عربدة كورونا

تابعنا على:   21:01 2020-10-12

محمد علوش

أمد/ في ظل هذه الجائحة الكونية التي سماها العالم بفيروس كورونا ما زال العالم يعيش في حالة تخبط وفزع عام وقلق في انتظار المصير المجهول بسبب تفشي هذا الوباء العالمي بشكل كبير وصل إلى كافة البلدان والشعوب ، وهذا الوباء الفتاك الداهم لا يفرق بين البشر .

وصل الحال إلى مستوى خطير مع كورونا وخسرت البشرية مئات الآلاف من الضحايا الذين فتك بهم المرض ، وهناك الملايين من البشر ممن أصيبوا بالفيروس ويرقدون في المشافي وفي مراكز الحجر الصحي وفي العزل المنزلي حسب حالة كل مصاب .

هناك جوانب سياسية واقتصادية لها صلة مباشرة مع فيروس كورونا والعالم في صراع محتدم وبخاصة في إطار الدول الكبرى ، حيث كشفت الولايات المتحدة عن أنيابها منذ بداية الوباء ووجهت الاتهامات جزافاً وقامت بتشويه الحقائق ودس السم في العسل في مواجهة المساعي الدولية لإنقاذ العالم من مخاطر الكورونا وبخاصة المواقف الأمريكية المحمومة والمعادية للصين وروسيا وغيرها من الدول التي بذلت جهود جبارة في محاولات متواصلة ومتعاظمة لإيجاد العلاج المناسب ، حيث عبرت الولايات المتحدة عن أحقادها التاريخية وخاصة إزاء موقفها من الصين ووسم الفيروس بالصيني والشيوعي نسبة للهوية الأيديولوجية للصين .

الدول الكبرى تحاول الاستغلال في كل الظروف بما في ذلك الظروف القاهرة والقاسية التي يواجهها العالم في ظل عربدة فيروس كورونا على فقراء ومضطهدي العالم الذين لا تتوفر في بلدانهم الرعاية الصحية والأجهزة الطبية المناسبة والتي باتت حكراً على الدول الكبيرة ، فحتى الكمامات باتت مفقودة ولا يوجد قدرة على الحصول عليها في بلدان عديدة حول العالم بسبب الطبيعة السوقية المتوحشة لهذا العالم  الذي تسود فيه قيم السوق بعيداً عن قيم التضامن والتكافل بين بني البشر حيث كرس النظام الرأسمالي الامبريالي هذه القيم السائدة .

العالم يحتاج إلى وقفة حقيقة مع الذات ، فهذا المرض يعربد في كل مكان بات حقيقة يعيشها الجميع ، فقد بان الخيط الأبيض من الأسود ، ولم يعد الأمر شعارات واجتهادات وإنكار للواقع وتحميله أكثر مما يحتمل ، فكم من دول ظلت تنتظر حتى وصلها جحيم الفيروس ، والأمر ليس محصورا بالصين كما روج الغربيون الانتظاريون إلى جانب حليفهم الرئيس الولايات المتحدة ، وها هو ترامب نفسه يصاب بالفيروس وما زال على عنجهيته ويكابر ويخادع ويكذب على شعبه قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية .

مناعة القطيع هي السائدة اليوم ، والتجربة الصينية الرائعة في مقاومة كورونا كان يجب على العالم – كل العالم أن يستلهم منها وأن يمضي بها نموذجاً لمكانة الإنسان لدى دولة تحرم إنسانها ، بعكس سياسية القطيع المتبعة هذه الأيام فمن يملك القوة والمال يتلقى العلاج ومن لا يملكها سيكون مصيره الموت إن لم يكن قادراً على الصمود أو فقدت لديه المناعة .

الإجراءات الوقائية والسياسات والتدابير غير كافية عالمياً ، وما تقوم به منظمة الصحة العالمية يعبر عن عجز وهشاشة هذه المؤسسة الدولية ـ الرد الحاسم دولياً يتطلب البحث عن مجموعة من المختصين من العقول الفذة للذهاب بخطوات نوعية وتضافر جهود كل الطاقات للخروج من ضائقة العالم واكتشاف العلاج المطلوب وهذا ممكن إذا ما تم الابتعاد عن تسييس الفيروس وإعاقة المحاولات التي تقوم بها بعض البلدان والاستخفاف بها والترويج المضاد ضدها من قبل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة التي تتعامل بمنطق سخيف وأرعن في ظل تصاعد النتائج الكارثية لهذا الفيروس المنتشر كالنار بالهشيم في كل مكان على هذا الكوكب .

كلمات دلالية

اخر الأخبار