وزير الخارجية المصري: أي حل سياسي بليبيا يجب أن يكون دون إملاءات وضغوط مغرضة

تابعنا على:   21:39 2020-10-05

أمد/ القاهرة: طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الاثنين، بتنفيذ توصيات وخلاصات مؤتمر برلين "جميعها دون استثناء" بشأن ليبيا، معتبرا أن أي حل سياسي حقيقي في ليبيا "لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبي، دون إملاءات"، مشددا على ضرورة "الوقف الفوري" لجلب الإرهابيين من سوريا لليبيا.

وأكد شكرى، خلال كلمته أمام المؤتمر الوزاري بشأن ليبيا، أن الاجتماع لتجديد رسالة التأكيد على اجتماع الإرادة لوضع نهاية لاخفاقات الماضى فى التوصل لحل سياسى ينهى معاناة الشعب الليبى الشقيق، مضيفًا: "لن نترك فرصة إلا وظفناها لوقف تباين الرؤى حول مستقبل ليبيا ووضع حد لطموح الهيمنة الإقليمية لدى البعض"، كما أن الاجتماع لمعاودة التأكيد على أن أى حل سياسى حقيقى فى ليبيا لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبى دون إملاءات أو ضغوط مغرضة من هنا أو هناك.

وأوضح أنه خلال السنوات الماضية، زادت معاناة الليبيين بشكل غير مسبوق حيث تتفاقم يوما بعد يوم مشكلات جمة على صعيد توافر الاحتياجات والخدمات الأساسية، فضلاً عن هدرّ واستنزاف ثروات الليبيين، وغيابّ الأمن فى ظل سيطرة الجماعات المسلحة على بعض المناطق وانتشار الجماعات الإرهابية والمرتزقة والقوات الأجنبية فى بقاع من ليبيا، معلقًا: "آن الأوان لأن تتعافى ليبيا بعد مشقة طالت وثقُلت".

وشدد على أن مصر لم تتوقف منذ اندلاع الأزمة الليبية عن التحرك الدؤوب والمخلص فى جميع الاتجاهات مرتكزة فى ذلك على علاقات تاريخية وروابط شعبية ومصير مشترك مع الأشقاء الليبيين، فدعمت كل جهد جاد لإعادة الأمن والاستقرار فى ليبيا بدايةً من جهود الأمم المتحدة فى الصخيرات وصولاً إلى مؤتمر برلين، ولم تنقطع اتصالات مصر مع جميع الأطراف الليبية لتقريب الرؤى، ولم يكن "إعلان القاهرة" الصادر فى السادس من يونيو الماضى إلا بناءً على المرجعيات المُجمع عليها دولياً.

وتابع وزير الخارجية المصري: "جاء الإعلان فى وقت بالغ الحساسية بهدف حقن الدماء وتمهيدا لما نحن اليوم على مشارفه من حل سياسى برعاية الأمم المتحدة، وكثفت مصر منذ ذلك التاريخ من جهودها واتصالاتها، فاستضافت ممثلى القبائل الليبية من جميع المناطق للتأكيد على أن أحدا لا يمكن أن يقرر لليبيا مصيرها سوى أهلها، ثم استضافت وفدا من الغرب الليبى ضم أعضاء من مجلسى النواب والدولة للتأكيد مجددا على أن مصر هى وجهة كل الليبيين، ثم استقبلت القاهرة كل من المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، لتشجيعهما على التعاطى بكل روح إيجابية وبناءة مع جهود الأمم المتحدة الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسى وعلى التنسيق فيما بينهما بشكل أفضل".

ولفت شكري إلى أن مدينة الغردقة، احتضنت أول اجتماع ينعقد منذ فترة طويلة بين وفدين ممثلين للجيش الوطنى ولحكومة الوفاق لبناء الثقة بينهما دعما لجهود بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا لاستئناف اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التى نشأت بالبناء على مقررات مؤتمر برلين، مضيفا: "ما اجتماعنا اليوم إلا للتأكيد على التمسك بهذه المقررات لترجمتها إلى واقع ملموس".

واستطرد قائلاً: "إننا اليوم أمام فرصة مثالية للتوصل إلى تسوية سياسية تراعى جميع الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الليبية، وتأخذ فى الاعتبار التوزيع العادل للسلطة والثروة، وتنهى أية تدخلات خارجية، وتقضى على تواجد الإرهابيين والمرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضى الليبية".

ونوة إلى الاجتماع يُرسل رسالة واضحة لا لبس فيها بأن المجتمع الدولى جاد فى إنهاء الأزمة الليبية وفق إرادة ورؤية الليبيين، فلا مصلحة لأحد فى أن تتحول ليبيا إلى بلد تتخطفه الأزمات وتمزقه الصراعات وأن تتحول إلى بلد مصدر للتهديدات الإرهابية والهجرة غير الشرعية، كما أنه لا مصلحة لجميع الأطراف الليبية فى أن يطول أمد الصراع أكثر من ذلك فتستمر معاناتهم ويستمر معها استنزاف ثرواتهم التى ينبغى أن يتم توجيهها لبناء ليبيا ولخير شعبها.

وطالب بأن تترجم إرادة الدول فى إنفاذ توصيات وخلاصات برلين، جميعها دون استثناء، فى إجراءات فعلية ملموسة لدفع الأطراف الليبية لاحترام ما التزم به الجميع فى برلين وفى مجلس الأمن سواء تعلق ذلك بوقف إطلاق النار أو بحظر استيراد السلاح من جانب، أو بتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ومكافحة التنظيمات الإرهابية من جانب آخر بما يقتضيه ذلك من وقف فورى لجلب الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا وخروج القوات الأجنبية من ليبيا.

معلقًا: "هى التزامات لطالما قطعها الليبيون والمجتمع الدولى على أنفسهم دون أن نرى لها أثرا فعليا على الأرض ودون أن نرى مواقف رادعة لمن يخالفها، وكلى أمل ألا تصل مصر إلى مرحلة تضطر فيها إلى حماية مصالحها وأمنها القومى بالشكل الذى تراه كما صرح الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقاعدة سيدى برانى فى 20 يونيو الماضى، ومن هنا تواصل مصر جهودها عبر اتصالات مع الأشقاء الليبيين، ومن خلال التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولى حتى يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع ليبيا".

واختتم كملته قائلا: "أكرر الشكر لمنظمة الأمم المتحدة وألمانيا الاتحادية على استضافة هذا الاجتماع الهام الذى أتطلع لأن يكون محوريا على طريق صناعة السلام فى ليبيا".

كلمات دلالية

اخر الأخبار