بين العمل والرجل .. كلاهما باسم الحب

تابعنا على:   14:45 2020-10-27

آمنة مضر النواتي

أمد/ إلى متى سيبقى الذكر محور حياتنا ؟
أن تكوني زوجة وأم هذا ليس طموحًا ؟
إلى أي حد سأبقى في البيت للترتيب والتنظيف وخدمة الذكر ؟"

في الآونة الأخيرة، باتت تلك العبارات على لسان فتيات يافعات أخذن موقفًا نمطيًا من الأدوار الجندرية للأنثى دون فهمها، إذ ليس من المنطق أن نرى الأمور على لونين الأبيض والأسود، ثم أسفي على طاقتهن المهدورة بقضايا دخلت نطاق الاختيار بعد خروجها من نطاق الإلزام إلى حدٍ ما .

سابقًا، كان أمام الفتاة التي تتخرج من الثانوية طريق الزواج، أما طريق الدراسة كان شائكًا نوعًا ما إذ يعتمد التحاق الفتاة بالجامعة من عدمه على مدى قرب الجامعة من المنزل، ثم عقدة التخصص التي لابد أن يكون مؤهلًا للعمل كمعلمة، بعيدًا عن التخصصات الطبية، والإعلامية التي تُعد بؤرة النار .

في عرف المجتمعات، تبدأ سلسلة التساؤلات من المحيط، والقلق من الأهل على هذه الفتاة التي قد تخرجت من الجامعة ولم تخطب أو تتزوج، القلق على قطار الزواج الذي سيفوتها وهي في السن الطبيعي قبل ٢٥ سنة، ليس 60أو 70، إذ يُعد سن ال٢٥ الوقت المناسب للتغييرات المجتمعية .

على العكس، فاليوم بات من الطبيعي جدًا للفتاة أن تختار التخصص الجامعي الذي ترغب دون قلق، وتتخرج، وتعمل دون هواجس القطار الفائت، هذه الخطوة التي تغيرت بسرعة قياسية إلى حدٍ ما .

لذا عزيزتي اليافعة، قدرنا في هذه الحياة، وقدر البشر كافة على الكرة الأرضية المعاناة، لكن عجبي على من تخلق قضايا غير موجودة لتثبت نفسها الأفضل .

أما صديقتك التي تحب خطيبها، وتعجل في أمر الزواج منه قبل إتمام تخرجها، وقبل الالتحاق بوظيفة، ليست صغيرة، فاتهامك لها أنها لا تعرف مصلحة ذاتها، أو لا تعرف ما تخبىء لها الأيام، أو أنها تركض خلف رجل ..ألا يُشعركِ أنك تحرميها حق تفضيل اختيار الزواج ؟

حتى انتقادك للأخرى التي تحب العناية ببيتها وخدمة أولادها وزوجها بحب، أنها تعزز الصورة النمطية للمرأة المحكومة التي ترفضينها أنتِ، هذا أيضًا سلب لحرية حق اختيارها في أن تكون ما ترغب .

طريق العمل لم يعد يحده التخرج من الجامعة فقط، فقد أصبحت المهارات والعلاقات، والمستوى الثقافي، ومؤهلات أخرى تستوجب جهود أكبر للالتحاق به، فالتركيز على تحديات وصعوبات تم تجاوزها ليس إلا عبئًا، فما المانع من أن تحب وتتزوج الفتاة في سن العشرين ؟، وما المانع من التحاقها في المسار الوظيفي العالي ؟

أعلم أيضًا أنه مازال بعض الفتيات تعانين من تحكم وسيطرة الأهل في اختيار طرقهن، وتحديد مصيرهن، لكن لا ننكر أنها حالات وليست ظاهرة .

عزيزتي الفتاة:
الحياة مليئة بالصعوبات والتحديات، وعلى رأسها صعوبة إثبات الذات التي لم تكن تواجه سابقًا، ونصيحتك التي تقدمينها باسم الحب تضيّع عليك فرصة العيش بهدوء وسلام .

عليكِ الاستمتاع والتمتع بالهدوء الجم الذي بات يحيطنا، تسامحن مع اختيارات الأخريات، تقبلن هوى الاختيار ان لم يكن على هواكن، وافتحن عيونكن لرؤية الجمال لتبثوا الرقة، وافتحن قلوبكن للحب والحياة دون خوف من شباك اتهام عبودية العمل أو الزواج .

كلمات دلالية

اخر الأخبار