فلسطين دخانٌ بلا نارٍ

تابعنا على:   08:40 2020-10-26

منار مهدي

أمد/ يبدو أن السفير الأميركي ديفيد فريدمان قد نجح مع الإعلام الصهيوني في إرباك حسابات حركتي فتح وحماس، بعد تصريحٍ له على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تدرس إمكانية تعيين محمد دحلان المقيم في دولة الإمارات العربية، كزعيم وبديل فلسطيني جديد للرئيس محمود عباس، والذي أجاب فريدمان: نحن نفكر في ذلك، لكن ليست لدينا رغبة في هندسة القيادة الفلسطينية اليوم.

وهنا يبقى السؤال المطروح الآن: هل السياسة الأمريكية تحكمها شهوة الرغبة أم هي مخططات استراتيجية جاهزة للتنفيذ..؟؟

لذلك لا يمكن وضع حديث فريدمان إلا في إطار المُناورة السياسية والاستغلال لاسم محمد دحلان كتهديد مُستقبلي للقيادة الفلسطينية التي نقلت مخاوفها إلى حركة حماس، عبر حوارات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وهذه المخاوف من البديل الفلسطيني قد تجلب للقضية الوطنية كارِثة سياسية جديدة من حركتي فتح وحماس، وخاصة إذا استمر الحوار الوطني بينهم تحت مظلة تهديد البديل.

وهذا يستدعي الحديث وطرح السؤال التالي: هل سينجح الحوار بين فتح وحماس بالوصول إلى إنجاز انتخابات المُحاصصة، استعدادًا للمُواجهة مع الضم والاستيطان أو استقبالاً للحُلول السياسية القادمة..؟؟

بكل تأكيد يمكن القول أن بينهُما تبايُن في الرأي في كافة الأمور المُتعلقة بملفات الانقسام، لكن المُستجد الحقيقي في المشهد الفلسطيني، تراجع الدعم السياسي والمعنوي الإقليمي والعربي للقضية الفلسطينية، وهذا بسبب مشروع التطبيع الخليجي مع الاحتلال الصهيوني، وأيضًا بسبب الحفاظ على استمرار الانفصال الوطني بين الفلسطينيين، والذي يأتي في ظل واقع كبير من التحديات السياسية والأمنية التي تفرضها الحكومة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

لذلك يجب أن لا تنطلي علينا تصريحات فريدمان، وخاصة في ظل هذه الظروف العصيبة والخطيرة التي نمر بها جميعًا، وهنا أقول لحركتي فتح وحماس، لا يوجد هناك مخاوف حقيقية من مشاريع هي ليست فلسطينية، بل هناك مخاطر من المشروع الصهيوني المُستمر في الاستهداف المُباشر للبقاء والصمود الفلسطيني، وهذه المخاطر تستدعي فينا قيم إنتمائنا الوطني الأصيل اتجاه حشد الطاقات والمواقف من أجل إتمام مشروع المصالحة الوطنية على قاعدة الوطن للجميع.

كلمات دلالية

اخر الأخبار