مفاوضات التشكيل مثل مفاوضات الفلسطينين

في خطاب خارج غاضب والبرتوكول.. الرئيس التونسي يتهم البعض بالخيانة ويتوعدهم! - فيديو

تابعنا على:   20:01 2020-09-02

أمد/ تونس – وكالات: اتهم رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيّد، خلال موكب آداء أعضاء الحكومة الجديدة، اليمين الدستورية، أمامه بقصر قرطاج يوم الأربعاء، أطرافا في البرلمان، لم يذكرها، بالإدعاء والافتراء عليه كذبا ونسب أمور غير صحيحة له، بخصوص مسار تشكيل حكومة هشام المشيشي وسيما في ما يتعلق بتأويل الدستور في هذا الجانب.

وقال سعيد: سيأتى يوم أتحدث فيه بكل صراحة عن الخيانات والاندساسات وعن الغدر وعن الوعود الكاذبة، وعن الارتماء في أحضان الصهيونية والاستعمار … إن كنتُ زاهدا في الدنيا فلست زاهدا في الدولة التونسية ولا في حق الفقراء والبؤساء … يتحدثون عن الدستور ثم بعد ذلك يتحيلون عليه .. ونحن سنكون لهم بالمرصاد".

ولاحظ أنه استمع الثلاثاء إلى تدخلات النواب خلال جلسة منح الثقة للحكومة وتابع "من صدح بالحق، ومن كذب وادّعى وافترى وهم كثيرون "، مبينا أنه سيكشف في يوم ما عن كل الصعوبات التى تم افتعالها خلال فترة المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة منذ شهر نوفمبر 2019، الا إذا كان هناك موانع تتعلق بواجب التحفظ والاحتراز.

وفي هذا الصدد أضاف قيس سعيّد قوله: "بعضهم يفتي ويكذب بناء على الفتوى ويدّعي في العلم معرفة وهو لو عاد إلى السنة الأولى من الصف الابتدائي لطُرد شر طردة، لحماقته وكذبه وافترائه … وسيسجل التاريخ ذلك".

وشدد أنه احترم الدستور خلال مسار تشكيل الحكومة الذي شبّهه بمشاورات الوضع النهائي في فلسطين وأقسم على احترام مضامين النص الدستوري، وفاء بالعهد الذى قطعه للشعب التونسي، قائلا: "احترمت النظام والمؤسسات والمقامات، رغم أنّ البعض لا يستحق مثل هذا الاحترام، بل لا يستحق إلا الاحتقار والازدراء" وأعرب عن يقينه بأنه سيحين الوقت الذى يكون فيه القانون مطابقا لإرادة الأغلبية التي تم سحقها أو حاول الكثيرون تزوير إرادتها، حسب تعبيره.

كما أكّد أنه على علم بما يحدث، بكامل التفاصيل، مضيفا قوله: "من يعتقد أنه تسلل إلى القصر ويعرف كل الخفايا والتفاصيل، فأنا أعرف عن التفاصيل الكثير … بل أعرف أكثر مما يعرفون "، مستنكرا "ما تم ادعاؤه بخصوص وجود تركيبة جديدة للحكومة وردت من قصر قرطاج".

وتابع رئيس الدولة: "من يعتقد أنه يقدر على شراء الذمم فهو واهم، لن أتسامح مع كل من افترى وكذب وادعى ما ادعاه … كل من خان وطنه وباع ذمته وخان الأمانة فإن مصيره مزبلة التاريخ ".

وأكد أنه احتكم إلى كل قواعد المشاروات، بالرغم من أن البعض يتحدّث عن أن المشاورات يجب أن تكون مباشرة في حين أن الدستور لم ينص على ذلك كما لا ينص وجوب أن تكون مكتوبة، مشيرا إلى أنه فضّل أن تكون مكتوبة (تم إيداع مقترحات الأحزاب بخصوص المرشحين لمنصب رئيس الحكومة بمكتب الضبط برئاسة الجمهورية)، « لأنه حين يتشاور مع البعض بصفة شفاهية، يقال نقيض ما جرى خلال المجالس ».

وأضاف قوله: "فضّلت أن تكون المشاورات كتابية، حتى تكون حجة على هؤلاء الذين احترفوا الكذب والافتراء… أقول لهم ماذا فعلتم انتم في الأيام الماضية وفي الأشهر الماضية باستثناء المشاورات بالليل وتحت جنح الظلام ؟ .. أعلم ما قيل فيها وأعلم الصفقات التى تم إبرامها وسيأتى اليوم الذي أكشف فيه كل ما حصل في الأشهر الماضية".

وفي موضع آخر من كلمته، أعرب رئيس الجمهورية عن تمنايته بالتوفيق لأعضاء الحكومة الجديدة، داعيا إياهم إلى "الوقوف جبهة واحدة في مواجهة الكثيرين من الخونة ومن أذيال الاستعمار الذين باعوا ضمائرهم وباعوا وطنهم "، وفق تعبيره.

وذكّر بأنه هو من اقترح هشام المشيشي لرئاسة الحكومة وأن مجلس نواب الشعب هو الذي منحه الثقة وهو مسؤول أمامه. وأوضح أن المشيشي ليس وزيرا أول ولا كاتب دولة لدى لرئاسة الجمهورية، قائلا: "نحن حريصون على احترام الدستور ومن أراد تأويله على هواه، فهو كاذب ومفتر"

تجدر الاشارة إلى أن عددا من النواب، انتقدوا أمس الثلاثاء، خلال جلسة منح الثقة للحكومة، رئيس الجمهورية ومديرة ديوانه وقالوا إنهما قاما بتأويل الدستور لصالح رئاسة الجمهورية، بهدف السيطرة على الحكومة والأخذ بزمام السلطة.

واعتبروا أن قيس سعيّد "خرج عن الحياد ولم يحترم ما جاء به الدستور وأصبح طرفا في الصراع السياسي الحالي، معتمدا في ذلك على غياب المحكمة الدستورية".

اخر الأخبار