ما بعد التطبيع !!

تابعنا على:   14:28 2020-09-20

داليا العفيفي

أمد/ يجب الإعتراف بالجرأة التي حدثت في الآونة الأخيرة من إعلان التطبيع بين دولة الامارات ودولة الاحتلال، مع أنها كانت خطوة متوقعة ومن لم يتوقعها منا كان يرفض رؤية الحقيقة .

فإن جميع المعطيات التي حدثت منذ سنوات من قبل جميع الأطراف الفلسطينية وتحديدا الشرعية الفلسطينية من الالتفاف حول الذات والتقوقع على النفس ومعاداة الدول ومحاربة الشعوب بكل تأكيد كانت ضريبة يجب أن يدفع ثمنها بهذا الشكل في النهاية، فمن الطبيعي أن تبحث كل دولة على مصالحها وتهرول في اتجاه ما يخدم أهدافها وشعبها .

ويجب أن نعترف اولا كفلسطينين اننا أخطأنا بحق أنفسنا وقضيتنا وليس الاخرين، وأن بعد هذا كله من تجرأ وأعلن التطبيع مع محتل أمام الملأ هذا من حقه، وهو نتاج طبيعي لسياستنا، بل إن هناك عشرات الدول المطبعة والتي بينها وبين الاحتلال اتفاقيات ومعاهدات وتعاون في شتى المجالات غير المعلنة منذ سنوات طويلة، فمثلا قطر وتركيا وغيرها من الدول العربية، بل أتوقع كما قال ترامب ان هناك دول اخرى تنتظر أن تعلن وتجاهر كالامارات بالتطبيع، وأن الامارات السابقة والأكثر جرأة وهم اللاحقون وهذه حقيقة يجب أن نقر بها كفلسطينيين.

فهناك من الدول العربية من ينتظر إنتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 والتي ستكون المنافسة بين دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وجون بايدن عن الحزب الديمقراطي والذي تحدث فيه في حوار خاص مع مسلمي أمريكا عن وعوداته الانتخابية، قائلا:

- يجب علينا أن نقتدي بتعاليم الرسول حين قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان"
- في رئاستي سأعمل على إقامة دولة للفلسطينين
- في رئاستي لن أتسامح مع تجاوزات الديكتاتوريات ولن أدعمهم.
- في رئاستي لن اسكت على انتهاكات حقوق الأقليات المسلمة في العالم
- فريقي الرئاسي سيضم مسلمين أمريكان حتى يكون لمسلمي أمريكا صوت في صناعة القرار.

وبالتأكيد بعد إعلان الفائز برئاسة أمريكا سيتحدد مصير الكثير من القضايا العالقة على الأجندة العالمية بما فيهم مستقبل القضية الفلسطينية فإن حالف الحظ ترامب ستبدا بقية الدول العربية باستكمال الإعلان والمجاهرة في التطبيع وعقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل وإن حالف الحظ جون بايدن سنبدأ السير بطريق لربما تكون مختلفة تماما عن طريق خصمه ترامب .

في نهاية الأمر علينا كفلسطسنيين ان نبدأ التفكير في كيفية التعامل مع المرحلة القادمة والسعي لإحداث تغيير نوعي في الأساليب والأدوات التي كنا نستخدمها في الماضي فلا الزمان ولا المكان ولا طبيعة التطورات الجارية تسمح لنا باستخدام نفس الأدوات والأساليب التي لم تنتج شيئا وتكرار ذات التجارب الفاشلة .

وحتى لا يحسب اننا نبرر لأي من الدول العربية الشقيقة قراراتهم ومواقفهم وتطبيع علاقاتهم مع الكيان الاسرائيلي ، ورغم أنهم أحرار في إتخاذ ما يرونه مناسب مع مصالح دولهم وشعوبهم ، نؤكد اننا أصبحنا اليوم وحدنا ولوحدنا في مواجهة المخطط التصفوي لقضيتنا الوطنية ، وحتما سننتزع حقوقنا كشعب فلسطيني حتى لو اجتمع العالم كله على شطب حقوقنا الوطنية المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة على ترابنا الوطني وعاصمتها الأبدية القدس .

كلمات دلالية

اخر الأخبار