استطلاع: أغلب المواطنين العرب يؤيدون السلام مع إسرائيل.. والعلاقات أهم من الضم!

تابعنا على:   17:00 2020-10-11

أمد/ واشنطن - وكالات: كشف استطلاع أجراه معهد زغبي للخدمات البحثية، في إسرائيل وخمس دول عربية أن حوالي نصف الإسرائيليين يعتبرون الحفاظ على علاقات مع الدول العربية أهم من المضي قدما في مخطط ضم أراض فلسطينية في الضفة الغربية.

وأظهر الاستطلاع الذي أجري، في الفترة من 24 يونيو إلى الخامس من يوليو 2020، أي قبل الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، أهمية كبيرة يوليها المواطنون على جانبي الصراع لإيجاد حل لعقود من العداء.

وتشعر أغلبية كبيرة (أكثر من 8 من كل 10) بين المشاركين الإسرائيليين والعرب بأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مهم. وعبرت الأغلبية في الدول العربية عن الأمل في تحقيق السلام في السنوات الخمس القادمة (بين 53% و57% في الأردن وفلسطين على التوالي و76% في الإمارات) لكن 15% فقط من الإسرائيليين عبروا عن مثل هذا التفاؤل.

شمل الاستطلاع 1005 إسرائيليين و3600 عربي من خمس دول (مصر والأردن وفلسطين والسعودية والإمارات).

ركز الاستطلاع على المواقف من: احتمالات التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الضم الإسرائيلي الوشيك لأراض بالضفة الغربية، ورغبة بعض الدول العربية في إقامة علاقات مع إسرائيل، وأثر ذلك الضم على إقامة العلاقات.

وعبرت نسبة صغيرة من المشاركين العرب عن اعتقادهم بأن انهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس مهما بدرجة ما أو ليس مهما على الاطلاق. تراوحت هذه النسبة بين ستة في المئة و11 في المئة في مصر والسعودية والإمارات والأردن لكنها ارتفعت إلى 19 في المئة في فلسطين.

ودفع الاعتقاد باحتمال حل الصراع العرب الى الرغبة في استكشاف طرق جديدة لصنع السلام. وقال حوالي 40 في المئة من المشاركين في كل الدول العربية ماعدا فلسطين إن العرب يجب أن يفعلوا المزيد لإقناع إسرائيل بفوائد السلام، ولهذا يعتبرون من المرغوب استكشاف تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى قبل التوصل لاتفاق سلام.

ورغم قول المشاركين العرب إنه توجد فوائد لإقامة علاقات مع إسرائيل، يرى 70% منهم أن مضي إسرائيل قدما في الضم سيدفعهم إلى انهاء الدعم لتطوير العلاقات مع إسرائيل.

خطة الضم

اعتبر 48 في المئة من الإسرائيليين المشاركين في الاستطلاع أن المخاطرة بالعلاقات مع الدول العربية سبب مشروع لتجنب ضم أراض فلسطينية. وتزيد هذه النسبة على من عبروا عن خشيتهم من فقدان الدعم الأمريكي والمخاطرة بعقوبات من الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبره حوالي ثلث المشاركين الإسرائيليين أسبابا مشروعة لتجنب الضم.

وفي مقابل نسبة ال 48 في المئة الذين أعطوا الأولوية للعلاقات مع العرب، قال 32 في المئة إنهم لا يعتبرون العلاقات مع الدول العربية سببا مشروعا لتجنب الضم في حين قال 26 في المئة إنهم غير متأكدين.

وكشف الاستطلاع عن اختلافات عميقة في المواقف بخصوص القضايا المرتبطة بالضم وتحقيق السلام، بين اليهود الأرثوذوكس والأرثوذوكس المتشددين، من جانب، وبين الإسرائيليين المصنفين على أنهم علمانيون.

وعلى سبيل المثال، يريد 54% من الارثوذوكس/ الأرثوذكس المتشددين أن تضم إسرائيل كل الضفة الغربية، في حين يتخذ 11% فقط من الإسرائيليين العلمانيين هذا الموقف. وفي حين يقول 43% من الإسرائيليين العلمانيين إنهم يعارضون الضم قبل التوصل لاتفاق سلام، يوافق حوالي 14% فقط من المجموعة الأكثر تدينا على الانتظار.

المبادرة العربية

وفيما يتعلق بمدى الاستعداد لسلام شامل على أساس مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002، كان الفلسطينيون الأقل استعدادا. 

وقال 33% من المشاركين الفلسطينيين إنه حتى لو أعادت إسرائيل كل الأراضي المحتلة في 1967 ووافقت على حل قضية اللاجئين فلست مستعدا لسلام شامل مع إسرائيل. وسجلت النسبة في الأردن 28 في المئة في حين تساوت السعودية ومصر بنسبة 21 في المئة مقابل 13 في المئة في الإمارات.

وسجل المشاركون الإماراتيون أعلى نسبة للاستعداد للسلام الشامل إذا اعادت إسرائيل كل الأراضي المحتلة في 1967 بما في ذلك القدس الشرقية وحلت قضية اللاجئين، وبلغت النسبة في الإمارات 88 في المئة وفي السعودية ومصر 79 في المئة وفي فلسطين 67 في المئة مقابل 72 في المئة في الأردن.

وتعتقد أغلبية المشاركين من الدول العربية، ما عدا فلسطين، أن بنود مبادرة السلام العربية ما زالت ذات صلة، وبلغت النسبة 78 في المئة للإماراتيين و69 في المئة للسعوديين و68 في المئة للمصريين و53 في المئة للأردنيين. وكانت النسبة 41 في المئة في فلسطين. 

ويعني ذلك أن ستة من كل عشرة فلسطينيين لا يعتقدون أن المبادرة ذات صلة بما في ذلك 26 في المئة يرون انه لابد من الغاء المبادرة.

صفقة ترامب

وتبين أن أغلبية العرب والإسرائيليين يعرفون إلى حد ما فقط خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

وبلغت نسبة العرب الذين قالوا إنهم على دراية كبيرة بالخطة ثلاثة أمثال الإسرائيليين (23٪ إلى 7٪). وانقسمت المواقف على الجانبين حول مزايا الخطة، وتميل نحو الدعم الفاتر، وكانت لدى العرب وخاصة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مواقف أكثر إيجابية تجاه خطة ترامب مقارنة بالمصريين أو الأردنيين أو الإسرائيليين. 

ويبدو أن العرب الذين يدعمون الخطة مدفوعون برغبتهم في إنهاء العنف، بينما يقول الإسرائيليون إنهم يدعمونها لأنه مع وجود الرئيس ترامب في منصبه يرون أنها أفضل صفقة يمكن أن يتوقعوا الحصول عليها. والفلسطينيون هم الأكثر دراية بالخطة (87٪) والأكثر معارضة لها (81٪).

مقال العتيبة

يقول العرب المشاركون في الاستطلاع إنهم أكثر دراية إلى حد ما من الإسرائيليين (55٪ إلى 38٪) بالمقال الذي كتبه السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة ونشر في الصحافة الإسرائيلية محذرا من أن الضم سيؤدي إلى جمود في تطوير العلاقات بين البلدين. 

وانقسم الإسرائيليون في مواقفهم المواتية / غير المواتية تجاه المقال، بينما أيد ثلثا المصريين والسعوديين والإماراتيين هذه المبادرة الإماراتية. وعارض الفلسطينيون هذه المبادرة حيث عبر 41٪ فقط عن تأييدها وعارضها 59٪.

وعلى الرغم من الانقسام شبه المتساوي في المواقف الإسرائيلية تجاه المقال، فقد ترك أثرا ملموسا على أولئك الذين نظروا إلى المقال بشكل إيجابي. أفاد (15٪) من هذه المجموعة من الإسرائيليين بأنهم كانوا مع الضم، لكن المقال تسبب في تغيير وجهة نظرهم. وقال 40٪ آخرين إنهم عارضوا الضم على الدوام، لكن المقال عزز موقفهم. مرة أخرى، هناك فجوة واسعة بين وجهات نظر الإسرائيليين العلمانيين مقابل الأرثوذكس/الأرثوذكس المتشددين، حيث عبر أكثر من نصف اليهود العلمانيين عن وجهات نظر إيجابية تجاه المقال ورآه سبعة من كل 10 من مواطنيهم الأكثر تديناً بشكل سلبي.

إقامة العلاقات

وفي ظل جمود عملية السلام، قال سبعة تقريبا من كل عشرة مشاركين في مصر والأردن والسعودية والإمارات إنهم يعتقدون بأن الدول العربية ستقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل حتى دون اتفاق سلام مع الفلسطينيين. 

ويوافق على ذلك أغلبية من الفلسطينيين تبلغ 55 في المئة.

وتراوحت أسباب الرغبة في إقامة علاقات مع إسرائيل بين وقف القتل، وانها ستحدث على أي حال وأنها ستعطي الدول العربية نفوذا أكبر لممارسة الضغط للمساعدة في ضمان حقوق الفلسطينيين. 

وجاء في مؤخرة الأسباب القلق من التدخل الإيراني وتقديم حوافز لإسرائيل قد تغير سلوكها.

وردا على سؤال عن المجالات التي يجب استكشافها إذا مضت الدول العربية قدما في إقامة العلاقات، كان الخيار الأول للإماراتيين (55%) والسعوديين (40%) والأردنيين (36%) والفلسطنيين (34%) هو تعزيز المصالح المشتركة في مجالات التغير المناخي والمياه والأمن الغذائي والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة. وفي مصر، كان الخيار الأول هو زيادة المنافع المتبادلة في التجارة والاستثمار وفي الرعاية الصحية والتعليم، وحصل على 37%.

ووافقت أغلبية المشاركين العرب على وقف كل جهود التعاون مع إسرائيل إذا مضت قدما في عملية الضم. 

لكن أعلى نسبة لرفض وقف التعاون جاءت من الفلسطينيين (27 في المئة) مقابل ما بين 23 و25 في المئة في الامارات والسعودية والأردن ومصر.

وأظهرت النتائج أن 58 في المئة من المصريين يؤيدون السلام، فيما وصلت النسبة إلى 59 في المئة وسط كل من السعوديين والأردنيين.

في غضون ذلك، أكد 56 في المئة من الإماراتيين تأييدهم للسلام مع إسرائيل، بحسب النتائج التي كشفت عنها الدراسة.

كما رأى 69 في المئة من الفلسطينيين أن السلام مع إسرائيل أمر غير مرغوب فيه.

وحين سئل المؤيدون للسلام عن دوافعهم، أجاب مواطنو مصر والسعودية والأردن بأن السلام يؤدي إلى خفض التوتر في مقام أول، ثم إنهاء النزاع.

أما في الإمارات فكانت أبرز عوامل التي تؤدي للسلام مع الجانب الإسرائيلي هي تعزيز الاستفادة في مجالات شتى.
وسئل المشاركون حول ما إذا كانوا يؤيدون وقف كل تعاون مع إسرائيل في حال قامت بتنفيذ خططها لضم الأراضي.

وجاءت الإجابة جميعها بالموافقة على وقف التعاون وكانت النسبة 75 في المئة وسط المصريين و77 في المئة وسط الأردنيين والسعوديين والإماراتيين.

وفي الجانب الإسرائيلي، قال 50 في المئة من المستجوبين إنهم ينظرون إلى حل الصراع مع الفلسطينيين بمثابة أهمية قصوى، في حين قال 39 في المئة إنه أمرٌ مهم.

وعلى مستوى التوقعات، قال المستجوبون الإسرائيليون إن حل النزاع مع الفلسطينيين خلال 5 سنوات أمر مستبعد جدا، في حين رأى 31 في المئة أنه أمر مستبعد.

اخر الأخبار