فجر الضفة قوات خاصة

تابعنا على:   16:42 2020-09-06

د. خالد معالي

أمد/ بعد 24 ساعة من اجتماع الامناء العامين للقوى الفلسطينية في بيروت، بدا مخيم جنين ليلة السبت 5\9\2020 وكأنه جبهة حرب، 6بكل انواع الاسلحة والتجسس، ومواطنين اعزلين خلدا لفراشهما للنوم، الا انهم استفاقا على رصاص في جسديهما.

خلاصة عملية الجيش اصابة الشقيقين الشقيقين أحمد ومحمد الجدعون أحدهما برصاصة في الفخذ والآخر بالرقبة وأنحاء أخرى من جسده، حيث ان وحدات خاصة بلباس مدني وأعداد كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت منزلا وهاجمته تحت غطاء من إطلاق النار الكثيف داخل المنزل.

رواية والد المعتقلين تفيد، بإنه شاهد رصاص الاحتلال وهو يخترق رقبة وبطن ابنه،  فيما سارع الجنود إلى جرهما وسحلهما على الأرض بسرعة واعتقالهما والانسحاب من المكان الى خارج المخيم.

اصعب ساعات في الضفة هي ساعات الفجر الاولى – بصوت الرصاص - على مدن وقرى وبلدات الضفة؛ فحملات الاعتقال المسعورة تطال الصغير والكبير، ولا تدع حتى الأطفال الصغار ولا الفتيات ولا النساء، فكل محرم وممنوع ولا يجوز، هو حلال في عرف الاحتلال الظالم.

كل ساعة تمر من ساعات الفجر بالضفة الغربية على وخيم جنين وبقية المخيمات والقرى والبلدات وحتى مناطق السلطة الفلسطينية،  تكون على موعد طرق ابواب البيوت بشدة وعنف، وجرح وقد تصل لحالات استشهاد، يصاحبها اعتقال الشبان والفتيات.

ما الحل، وكيف الخلاص من احتلال يحول ليل الضفة الى مسرح ومكان تدريب لقوات جيشه، ففجر الحرية للضفة الغربية وبقية فلسطين المحتلة، لن يخرج الا من خلال مؤمنين بقضيتهم، مسلحين بالعلم ومعرفة طرق واساليب كنس الاحتلال، واستلهام تجارب الامم السابقة واخيار الانسب منها للحالة الفلسطينية.

كيف نفسر اعتقال الاحتلال، لشقيقين وجرحهما بفراش نومهما، سوى ان الاحتلال ضاق ذرعا  بما هو كل فلسطيني ايا كان لون فصيله.

فجر مخيمات الضفة يكون على موعد مع قوات الاحتلال، فتصور انك كشاب او فتاة في منزلك وبين احضان عائلتك نائما، ويدق بابك منزلك بعنف، ضيفا غير مرغوب فيه ومجبر ان تفتح له الابواب وإلا فجروها، وتحت زخات الرصاص كما حصل مع الشقيقين جدعون.

 جنود الاحتلال وقواته الخاصة حالها كحال، "وجوه عليها غبرة، ترهقها قترة"، فالوجوه مخفية خلف شحبار والوان سوداء قاتمة هي علامة جبن اكثر منها قوة، ومن ثم يقتادوك تحت تهديد السلاح للتحقيق العنيف.

لا حياة مع العبودية وتحت بساطير الاحتلال مهما بلغ جبروته وظلمه للشعب الفلسطيني، ومن يعشق صعود الجبال لا يخشى الكسور، والصخور العالية، ولا المعيقات، بل يستعد للتغلب عليها ومواجهة التحديات بنفس هادئة وقلب مؤمن وتخطيط علمي دقيق، وعقل متزن يتخذ قرارات حكيمة وليست ارتجالية.

يعزى جرأة دخول قوات خاصة لقلب مخيم بالضفة لتراجع المقاومة في الضفة الذي نلمسه في السنوات الأخيرة، فكلما زاد وعي وعمل وحراك الحركة بركة، زادت اعمال المقاومة، وكلما تغلبت المصالح والحسابات الدنيوية تراجع دور المقاومة وقوة تأثيرها.

ترى هل حصل ولو حالة واحدة في التاريخ أن صمت وقبل شعب بمحتل غاصب ولم يقاومه بكل الطرق والوسائل المتاحة؟! وهل تم احتلال شعب بدون مقاومة؟ وهل رضي شعب واستكان يوما لمغتصبيه؟ !

بالمحصلة، لو كانت الضفة الغربية لا تشكل الضفة خطرا حاليا ومستقبليا على دولة الاحتلال؛ لما قام المحتل الغاصب بهكذا حملات اعتقال كبيرة، لتكون التهم الموجهة لهم تعبر عن خوف وعجز دولة الاحتلال، فطفل على تهمة القاء حجر يتم تحضير قوة خاصة له مسلحة تسليحا كبيرا غير معقول.

كلمات دلالية

اخر الأخبار