تعيش وحيدة ..

ياسمين مشعل: لا أريد مالاً أو كابونات .. أعيدوا بناء منزلي قبل أن ينهار فوق رأسي- فيديو

تابعنا على:   22:30 2020-10-25

أمد/ غزة- سماح شاهين: بين جدران قديمة متهالكة، وتحت سقفٍ تحمله أعمدة مهترئة، مسقوفٌ بالصفيح "الزينقو" في دير البلح وسط قطاع غزة، كانت حكاية مؤلمة بكل تفاصيلها.

تجلس المواطنة ياسمين مشعل، وحيدة في منزلها الصغير، حيث فقدت والدتها ووالدها، يتملكها الخوف من سقوط المنزل في أيّة لحظة بسبب بناءه القديم.

"أنا بطالب بأن يكون لي منزل كفتاة فلسطينية وأعيش في منزل وحيدة ويتيمة الأم والأب، لا أريد المال، ولا كابونات، بل أريد منزل قبل أن ينهار فوق رأسي مثل العالم"، بهذه الكلمات بدأت ياسمين مشعل حديثها.

وتحدثت، بأنها بدأت معاناتها بعد وفاة أبويها، حيث كان والدها سندها الوحيد والحقيقي في تلك الحياة، وكانت تعيش معه وحدهما في بيتٍ متهالكٍ، مشيرةً إلى أنها كانت تعيل والدها وتعتني به، خاصةً أنه كبر بالسن.

وتضيف مشعل لـ"أمد للإعلام"، بأنها تعيل نفسها وتتلقى شيك الشؤون الاجتماعية كل أربعة شهور، وتعمل في مهنة التجميل بشكل خفيف لسد رمقها، خاصة بأنه لا يوجد لها أي معيل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

منزل مهترئ

تشير إلى أن منزلها تضرر خلال العدوان الإسرائيلي على غزة 2014، لافتةً بأنها لجأت لعدة جهات رسمية ومؤسسات، لمساعدتها في ترميم منزلها، ولكن الجميع تجاهلها، لأنها فتاة تعيش بمفردها في البيت.

وتتابع: "لأنني أعيش بمفردي دون أحد، الجميع تجاهلني، متمنية العيش في منزل كما الناس يعيشون آمنين في بيوت تحتويهم وصالحة للحياة بكرامة".

مصنوع من رمل البحر

ولفتت إلى أنه المنزل مصنوع من رمل البحر، لأن والدها كان لا يوجد في عهده الباطون والحجارة أثناء بنائه، منوهةً إلى أنها مكشوفة من جميع النواحي من الجيران، نظراً لعدم البناء كاملاً للمنزل.

ولفتت إلى أن أشقاءها وشقيقاتها متزوجون في بيوت مستقلة، وأخر بيته منفصل عني مع أسرته، وليسوا من الموظفين ويعملون باليومية، وفي بعض الأحيان لا يعملون.

معاناة مستمرة

تقول مشعل لـ"أمد للإعلام"، بأن العيش في منزل دون سند صعب جداً عليها حيث أخاف بالليل ووقت مرضى وبعض المشاكل لم يكن أحد بجانبي، مشيرةً إلى أن حتى الشاب لم يحتمل هذه الحياة، فكيف لفتاة بمفردها.

وعبرت، عن شعورها بالخوف عندما تسمع صوت قطة تمشي على سقف البيت، وسقوط الحجارة عليها، بسبب تشققات في ألواح الزينقو والاسبست، بالإضافة إلى القصف الاسرائيلي، التي تهرب من منزلها في ساعات الليل المتأخرة، والذهاب إلى بيت أقاربها، خوفاً من انهيار البيت عليها.

مأساتها في الصيف والشتاء

توضح بأن منزلها لا يصلح للحياة الآدمية في فصل الشتاء والصيف، لافتةً إلى أنها تقوم طول فترة الشتاء بإزاحة المياه من الغرف بعد غرقه كاملاً، نظراً لوجود تشققات في الجدران المتهالكة، وتشقق السقف والأرضيات.

وتشير في الصيف لم تلاحق قتل الحشرات من جميع أنحاء المنزل ودخول الفئران، حيث يكون حاراً جداً لم تحتمل الجلوس فيه، ولن تستطيع الخروج من الغرفة، بسبب الجيران لأنها مكشوفة بالكامل.

واستصرخت مشعل، المسؤولين والمؤسسات بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاهها، والنظر إليها؛ لمساعدتها في بناء أو إعادة تأهيل منزلها، قبل أن ينهار عليها.

ويعاني قطاع غزة، من ظروف اقتصادية شديدة القسوة، حيث إن 75% من سكانه يقبعون تحت خط الفقر، وارتفاع نسب البطالة إلى قرابة 80% نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2006، والعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على القطاع منذ عام 2017.

البوم الصور

اخر الأخبار