محادثات المصالحة الفلسطينية بين التقدم والتعثر

تابعنا على:   11:38 2020-10-24

مراد سامي

أمد/ تُحرز محادثات المصالحة بين حركتيْ فتح تقدّما كبيرًا منذ انطلاقها، خاصّة مع اتّفاق الطّرفين على إجراء انتخابات موحّدة في غضون ستّة أشهر من تاريخ الاتفاق. هذا وتُشير المصادر الإعلاميّة في الضفّة الغربيّة إلى وجود تعثّر حاليّ في الآونة الأخيرة، وقد حاول بعض الإعلاميّين والمحلّلين مواكبة المستجدّات الأخيرة بخصوص ملفّ المصالحة والأسباب التي أدّت إلى تعثّره.

لم يكن من السهل على الساحة الفلسطينية أن تذهب في خيار استئناف مشروع المصالحة. هذا الملف القديم الجديد في فلسطين مثّل نقطة سوداء لسنوات طويلة، حيثُ عاشت الساحة انقسامًا كبيرًا منذ 13 سنة وتحديدًا منذ افتكاك حركة حماس السلطة بقطاع غزّة. يعتبر الكثيرون أنّ تلك اللحظة كانت فارقة في المسيرة السياسية بفلسطين وأنّها أدّت إلى شرخ عميق بين مختلف الفعاليات الفلسطينية من ذلك الحين إلى حدود اللحظة الراهنة.

ومع إعلان دولة الاحتلال عن مشروع الضمّ الذي كانت بمقتضاه تنوي حيازة حوالي ثلث أراضي الضفة الغربيّة، شعرت الفصائل الفلسطينية بضرورة توحيد الصفّ لمواجهة التحديات التاريخية التي فُرضت عليها.

ومع الأخذ بعين الاعتبار أنّ مشروع المصالحة يتمحور بالأساس حول حركتيْ فتح وحماس، أحرز الطرفان تقدّما ملحوظا في الجولات الأولى لهذا المشروع، لتتوالي الأخبار والتسريبات التي تفيد وجود مشكلة حقيقية حاليًّا بين الحركتيْن. وبالنظر إلى ما يقع تداوله، فإنّ زعيم حركة حماس إسماعيل هنيّة يُعرقل ملف المصالحة لاعتبارات ذاتية وسياسيّة، وأنّ الصراع في حماس حاليا على أشدّه حول هذا الملفّ، بين داعم للمصالحة ومعارض لها، وهو ما يجعل تقدم المحادثات بطيئا ومتعثّرًا.

سيكون من المبكر الجزم بمآل محادثات المصالحة. يرجو الفلسطينيّون أن تتمكّن الساحة الفلسطينية من تجاوز زمن القطيعة السياسيّة. لا يمكن تحقيق ذلك إلّا بقيادة سياسيّة تؤمن بضرورة توحيد الشعب الفلسطيني وتعمل على ذلك بشكل صادق. 

كلمات دلالية

اخر الأخبار