المفكر والاديب الدكتور جابر عصفور حفظه الله

تابعنا على:   14:49 2020-09-21

غازى فخرى مرار

أمد/ كلما امتعضت مما يجرى عللى ساحتنا الفلسطينية اتوجه الى القوة الناعمه وتعيدنى الذكرى الى زمن الرموز الثقافية التى عاصرتها وكنت قريبا منها ايام عملى مستشارا ثقافيا واعلاميا فى سفارة فلسطين فى القاهرة وامتد بى الزمن الى اكثر من عشرين عاما بين منظمة التحرير والسفارة . ومقال الاخ واصديق اليوم فى جريدة الاهرام الغراء حول المركز القومى للترجمه الذى تراسه اخى الدكتور جابر حتى قامت ثورة 25 يناير واصبح الدكتور جابر وزيرا مما حداه ان يقول انه تورط فى هذا الموقع الجديد بعيدا عن الثقافة ومركز التلرجمة القومى . ولم يطب له المركز الجديد كما يطيب لبعض قياداتنا الذين قضوا عمرهم فى المراكز والمواقع بقى الدكتور جابر عشرة ايام فقط فى هذه الوزاره وخسره هذا الموقع الهام . عاد الدكتور جابر الى الجامعه ولكنه بقيت عيناه على هذا المركز الهام الذى اعطاه الدكتور جابر جهدا كبيرا وترك الدكتور فيصل يونس فى موقع المركز , وتم طباعة موسوعة جامعة كل المعارف وموسوعة تاريخ النقد الادبى . استخدم الدكتور جابر مالا يقل عن خمس وثلاثين لغه , وشارك العديد من الكتاب العرب فى عمل المركز القومى للترجمه .

فى هذه الفترة الذهبية تعرفت على الدكتور جابر عصفور فى اوج نشاط المركز بقيادة هذا المفكر المبدع والمثقف النابغة والتقيت به مع اخى العزيز الاستاذ يحيى يخلف حينما كان وزيرا للثقافة وقد كنا نفتتح القنوات الثقافية التى كان الدكتور جابر احد رموزها وكان معه وزيرا محبا ومتعاونا يدعم مشروعاته الثقافية كما كان مساعدا له فى مركز الثقافة اخى العزيز الدكتور عماد ابو غازى , كان دينامو المركز واكبر معاونى الدكتور جابر . كنت اجد فى رحاب الدكتور رموزا قومية من سوريا والاردن والمغرب العربى ومن كبار العلماء المصريين فى التاريخ والادب والفنون . وكان يصر ان احضر معه لقاءاته مع هذذه الرموز التى يفخر الانسان بالتعرف عليها ومقترحاتهم فى الترجمة وكيف كان الدكتور جابر يستجيب لهذه المقترحات .

وفى احدى لقاءاتى حدثت الدكتور جابر ان اخى الوزير يحيى يخلف يقيم مكتبة فى فلسطين فى مختلف المحافظات وان العدو الصهيونى يحد من نشر الوعى الثقافى وافتتاح هذه المكتبات .

فوجئت ان استدعى الدكتور جابر احد المعاونين فى المركز وطلب منه ان يصحبنى الى المخزن لاختيار ما اراه من الكتب المترجمه واى عدد يمكن ان اشحنها الى فلسطين .

كان هذا الرمز الوطنى لا يبخل علينا باى طلب وكان كذلك الوزير فاروق حسنى فى وزارة الثقافة فاتحا الابواب لطلباتنا وكان يحدثنا حين نلقاه ان الكيان الصهيونى يضغط من اجل زيارته الى دولة الكيان وكان يرفض كل هذه الدعوات ويشجع المثقفين على الاصرار على عدم التطبيع مع هذا العدو . كان مجالفخر وتوقعنا سقوطه بامتياز فى المعركة الانتخابية لليونسكو وكان وافتعلوا تبريرا لكتاب يهاجم اليهود مما جعلهم يؤلبون الدول ضده فى معركة اليونسكو .

اقول كانالدكتور جابر والاخ الوزير والمسؤلين عن المراكز الثقافية والاوبرا والمسرح واكاديمية الفنون تفتح ابوابها لطلابنا ورموزنا الثقافية فى الادب والشعر والمسرح والفنون التشكيلية والمسرح التجريبى والرواية وغيرها . ولا انسى ما تفضل به وزير الثقافة يوم خصص لنا عشر منح دراسية فى اكاديمية الفنون فى مجال المسرح والموسيقى والسينما والتصوير ادراكا اننا نبنى مؤسسات ثقافية فى دولة ناشئة .

الدكتور جابر اليوم يتبوا موقعا فى مجلس امناء المركز القومى للترجمه وهو موقع هام , يقوم فيه الدكتور جابر بحكمته وثقافته وخبرته وعلاقاته بحسن اختيار اهم الكتب وترجمتها . اتمنى ان تعطى وزارة الثقافة الفلسطينية اهمية لاعادة العلاقات التى اقمناها مع هذا المركز الهام وانا واثق انه لن يبخل بترجمة كثير من المراجع التاريخية والوطنية فى تاريخ القضية الفلسطبينية . اردت فى مقالى هذا ان اذكر رمزا من الرموز العربية فى مصر عروبى الاتجاه وحريصا على الهوية العربية ونقل المعرفة من خلال الترجمة الى العربية لمزيد من غزارة المعرفه الى اجيالنا الصاعده . ساخصص فى مقالاتى القادمه حول العلاقات الثقافية مع المثقفين والمؤسسات الثقافية فى مصر .

تحية لاخى جابر عصفور والى اخوتى من المثقفين منهم ناصر الانصارى فى الاوبرا والهيئة العامة للكتاب , الى اخى سمير سرحان رئيس الهياة العامة للكتاب الذى استضاف المئات من مثقفينا وشعرائنا لحضور معارض الكتاب والمشاركة فى نشاطاته واذكر منهم اخوتنا من ادباء فلسطين المحتله عام 48 . ومنهم اخى الشاعر الوطنى توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم واميل حبيبى وغيرهم .

وتحية لاخى الاستاذ يحيى يخلف الذى ترافقنا فى رحلة طويله فى بناء التعاون الثقافى بين فلسطين ومصر .

هذا جزء من علاقة تاريخية لن تهزها الاحداث وستبقى فلسطين فى ضمير الشعب المصرى المثقفين المصريين كما ستبقى مصر فى ضمير شعبنا الفلسطينى لا تنفصم عراها ...

اخر الأخبار