حرب أكتوبر أول انتصار وأول اعتراف بالكيان

تابعنا على:   13:40 2020-10-11

محمد جبر الريفي

أمد/ حرب اكتوبر الذي يتوافق نشوبها في مثل هذا الشهر (6/10) على الرغم من إنها سجلت أول إنتصار تكتيكي عسكري لصالح العرب ضد إسرائيل إﻻ أن إسرائيل جنت من وراء هذه الحرب أول إعتراف عربي رسمي كان من مصر الدوله العرببه اﻷكبر في المنطقه وذلك بتوقيع إتفاقية كامب ديفيد ثم بعد ذلك بتوقيع أطراف عربيه آخرى اﻷردن ومنظمة التحرير الفلسطينيه في إتفاقيتي وادي عربه وأوسلو كما حصلت بعد ذلك على أتفاق العرب جميعهم في قمة بيروت على اﻹعتراف بها وتطبيع العلاقات معها في إطار تسويه شامله لقضايا الصراع العربي الصهيوني يتمخض عنها إقامة دولة فلسطينيه في حدود عام 67 وحل متفق عليه لقضية الاجئين حسب القرار الدولي المتعلق بذلك وهكذا حصل تغيير جوهري على مفردات الخطاب السباسي الرسمي العربي بعد هذه الحرب من قرارات مؤتمر الخرطوم إثر هزيمة يونيو / حزيران عام 67 وبذلك حقق هذا الكيان الصهيوني الدخيل الغاصب الذي أقيم بمؤامرة أستعماريه على أنقاض الشعب الفلسطيني.

حقق حلمه التاريخي الذي كان يسعى إليه منذ النكبه عام 48 وجاءت إتفاقيات التسويه التي أبرمت لتحقق له هذا الحلم ..لقد حررت إتفاقيات التسويه التي أبرمت مع الكيان وكذلك استعداد النظام العربي الرسمي اﻹعتراف به حررته من كثير من اﻷعباء العسكريه واﻷمنيه مع الدول العربيه المجاوره حيث أعلنت مصر بعد توقيع إتفاقية السﻻم معه أن حرب أكتوبر هي آخر الحروب ، لكنها في نفس الوقت أطلقت يده في مواجهة قوى المقاومه العربيه في فلسطين خاصة في جبهة قطاع غزة وفي لبنان على جبهة جنوب لبنان حيث شهدت المنطقين حروب داميه مع الجيش اﻹسرائيلي منذ عام 2006 وكان آخرها الحرب الصهيونيه المدمرة لثالثة على قطاع غزه اوالتي راح ضحيتها أكثر من ألفين من الشهداء وآﻻف الجرحى والبيوت لم تكن لتحدث لوﻻ سياسات اﻹعتراف الرسمي والتطبيع الذي قام به البعض تحت عناوين إعلامية وتجاريه وسياحيه والذي يشهد الان هرولة بدأت بتوقيع اتفاقيتي الإمارات والبحرين وكذلك سياسة المراهنه على التسويه والمساعي امريكيه المعروفة بصفقة القرن واﻹنشغال بالصراعات السياسيه والطائفيه وهكذا فإن حرب أكتوبر وما أحدثته من تحوﻻت في الموقف العربي الرسمي فتحت الباب واسعا للكيان الصهيوني كي يصول ويجول ويعربد في المنطقة ﻷن الكيان الصهيوني هو كيان عنصري ﻻ يستمر في وجوده وأداء وظيفته العدوانبه التوسعيه والضامنه للحفاظ على المصالح الحيويه الغربيه في المنطقه اﻻ في أطار الصراع وممارسة كل أشكال العدوان فالسياسيه الصهيونبه التي تقوم على المثلوجيا اليهوديه وعلى أكثر النزعات العنصريه والدينيه التي تعتبر وحدة أرض اسرائيل الكبرى هي مبدأ أعلى وأسمى من أي تسوية سياسيه ، هذه السياسه السلفيه الصهيونيه تصل اﻵن الى مستوى القدره على تشكيل تهديدا حقيقيا وخطيرا لفكرة الواقعيه السياسيه.التي بدأ يتعامل بها الخطاب السياسي العربي الرسمي بعد حرب أكتوبر فالليكود الحاكم وغيره من اﻻحزاب السياسيه التي تشاركه في الحكم عبر أئتﻻف يميني متطرف ﻻيريدون جميعهم ﻷسرائيل أن تكون فقط بحدودها السياسيه واﻷمنيه الجغرافيه التي حصلت عليه بالقوه المسلحة في حرب عام 48 بل يعملون على ممارسة سياسة التوسع والتهديد والضم للاراضي الفلسطينيه المحتله في الضفه الغربيه وكذلك للجوﻻن العربي السوري وﻷراض من جنوب لبنان.

وهذا التوسع يتناسب مع المخطط الصهيوني اﻹمبريالي في جعل الكيان الصهيوني قوة إقليميه رئيسيه ..وأخيرا في الختام بعد سبع واربعين عاما 47 عاما على إندﻻع حرب أكتوبر وما أحدثته من تحوﻻت في السياسه العربيه الرسميه تجاه إسرائيل، السؤال الجدير بالطرح هو : هل ثمة أوراق في يد العرب بقت لديهم بعد أن قدموا كل شيئ بهدف الوصول الى تسويه سياسيه للصراع ؟؛ وما فاعلية اﻷوراق إن وجدت في ضوء حقيقة ما يجري في المنطقه من متغيرات ... ؟؛

اخر الأخبار