صور من الماضى ... هل تتكرر فى تاريخ هذه الامة

تابعنا على:   22:59 2020-09-18

غازى فخرى مرار

أمد/ فى الوقت الذى تعيش فيه امتنا العربية احلك اوقاتها وتتبدل احوالها فى ظل التمزق والطائفية والمذهبية بديلا عن الوحدة والتضامن . تعلو رايات القومية والحرية حرية الوطن والمواطن وتعود الاحوال الى عصر التخلف وهيمنة قوى تتامر على الاوطان وتصبح خادمة للقوى المعادية لهذه الامة تخرج عن قيمها لقيم غريبة عن ايماننا وتنقلنا الى صراعات مذهبية بدلا من صراعنا العربى مع العدو الصهيونى الاستعمارى وتطبع مع هذا العدو على حساب شعب قدم اغلى التضحيات دفاعا عن حقوقه العادلة منذ ما يزيد عن المئة عام يوم اغتصبت فلسطين وشرد اهلها فى مشارق الارض ومغاربها .فى هذا الوقت يعود الانسان الى اوقات الشموخ والى تاريخ الانتصارات التى تغيب عن البعض وليس هذا هروبا من الواقع الذى نعيشه اليوم وانما هو تذكير ومقارنة بين الحاضر والماضى ودعوة لاستنهاض شعبنا العربى فى ساحات هذا الوطن الممزق المحتل فى كثير من اجزائه . كنت يافعا فى المرحلة الثانوية فى فلسطين وانا ابن قرية تقع فى شمال غربى القدس اسمها بيت دقو ارضها جبلية تحيط بها اشجار الزيتون والعنب فتعود بى الذاكرة الى بعض قصص البطولة التى قام بها شباب الصاعقة من ابناء مصر عام 67 الذين تزامن وجودهم فى مهمة مهاجمة مطار اللد فانتهت الحرب وهم فى ارض المعركة ويكتشفوا ان القوات المرابطة قد انسحبت فامروا بالانسحاب ولم يلقوا اسلحتهم او يغيروا ملابسهم العسكرية وكانت قريتنا المحطة الاولى لوجودهم وقد قابلت بعض قادتهم هنا فى القاهره وجرى حوار طويل حول تلك المهمة وزرت تمثال الجندى المجهول الذى اقامه بعض اخوتنا فى قرية بيت اعنان على حدود بيت سيرا على الخط الفاصل مع فلسطين المحتله عام 1948 .
تعودت ان ازور فلسطين التاريخية كل عام والتقى باهلنا ملح الارض هناك لازداد ايمانا وثقة حينما التقى بهم فى حيفا ويافا والناصرة والقدس فالمس روح العطاء والتضحية والصمود على هذه الارض ايمانا بالحق التاريخى فى هذا الوطن واقول اليوم : الم يدرك اخوتنا ممن قفزوا فوق تضحياتنا وشهدائنا ووطننا اى ذنب اقترفوه وهم يوقعون معاهدات مع هذا العدو الذى يرفع شعارات التوسع والضم والقومية والعنصريه ؟ تذكرت فى طريقى الى عكا موقعة عين جالوت بين القائد قطز والتتار قطز القائد المصرى الذى قاد جيشا عربيا وانتصر على التتار المغول فى هذه المعركة وتذكرت صلاح الدين وهو يقود جيشا موحدا عربيا ويحرر القدس وينتصر على الصليبيين فى معركة حطين القريبة من موقع عين جالوت وتذكرت صمود عكا فى وجه جيش نابليون وصمدت عكا بقيادة البطل الجزار واستعصت على الاقتحام عبر اسوارها وانسحب جيش نابليون . تذكرت هذا التاريخ وتلك المواقع فهل تذكرها هؤلاء المطبعون وهل فطن لها من القوا انفسهم فى احضان القوى المعادية لهذه الامة ؟؟
وحينما يتعرض البعض للهجوم على مصر اليوم عن جهل او حقد او عداء فاذكر انه كان فى قريتنا رجل كهل اسمه يوسف خليل ريان وكان ينتظر عودتى فى اخر العام الدراسى ليسالنى عن مصر وعلمت انه لا يستمع الا لصوت العرب واحاديث احمد سعيد الذى اكال له البعض التهم وعدم الفهم وهو الرمز القومى الذى ادار موقعا اعلاميا سيذكره التاريخ العربى هو صوت العرب من القاهره والذى اتشرف اليوم من المشاركة فى برنامج خاص من اذاعة فلسطين : حديث فى القضية . يسالنى هذا الكهل عن مصر وعبد الناصر والامال التى يحلم بها فى تحقيق الوحدة وتحرير فلسطين . وكان والدى رحمه الله من المحبين لمصر وشعبها وقيادتها اشعر بهذا الحب حينما كان يزورنى فى القاهره فيتمتع بكل شىء فيها فى نيلها ومسارحها وطيبة اهلها كان يتغزل بمصر . وما زال اهلنا فى فلسطين تربطهم اقوى الوشائج مع مصر وهى علاقة تاريخية منذ عهد الفراعنه مرورا بكل التاريخ المشترك ففلسطين كانت وما تزال هى البوابة الشرقية لمصر وكانت المعارك تدور على ارضها واختلطت دماء المصريين بدماء ابناء فلسطبن . تشدنى هذه الذكريات فيصيبنى الحزن واقول هل يعود التاريخ بنا الى تلك الايام هل تعود مصر طليعة لهذه الامة تنفض عنها غبار السنين وتعيد الامجاد القومية فيدوى صوت عبد الناصر وينفض عنها الطائفية والمذهبية التى حولت الامة الى انقسام وتخلف واحتلال ؟ تبقى مصر هى الامل وهى المؤهلة لقيادة امتنا العربية وهى فى بناء نهضتها الحديثه انما لتستعيد دورها القومى وتحقق احلام الامة فى التحرر والوحدة وكرامة الانسان العربى اينما وجد . سيتكرر التاريخ من جديد وسيبقى شاهدا على دور مصر العظيم فى دفاعها عن امن هذه الامة وحريتها وستكون فلسطين فى سلم اولوياتها انشاء الله .

كلمات دلالية

اخر الأخبار