الأمة العربية امة نهوض 

تابعنا على:   07:41 2020-10-11

أمد/ لم يعد هناك وقت ولا طاقة تحتمل كل هذه الضغوط المعنوية ولا الاقتصادية و السياسية ولا الاجتماعية و حتى الثقافية التي أصبحت شأنها شأن كل شيء مهدد يتبدل نحو الاسوأ ، وعلينا أن ندرك بأن ما يجري من التفاف وتأمر على قضيتنا يحمل تناقضاته في داخله ، بل وعناصر فشله وسقوطه المدوي ولن تصمد امام شغف الشعوب العربية في أن ترى فلسطين حرة عربية تنعم بالأمن والاستقرار ، هذه الأمة التي نراهن عليها ونحن في اضعف حال لنا هي من يشكل لنا صمام الحقوق والحقيقة ، وهي الرد الطبيعي على بندر وغيره الذي يبرر التحالف مع الصهاينة ويجعل الصهاينة ضحية والفلسطيني هو الذي اضاع بلاده وقضيته ، نحن الان نمشي في وحل الانقسام والحصار والاستهداف المصيري ، والتفرقة الذي شجعت أباطرة السياسة والمال من التغول على شعبنا وحقوقه وتطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كاملة وموحدة دون الانتقاص منها ، علينا أن نخرج من وحل الانقسام والتفرد وتنظيم بوصلة فعلنا ، أن ما حدث ويحدث الان من استكمال لمسلسل أم هارون التي يأتي في مسار الاتفاق الابراهيمي لن يغير شيئا في الموقف الشعبي والجماهير العربية ، أن امتنا العربية امة صادقة وحية وفلسطين تعيش في روحها ووجدانها مهما بلغت سطوة وظلم النظم الاستبدادية عليها فهي قادرة أن تنهض ، فكيف لا نثق بها ونساؤها خلعت من معاصمها الذهب تبرعا لكفاح فلسطين ، فهل نحن قادرين على هذه الثقة وهذا النهوض ، فكل أمتنا العربية ترفض رفضا قطعي فكرة التطبيع ، بل حتى إنها ترفض الوجود الأمريكي القصري في منطقتنا العربية وكما لا تقبل الوجود الإسرائيلي بالفطرة في المنطقة ، وطالما انطلقت النظم في مسار الانحراف والتطبيع علينا أن نخاطب شعوبنا العربية التي تشكل حاضنة الرهان المستقبلي عليها وخاصة في هذا الظرف المصيري والتي يتوقف عليه مصير شعبنا ، فنحن مازلنا في بداية الحملة ، وسنرى فيما بعد حملات تستهدف البعد القومي للقضية الفلسطينية لانه دون تدمير البعد القومي لن يمر التحالف التطبيعي الابراهيمي ، وستبقى قضية فلسطين والقدس حاجزاً امام التطبيع والتحالفات حتى لو حصلت رسمياً لكن العمل على ضربها وتفتيتها يجب أن يبدأ وستستمر بفعلنا ومصالحتنا مع شعوبنا العربية ، أي علينا ان نمتلك خطاب عروبي قومي محب لشعوبنا العربية لكي يساهم بفضح مخطط شيطنة الشعب الفلسطيني بهدف تبرير خيانة الامة ، فأمتنا لن تخون كما خانت النظم ، والقضية الفلسطينية مازالت وستبقى في وجدان كل الشعوب العربية وكل أمتنا تنتظر تلك اللحظة التاريخية التي يندحر فيها الاحتلال عن أرض فلسطين ، أن مخاطبة الشعوب العربية أصبح واجب وطني وقومي في هذه اللحظة الحاسمة وكذلك إعادة تنظيم صفوف شعبنا وقواه الفاعلة أصبح أمرا لا لبس فيه والآن قبل فوات الأوان، فالإنقسام ليس بحاجة لكل هذا الوقت من جولات الحوار ، وكذلك اعلاء صوت م ت ف كممثل شرعي لشعبنا أيضا غاية الأهمية وذلك عبر تجديدها وإطلاق العنان لشعاراتها الملهمة والتحفيزية لشعبنا وشعوبها العربية ، نعم أصبح صوت م ت ف بحاجة لتلك الأصوات الشابة المتجددة التي قد تستطيع أن تصوب كل شيء وأن تلجم كل من يفكر بالجور على قضيتنا وحقوق شعبنا وهذا يتطلب اقصى سرعة لاعادة الأمل لشعبنا وأمتنا العربية المكلومة في التحدي ومواجهة مشروع ترامب وصهره المتصهين كوشنر وادواته الخطيرة في المنطقة ، علينا أن لا نتردد في البدئ بخطوة واحدة كفيلة أن تعيد حسابات كل الذين انخرطو والذين يفكروا أن ينخرطوا في مشروع كوشنر ، اننا نتحمل المسؤولية الجماعية اتجاه كل ما يحدث الآن ومستقبلا ، فالتمسك بالسلطة مرضا خبيث انزل على شعبنا كل مظالم الدنيا من الفقر حتى تعاسة الانقسام والساسة ، علينا أن نثق بطاقة وكفاءة الاجيال التي حولتموها بتفردكم لاجيال ميتة تعيسة وكل هاجزها الهجرة والبحث عن بيت للكرامة ، فلا يوجد مبرر لاستمرار الانقسام ومصائبه وكوارثه ونحن الان بامس الحاجة للوحدة الوطنية وتفعيل كل مؤسسات شعبنا وتجديدها ، فالقديم يخشى الجديد وهذه قاعدة يجب ان لا تنطبق على ثورتنا طالما نحن ما زلنا في اطار عملية التحرر الوطني والديمقراطي جيلا يسلم جيل ، نعم يجب تفعيل كل مؤسساتنا وخاصة الكفاحي منها وقيادتها الوطنية الموحدة ورفع وتحسين الخطاب السياسي والقومي العربي الذي يجذب شعوبنا وامتنا العربية التي تعتبر اداة الضغط على نظمها الفاسدة الظالمة التي لم تعد صالحة لاستنهاض شعوبها والحفاظ على مواردها وخيراتها المنهوبة ، فالمشروع الابراهيمي هو بمثابة مشروع سلب ونهب جديد وبطريقة جديدة لن تقبلها شعوبنا العربية ولن تسمح بكي وعيها القومي ، أن امتنا العربية ذات رسالة علم ونهضة متنورة في قضايا الحرية والكرامة والبناء بل وامتا راسخة الهوية والثقافة ، لذلك أقول بأن أي اتفاق أو حل يرفضه شعبنا سترفضه شعوبنا العربية ولن يصمد أي اتفاق مهما كانت قوة الجهات التي تحاول تنفيذه وقد سبق أن فشل عشرات المشاريع التصفوية وهذا بالمثل طالما يحمل عناصر فشله من داخله ، انه بئر من التناقضات التناحرية ، فقد ولد ميتا بادوات رثة فاشلة ، لذلك فإن وحدة جبهتنا الداخلية وتجاوزنا المناكفات الحزبية وان وجهنا بوصلة امداد شعبنا من شعوبنا وامتنا العربية فإننا سننتصر مؤكدا على مشروع الاتفاق الابراهيمي وغيره ، إنها مسؤولية م ت ف ، يجب أن يتضمن خطابها البعد القومي الذي يبشر شعوبنا بالمستقبل في الحرية والديمقراطية وخيرات امتنا لنهوض أمتنا العربية ، أن الأوان لقيادة شعبنا أن تتحزم وتتخذ من امتنا العربية سلاحا تواجه فيه كل الضغوطات وسلاحا تعيد به الاعتبار لقضيتنا ولحقوق شعبنا الفلسطيني ، أن امتنا العربية هي امة صمود ونهوض وبناء وكرامة علينا أن نعتمد على طاقاتها بجانب طاقة شعبنا قبل فوات الاوان .

اخر الأخبار