الارباك الوظيفي

تابعنا على:   13:29 2020-09-22

أريج خليل صافي

أمد/ يتعرض العاملين في المجال الصحي الخدماتي إلى ضغوطات كثيرة، نظراً للمهام الملقاه على عاتقهم والمتطلبات والأعباء ذات العلاقة بعملهم، اضافةً إلى الضغط النفسي والعصبي، فهم جنوداً في الميدان يواجهون المواقف ويتحدون الأحداث المتعددة التي من خلالها يصابوا بحالة من القلق والخوف، الغضب والإحباط التي تدفع بهم لأن يعيشوا الانكماش والسلبية بسبب حالة التوتر العصبي والضغط النفسي الذي يتمحور مصدره في عدة نقاط، وهي:
١_ غياب الدور التشاركي في صناعة القرار.
٢_ اهتمام الادارة بالكم من دون الكيف.
٣_ غياب عنصر الاهتمام بالحياة الروحانية للموظفين.

ولهذه الأسباب آنفة الذكر، يصف أفلاطون المؤسسة المثالية بأنها هي من تقدس الموظف وتمنحه شيئاً من الحرية للتعبير عن ما يجول بخاطرهِ، ويضيف قائلاً ان المؤسسة التي لا ينعم موظفوها بالحياة الروحانية هي بمثابة مؤسسة عنكبوتية متعددة الرؤى تدفع بالبعض بأن يعيش حالة من الهوا الاداري الذي يسعد به صاحبهُ مهتماً بظاهر الأمر وهو في مضمونه بين المتساويين وغير المتساويين، لذلك يجب على المدراء ورؤساء الأقسام التفريق فيما بين الحقيقة والنظرية والتمييز فيما بين الواقع والفرضية.

فإن ما يفسد الحياة الوظيفية ضبابية القرارات التي ترهق الموظف وتجعل رأسه منحنياً لانجاز المهام الملقاه على كاهله دفعة واحدة، حتى يحظى اصحاب الياقات البيضاء بالنجومية الاعلامية المهتمين بإنجاز الأعمال الغير مكثرتين لحالة التوتر العصبي الذي يعيشها الموظف، حيث أفادت مؤسسة روتمان بأن ناقوس الخطر بدأ بدق اجراسه نتيجة ان مجموعة من الموظفين العاملين في تشكيلات مختلفة تقدموا ببلاغ عن معاناتهم من التطرف الاداري الممارس عليهم الذي أضحى بهم لأن يصابوا بمتلازمة من القلق والإرهاق. وهذا الشيء يُعزى لأن المدراء والمشرفين يهتمون ببناء المعرفة الغير منظمة لعدم إدراكهم لمفهوم ماذا؟ ومفهوم لماذا؟
ماذا نحن نعمل؟
لماذا نحن نعمل؟
وينبثق منهما: ما هو القرار الجيد؟

فالقرار الجيد ليس بالضرورة من يقود الفئة المسؤولة لاتخاذه تباعاً للدساتير والأنظمة المعمول بها، وإنما القدرة والتمكن من اختيار الوقت المناسب لاتخاذ أي من القرارات، حتي يتسنى للجميع الشعور بمدى الانجاز التراكمي الذي يجمع فيما بين الكيف والكم حيث يسهمان بصورة مباشرة في عملية بناء المعرفة المنظمة.

اما القرار الخاطيء هو ذلك القرار الذي يتخذه صاحبه، ولم يتمكن من توصيل الفكرة الأساسية لفئة الموظفين، نظراً لعدم توفر المعلومات الكافيه لديه حول أي من المواضيع المستجدة، فهو يتخذ قرارهُ بصورة عفوية بناءً على وجهة النظر الشخصية الخاصة به، بعيداً عن معطيات الواقع ودراسة الفرضية وإدراك الحقيقة وفهم النظرية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار