شبكة الجيل الخامس 5G تبدأ العمل في إسرائيل..ما هي!

تابعنا على:   12:26 2020-09-29

أمد/ تل أبيب: بدأت الشبكة الخلوية من الجيل الخامس 5G العمل في إسرائيل، بعد أن وزعت وزارة الاتصالات تراخيص على شركات الهاتف الخلوي لتشغيلها.

ومن المقرر أن تعمل الشبكة من خلال شركات بيليفون وهوت موبايل وشركائها، وهي الوحدات التي استوفت شروط الحصول على ترخيص الشركة، وفازت بالمناقصة التي نشرتها.

وتعتزم الشركات الحاصلة على الترخيص نشر مئات من الهوائيات في جميع أنحاء إسرائيل، مما سيسمح لعدد صغير من مستخدمي الشبكة لأنها تتطلب أجهزة متوافقة، ويوجد في إسرائيل عدد قليل من الهواتف الذكية التي تدعم هذه التكنولوجيا المتقدمة.

وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي يوعز هاندل إن "هذه ثورة ستدفع إسرائيل إلى الأمام وتحول الرؤية إلى واقع، وكل هذا من خلال البنية التحتية للاتصالات".

ما هو الجيل 5 ؟

الجيل 5 (5G; 5th generation) هو الجيل القادم من التكنولوجيا الخليويّة المُخصّص لدعم عدد كبير من الاتصالات والأجهزة، ولتمرير عدد كبير من المعلومات بسُرعة عالية.

تتميّز شبكات الجيل 5 بزمن انتظار قصير (حيث يتم التجاوب في الزمن الحقيقي)، بنطاق عريض أكثر (لمشاركة البيانات بسُرعة خاصة)، بنسبة صِدق عالية بشكل خاص (%99.999999) وبإمكانية تقسيم الشبكة إلى مستويات مختلفة ذات خصائص مستخدم مختلفة (يُمكن من خلالها تخصيص مستوى من الشبكة لهدف مُعيّن). تُتيح تكنولوجيا الجيل 5 تطبيقات وخدمات حديثة أكثر، مثل: تفعيل أجهزة عن بُعد، ذكاء اصطناعي، واقع افتراضي (VR)، واقع معزَّز (AR)، إعدادات وخصائص ألعاب، تحليل بيانات ضخمة في زمن حقيقي، مدينة ذكية، طب ذكي، تعليم عن بُعد، تطبيقات زراعية حديثة والمزيد.

ترددات الجيل 5

يرتبط نشر شبكات الجيل 5 على نحوٍ وثيقٍ بتوفّر ترددات راديو تكون ركيزةَ تقنيات الاتصال اللاسلكي. تكون الشبكة مركبة من دمج ترددات بثلاث مستويات: الترددات المنخفضة (ترددات الجيجا هرتز الأولى)، الترددات المتوسّطة (مجالها 2-6 جيجا هرتز) والترددات العالية (أكثر من 6 جيجا هرتز، وخصوصًا موجات الملليمتر). بدايةً، يستخدم الجيل 5 ترددات راديو مشابهة لتلك الخاصة بالجيل الرابع – ترددات منخفضة ومتوسّطة. مستقبلًا، ومن أجل تلقي استقبال أعلى، يستخدم الجيل 5 أيضًا موجات راديو بمستوى أعلى على طيف الترددات الكهرومغناطيسيّة (EMF) التي تعمل على أطوال الموجات الأقصر (الملليمتر). مع ذلك، المسافة التي تصلها موجات الملليمتر تُعتبر أقصر بكثير، حيث إنّه بدلًا من نصب الهوائيات على صوارٍ عالية لتغطية مساحة كبيرة، يستخدم الجيل 5 هوائيات أصغر تُغطي مناطق أصغر.

التعرّض للإشعاع في الجيل 5

كما هي الحال في كلّ تسويق تكنولوجي جديد، حتّى أثناء تسويق جيل خليوي جديد، تنشأ مخاوف لدى الجمهور من تداعيات التكنولوجيا الجديدة. هناك من يَخاف مِن زيادة كمية الهوائيات التي تزيد من فرصة التعرّض للإشعاع. على أنّ حقيقة الأمر هي أنّه من شأن نشر الهوائيات الكثيرة أن يُقسّم مناطق التغطية إلى خلايا أصغر مما يستلزم بَثًّا بسِعةٍ أقلّ، مقابل سِعات بثّ قائمة في شبكات الجيل 4. أحد الأبحاث الذي أُجريَ مؤخّرًا بيَّنَ أنّه في المناطق البلديّة التي سيتم فيها نشر الجيل 5 وهوائيات الجيل 4 والجيل 5 لا تزال قيد الاستعمال، سترتفع مستويات التعرّض العامّة. بينما، عندما تخرج هوائيات الجيل 3 من الخدمة، تنخفض مستويات التعرّض. زيادةً على ذلك، مع مرور الوقت، من المتوقع أن ينخفض استخدام شبكة الجيل 4 والأجيال التي سبقتها، بينما من المتوقّع أن يزداد استخدام شبكة الجيل 5.

إلى جانب ذلك، تُتيح تكنولوجيا الجيل 5 إمكانية البثّ بشُعاع ضيّق، مُركّز ودقيق موجّه نحو جهاز طرفي، بحيث لا يتعرّض لهذا الإشعاع إلا من يستخدم الشبكة، بينما كلّ مَن حوله لا يكونوا معرَّضين لها. إنّ البثّ على نحوٍ ناجعٍ كهذا من شأنه أن يقلل من التعرّض للإشعاع من مواقع البث.

ما أهميّة الجيل 5 بالنسبة لمستهلكي الإنترنت؟

نستطيع أن نتوقّع شبكة إنترنت نقّالة ومُتاحة وسريعة أكثر. إنّ السُّرعة والتوفّر من شأنهما أن يُحسّنا من أمْن الطرق، مع وجود سيارات متّصلة تستطيع تبادل المعلومات في الزمن الحقيقي، ما معناه هو قدرة السائقين على "رؤية" الطريق نحو الأمام على نحوٍ يحول بنهم وبين الحوادث ويمنحهم إمكانيّة القيادة بصورةٍ آمنةٍ أكثر.

نستطيع إدارة المواصلات البلديّة بصورة ذكيّة وناجعة أكثر بواسطة إجراء بثّ بين الأجهزة الطرفيّة للسائقين، المشاة، الإشارات الضوئيّة والمواصلات العامّة. بهذا الشكل، يقلّ الضغط عن الشوارع بصورة ملموسة.

ما أهميّة الجيل 5 للصناعة والمصالح التجارية؟

يمكن للاتصالات السريعة والثابتة أكثر أن توصلَ بين الطواقم في عدّة أماكن في الوقت نفسه وأن تدعم العمل عن بُعد.

من الممكن تحسين المصانع بواسطة إجراءات أوتوماتيكيّة وماكنات متّصلة الواحدة بالأخرى من أجل تحسين النجاعة والأمان. إنّ الاتصالات الآمنة والسَّلِسة تستطيع أن تجعل العاملين يحرصون على الأمان والبيئة المحيطة وتشغيل المعدات عن بُعد. يمكن للجيل 5 أن يجلب معه الأمان الضروري للمواضيع الخطِرة – أعمال البناء، التعدين، خدمات الطوارئ وما شابه ذلك.

إنّ توفّر كميات كبيرة من البيانات وإمكانيّة مشاركتها بسرعة سيمنحان المصالح التجاريّة أفكارًا حول نشاطاتها من أجل تحسينها وصيانتها، وتوسيع النمو، وتعزيز الاقتصاد وتحسين تجربة الزبون.

كيف تُساعد تكنولوجيا الجيل 5 نظام الرعاية الصحية؟

يمكن لتكنولوجيا الجيل 5 أن تساعد مجموعة واسعة من التطبيقات الصحيّة التي تشمل: المراقبة عن بُعد، العلاج المنزلي، تلبية احتياجات المرضى في المناطق البعيد وإجراء عمليات عن بُعد.

في المناطق البعيدة طلبٌ كثيرٌ على الرعاية الصحّة، وكذلك ارتفاع في الطلب على مبادرات حكوميّ’. الطبّ عن بُعد يستلزم شبكة تستطيع في الزمن الحقيقي أن تدعم الفيديوهات بجودة عالية وبإجراء نشاطات في الشبكة بمستوى صِدقيّة عالية في مدّة انتظار أقصل. من خلال الجيل، سيتحسّن الطب العامّ على نحوٍ لا يُقاس، وسيكون في الإمكان توفير خدمات طبية متقدّمة حتى في مناطق التخوم. زيادةً على ذلك، العمليات الشخصيّة (في البلاد والخارج) تُصبح أقلّ ثمنًا على نحوٍ ملموس ويكون في الإمكان أيضًا لمحدودي القدرات الخضوع لعمليات مستعجَلة وغالية الثمن.

عندما تستخدم برامج الرعاية الصحيّة هذه التكنولوجيا، يستطيع المعالَجون، في الغالب، تلقي علاجٍ مبكّرٍ وإمكانية الوصول إلى أخصائيّين غير مُتوفرين في المكان. من شأن ذلك، أيضًا، أن يُتيح للأطباء وأفراد طاقم العمل الآخرين التعاون بصورةٍ ناجعة. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وماكنات المحاكاة الأخرى تُنشئ، بشكلٍ عامّ، ملفات ضخمة يجب إرسالها بسُرعة لفحص أخصائي. في الجيل 4، يمكن أن يأخذ الإرسال وقتًا أكثر أو يمكن ألّا يتم الإرسال أبدًا بسبب حجم الملف الكبير. معنى ذلك أنّ المعالَج مُضطر للانتظار أكثر لتلقي العلاج وأمّا الأطباء فيستطيعون معاينة عدد قليل فقط من المرضى في المساحة الزمنيّة نفسها. تستطيع شبكات الجيل 5 السريعة جدًّا أن تُساعد على توصيل سريع وموثوق لملفات فيها معطيات ضخمة من الصوَر الطبيّة حيث يُمكن أن تُحسّن من وصول إلى العلاج ومن جودته.

من خلال استخدام أجهزة متّصلة بالإنترنت، يستطيع مزوّدو الخدمات الصحيّة مراقبة المرضى وجمع بيانات تُمكّنهم من استخدامها لتحسين علاجٍ مُنقذٍ للحياة تتم ملاءَمته شخصيًّا للعلاج الوقائي أيضًا. إنّ من شأن وجود معدّات مراقبة عن بُعد تكون ملازِمة للجسم أن يُعزز من اندماج المعالَجين في صحّتهم. إلى جانب ذلك، من المتوقّع من معدّات كهذه أن تُخفض تكاليف المستشفيات. رغم الإيجابيات، يبقى استخدام تكنولوجيا المراقبة عن بُعد محدودًا من حيث إمكانيّة الشبكة في معالجة البيانات. إنّ سُرعات شبكة بطيئة واتّصالات غير موثوقة من شأنها أن تحول بين الطبيب وبين الحصول على البيانات المطلوبة في الزمن الحقيقي من أجل اتّخاذ قرارات سريعة في مجال الرعاية الصحيّة.

مع تكنولوجيا الجيل 5، تستطيع أنظمة الرعاية الصحيّة أن توفّر مراقبةً عن بُعد لعدد أكبر من المرضى. يستطيع مزوّدو خدمات الرعاية الصحيّة أن يكونوا واثقين من أنّ البيانات التي يحتاجون إليها يتلقّونها بثقة وفي الزمن الحقيقي ويستطيعون توفير العلاج الذي يحتاجه المعالَجون ويتوقّعونه.

هناك مهامّ رئيسيّة كثيرة في مجال الصحة بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تحديد تشخيصات محتملة واتخاذ قرارات بشأن برنامج العلاج الأفضل بالنسبة لكلّ مُعالَج. إلى جانب ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعيّ أن يُساعد على توقّع لأيّ من المرضى فرصة أكبر لأن يعاني من مضاعفات بعد العمليّة، وبالتالي يُتيح الذكاء الاصطناعيّ لأنظمة الرعاية الصحيّة إجراء تدخلات مبكرة عند الحاجة. إنّ كميّة البيانات الكبيرة الضروريّة للتعلّم عن بُعد في الزمن الحقيقي تستلزم شبكات قادرة على توفير خدمات موثوقة بشكل خاصّ.

كذلك، في أحيان متقاربة، يحتاج مزوّدو الخدمات الصحيّة إلى تلقي كمية كبيرة من البيانات إلى هواتفهم النقالة. من خلال الانتقال إلى شبكات الجيل 5، يستطيع الأطباء استخدام الذكاء الاصطناعي وكلّ أرشيف المعلومات المطلوبة من أي مكانٍ يتواجدون فيه.

من خلال تفعيل هذه التقنيات عبر شبكات الجيل 5، تستطيع أنظمة الرعاية الصحيّ’ تحسين جودة العلاج وإحساس المعالَجين، وأيضًا تخفيض تكلفة العلاج. بدلًا التجاوب فقط مع أوضاع المرضى، تستطيع شبكات الجيل 5 أن توفّر للأطباء القدرة على منح علاج شخصي أكثر ووقائي أكثر – وهذا هو السبب الذي جعل كثيرًا من الأطباء يقرّرون أن يصبحوا أطباء.

اخر الأخبار