملايين فلسطيني يعيشون في دول المنافي في الشّتات خارج فلسطين .. يتمّ تهميشهم وإقصائهم وتخريب وتشويه صورة أي عمل يخدم قضيّتنا يُقدم عليه فلسطينيّو الخارج ..  لإصرارهم على الإستمرار في الإقصاء والهيمنة والتّفرد في اتّخاذ القرارات المصيريّة لقضيّتنا..  

نلحظ في الآونة الأخيرة علوّ الصّوت الفلسطيني في الدّاخل والخارج من كلّ حدب وصوب بل أصبح حديث السّاعة .. في المطالبة باستعادة شعبنا حقوقه المشروعة .. في المشاركة في اختيار قيادته من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة حيثما أمكن .. بداية في انتخاب أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الذي يُعدّ برلمان الشّعب الفلسطيني .. ويُشارك في الإنتخابات كلّ أبناء شعبنا الفلسطيني في داخل الوطن وخارجه .. لكي يختار أبناء شعبنا نوّابه من خلال صندوق الإقتراع .. وليكونوا أعضاء مجلس وطني منتَخبين من أبناء شعبنا.. ولتكن قيادة جديدة لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة من الجيل الشّاب .. وتُمثّل فيه المرأة الفلسطينيّة حقّ تمثيل .. ولتصبح منظّمة التّحرير الفلسطينيّة فعلياً ممثّلاً شرعيّاً شعبيّاً ورسمياً لكافّة أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم ..

وحتّى يستعيد شعبنا منظمة التحرير الفلسطينية الحقيقيّة .. الّتي أصبحت مجرّد اسماً هُلاميّاً فارغاً من المضمون .. غائباً مُجمّداً .. يُسيطر عليها أشخاص منذ عقود من الزّمن .. ويستخدمون اسمها فقط عند الحاجة .. لتمرير أجندتهم ومخطّطاتهم بإسم تمثيلها للشعب الفلسطيني .. أي بمعنى آخر.. تكريس سلطتهم وتسلّطهم على المؤسّسة الفلسطينيّة وعلى السّياسات العامّة والمصيريّة لقضيّتنا ولشعبنا .. ودون التّطرق لمكوّنات منظّمة التّحرير الفلسطينية في الماضي والحاضر.. وما هي بالضّبط مكونات المنظمة .. وكيف وُجدوا هؤلاء جماعات وأفراد وفصائل لقيادة المنظّمة .. ومن عارضها واتّهمها في بداياتها .. ومَن ومتى التحق بها فيما بعد .. إلّا أن الأمر الثّابت اليوم هو..  بأّن شعبنا لا يعرف اليوم مكوّنات منظّمة التّحرير الفلسطينيّة بشكلها الحالي .. الّتي من المُفترض أن تُمثله .. ولا يعرف شعبنا في المنظمة اليوم غير هذه الأسماء التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليدين .. والتي يسمع بها شعبنا منذ عقود من الزمن ولم تتغير إلا بنقصان العدد بمن غيبهم الموت.. 

هل يمكن لأحد اليوم من أبناء شعبنا استعراض أسماء فصائل المنظّمة .. وأين هي اليوم .. وأين قوّاتها الضّاربة وأين عناصرها.. وما الفرق اليوم بينها وبين أي اتّحاد أو رابطة أو جالية .. مع احترامنا لتاريخ كل مكوّنات شعبنا .. ولكنه أصبح اليوم تاريخاً .. كلّ الإحترام ..؟! 

لقد تم اختصار منظّمة التّحرير الفلسطينيّة اليوم .. بيافطة تُعلّق في المهرجانات .. وشعار يُرفع في المناسبات .. لتذكير الشّعب بوجودها.. ومطالبتهم للشّعب بتأدية الولاء والطاعة لمن يقبض على أنفاسها ويغتصبها.. والإقرار بوحدانية تمثيلها للشّعب الفلسطيني رسمياً وشعبياً .. في شعور منهم بالنّقص من خلال تلك التّصرفات والأفعال .. لأنّهم يعلمون بأنّ الشّعب لا يحسّ بوجود المنظمة ولا يعرف عنها سوى اسمها.. وهذا أمر جدّاً مؤسف ولا يسُرّ صديقاً .. 

إن الحركات الثّورية والأحزاب السّياسية والحكومات والنّقابات والإتّحادات والهيئات والهياكل الحيّة النّاشطة الّتي لها برامج .. وتمثّل شريحة من البشر.. تتعّرض لمُتغيّرات وذلك حسب أدائها ونتائج فعلها على الأرض .. فإمّا تشهد تطوّراً إيجابيّاً صاعداً مع مرور الزّمن .. أو أن تنحسر وتندثر .. أو أن يحصل فيها تغييراً ما من ناحية البرامج والأشخاص .. فهناك أحزاب في الدّول كانت تحصل على نسب متقدّمة من أصوات النّاخبين وتحدّد إيقاع تأليف الحكومات .. والآن تجدها تراجعت ولا تحصد نصف تلك النّسب من الأصوات التي كانت تحصدها في السابق .. وكذلك ولدت أحزاب لم تكن موجودة قبل عقد من الزمن .. وتراها اليوم تتقدم النّسب في حصد أصوات الناخبين .. إنها باختصار شديد هي اللعبة الدّيمقراطيّة على عِلّاتها.. التي تُتيح المجال للتّغيير والتّبديل وتُحَفّز الموجود للتّنافس حتى يُقدّم الأفضل .. 

ومما لا شكّ فيه بأنّه ومنذ عقود من الزّمن .. تمّ العمل المُمَنهج على تغييب الحياة المؤسّسية الضّابطة والتّنظيميّة عن منظّمة التّحرير الفلسطينيّة ..  بفعل من يقبض على أنفاسها.. ويفرض بالقوّة والعنف والإرهاب الفكري بقاء هذه الطبقة جالسة على المقوَد .. جاثمة على صدور شعبنا .. وترفض  التّغيير والتطوير وضخّ دماء شابّة جديدة في صفوفها .. من خلال مشاركة الشعب الفلسطيني كل الشعب الفلسطيني .. ليقول كلمته ويختار قيادته ويُحدّد أولويّاته .. ويصنع برنامجاً نضالياً حقيقيّاً .. وتجد السّحيجة يُدافعون عن أصنامهم .. مُتجاهلين صوت الشّعب وإرادته الّتي ستَنْفذ آجلاً أم عاجلاً .. هذا قانون الحياة .. والتّاريخ علمنا ..         

إنّ النّظم والمكوّنات والدّساتير والقوانين والعقود الشعبيّة الّتي تُشكّل قوام المُجتمعات التي تحترم نفسها .. تأتي في فترات زمنية برؤساء دول وبحكومات وبممثّلي الشّعب في البرلمانات .. ليكون هناك تجديداً ومحفزاً للعطاء .. وليس كما هو الحال في شأن القيادة الفلسطينية التي شاخت قيادتها وعجزت .. والبعض يعمل على ممارسة التّوريث للقيادة كما هو معتاد في بعض دول العالم الثالث ..

لقد افرغوا منظّمة التّحرير الفلسطينيّة من مضمونها التّحرّري .. بداية عندما حصل الإعتراف المتبادل مع الإحتلال الذي اغتصب فلسطين .. وتم التّنازل فيه عن 78% من مساحة فلسطين التاريخية .. فكيف لحركة انطلقت لتحرير البلاد والعباد .. بأن تنسلخ عن جوهر وجودها ومبادئها ومنطلقاتها .. وتعترف بالمحتلّ الغاصب .. وما هو الأمر الّذي دعا دولة الإحتلال بأن تعترف بمنظمة التحرير التي هي من المفترض وكما تقدم نفسها بأنها تريد تحرير فلسطين كل فلسطين..؟! 

إنه تناقض عجيب .. وهذا يعني ان الإحتلال الغاصب يعترف بكيان فلسطيني ثوري تخلى عن برامج التحرير .. أي أن هناك ثمناً تم دفعه للإحتلال لكي يتم الإعتراف بمنظمة التحرير .. وتم مغادرة مربع "التحرير" .. ولذلك تم إيجاد السلطة التي تخلو حتى تسميتها من كلمة التحرير .. وليقبلوا بما يسمى دولة على ما يقارب 7% من مساحة فلسطين التاريخية .. ونرى الإحتلال اليوم حتى بهذا الطرح لا يقبل .. ولن يقبل الإحتلال بقيام أي كيان فلسطيني على أرض فلسطين .. ويقولونها اليوم علانية على رؤوس الأشهاد .. ويتبعون القول بالفعل .. ونرى كيف أصبح وضع الضفة المحتلة والقدس على كافة الأصعدة ..              

إن مكوّنات قيادة منظّمة التّحرير الحاليّة .. الّذين شطبوا دوائرها وعملوا على تذويب كلّ الأجسام النّابضة فيها .. يخشون الذّهاب للعمليّة الدّيمقراطيّة حسب النّظام الأساسي الفلسطيني .. الناظم لانتخاب قيادة الشعب الفلسطيني .. لأنّهم يخشون التغيير القادم .. ويُدركون حتميّة ذهابهم .. ويخشَون محاسبة الشّعب الفلسطيني لهم .. على ما اقترفوه من آفات بحقّ شعبنا.. 

لقد تخشّبت ألسنة شعبنا وهم ينادون على منظّمة التحرير .. وقطعوا المسافات وهم يبحثون عن منظمة التحرير الفلسطينية دون جدوى .. فقد سمعت يوماً أحد أبناء شعبنا يقول: " أود أن أعبّر عن تأييدي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة .. شرط ان يدلّني أحد عليها".. 

‏وقال أخ آخر.. " لمن صدّع رؤوسنا بوحدانيّة منظّمة التحرير الفلسطينية في تمثيلها للشعب الفلسطيني .. أناشدكم بالله عليكم .. عندما تجدون منظّمة التّحرير الفلسطينية الّتي تمثلنا .. برجاء أن تبلغونا عن كيفية الوصول إليها .. وأين هي .. وأين مكان وجودها .. وأين عنوانها.. لطفاً وتكرماً.. 

‏كيف تعترف دولة الاحتلال بمنظّمة التحرير الفلسطينية التي تقر في ميثاقها وفي دساتيرها ولوائحها ودوائرها وأعمالها بأنها ستحرّر فلسطين كامل فلسطين ..؟!         

‏كيف تكون عمليّة تمثيل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة لأبناء الشّعب الفلسطيني غير الموجودين في حالاتها .. والمهمّشين طوال الوقت خاصّة الجيل الذّي ولد بعد أوسلو .. وكذلك فلسطينيّي الخارج الذين يمثّلون نصف الشّعب الفلسطيني ..؟! 

كيف تمثّلون أناس لم تنتخبكم ولم تستشيروها ولم تسألوها ‏ولم تعطوها الفرصة بالإستماع إليها وإبداء الرّأي فيكم وبموافقتها على تمثيلكم لها وتهمشونها ..؟! 

إن عمليّة ادّعاء التّمثيل هذه .. تُعدّ تمثيلاً بالعصا وعُنوة .. طالما أنّه لا يوجد تفويض وتخويل من الشّعب لكم بالتّمثيل .. من خلال الإدلاء بالأصوات في صناديق الإقتراع .. فلا شرعيّة لأي قيادة .. دون اكتسابها من خلال أصوات الشّعب .. لأن الشّعب هو مصدر الشرعيات والسلطات  ..

اخر الأخبار