بعد تغريدة مهينة للمرأة..

إيرانيات يغرقن تويتر بقصص اعتداءات جنسية..ونائب روحاني تدعو لفضح المعتدين

تابعنا على:   23:43 2020-08-29

أمد/ طهران – وكالات: أطلقت نساء إيرانيات حملة على موقع تويتر لكسر جدار الصمت بخصوص جرائم الاعتداءات الجنسية، وذلك بنشر قصص عن اعتداءات سابقة وأخرى بقيت طي النسيان لفضح مرتكبيها.

وتشاركت ناشطات قصصا مفصلة عن الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك الحوادث داخل الأسرة عبر وسوم مثل rape# و assault# و  NoMeansNo#.

ومنذ أيّام، ينشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وقائع اعتداءات جنسيّة وجرائم اغتصاب وتحرّش جنسي كانوا شهوداً عليها أو مِن ضحاياها، ما أدّى إلى ظهور حملة وطنيّة عبر الإنترنت مشابهة لحركة "مي تو" (أنا أيضاً).

وحضّت نائب الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة معصومة ابتكار، الجمعة، نساء بلدها على التحدّث علانية عن الاعتداءات الجنسية، لزيادة الوعي حيال هذه الجرائم، وذلك بعد اعتقال السلطات، بناء على اتهامات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، رجلاً يُشتبه بأنّه مغتصب متسلسل.

ونقلت وكالة أنباء "بورنا" عن ابتكار قولها "لسوء الحظّ، إنّ الوصول إلى معلومات متحقّق منها وإلى التعليم أمر نادر، وهذا يخلق بيئة مواتية للعنف والتحرّش الجنسي".

وأضافت "حقيقة أنّ بناتنا يتحدّثن بجدّيّة وبكثرة عن هذه المشكلة، لهو أمر مفيد حقاً، رغم أنّه مؤلم".

ودعت ابتكار السلطات القضائيّة في الجمهوريّة الإسلاميّة إلى أن "تُلاحق بقوّة" مرتكبي جرائم الاغتصاب، مشيرة إلى أنّ الحكومة تعدّ مشاريع قوانين لمكافحة العنف الجنسي تمهيداً لإحالتها على البرلمان لإقرارها.

وأتى تصريح ابتكار بعدما أعلنت شرطة العاصمة الثلاثاء القبض على طالب الفنون السابق في جامعة طهران، كيوان إمام وردي، بتهمة اغتصاب عدد كبير من الطالبات.

ونقلت وكالة الأنباء الرسميّة "إرنا" عن قائد شرطة العاصمة حسين رحيمي قوله إنّ "الشرطة علمت بشكاوى عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أنّه (إمام وردي) اعتدى على طالبات بعد أن استدرجهنّ إلى منزله".

وأضاف أنّ اعتقال إمام وردي تمّ بعد "تحقيقات شاملة"، داعياً الضحايا إلى تقديم شكوى ضدّ الموقوف، مؤكّداً أنّه سيكون بإمكانهنّ فعل ذلك دون كشف هوياتهنّ.

وبلغ عدد النساء اللواتي وجّهن على تويتر اتّهاماً مباشراً إلى إمام وردي باغتصابهنّ، أكثر من 20 امرأة، لكنّ أيّاً منهنّ لم تكشف اسمها.

ويُعتبر هذا النوع من التوقيفات نادر الحدوث في الجمهورية الإسلاميّة حيث يُعدّ الاغتصاب من المحرّمات وحيث لا تتحرّك السلطات ضدّ المشتبه بهم إذا لم تتلقّ شكوى رسمية بحقّهم.

وإذا دين إمام وردي بتهمة الاغتصاب، سيُواجه عقوبة الإعدام.

وإمام وردي ليس الرجل الوحيد الذي طالته اتّهامات الاغتصاب في حملة فضح المغتصبين والمتحرّشين في إيران، إذ شملت هذه الاتّهامات رجالاً آخرين كثيرين، بينهم معلّم في مدرسة وأستاذ جامعي ورسّام مشهور وممثّل ومدير تنفيذي في قطاع التكنولوجيا.

وقال موقع شبكة أخبار "أي بي سي نيوز" إن بعض المعتدين شخصيات معروفة وذات نفوذ في إيران، منهم نجوم رياضيون ورجال إعلام وفنانون ومنهم حتى أطباء ومعلمون وأساتذة.

وبدأ كل شيء بتغريدة في أوائل شهر أغسطس من قبل مستخدم مجهول يشرح فيها كيف يمكن إقناع امرأة بممارسة نشاط جنسي في الموعد الأول عن طريق تقبيلها دون سؤالها والتظاهر بأن ذلك بسبب "جمالها المذهل".

وبعد ردود فعل عنيفة لمستخدمين صدموا بالتغريدة المهينة للمرأة، تم إلغاء حساب هذا المستخدم لاحقًا.

وكانت تلك الانطلاقة لحملة افتراضية تفضح مرتكبي الاعتداءات الجنسية، ولم تتشجع النساء فقط على فضح المتسببين في الاعتداءات بل شارك رجال أيضا فب هذه الحملة التي كشفت أسماء عديدة، كانت إلى غاية اللحظة متخفية في محيطها الاجتماعي.

تقول شبكة "أي بي سي نيوز" إن تلك الحملة أدت إلى الكشف حتى عن بعض الأفراد المتهمين بارتكاب انتهاكات جنسية متسلسلة.

وقالت عدة نساء إنهن تعرضن للاغتصاب بعد تخديرهن بنبيذ محلي الصنع.

شرطة طهران ألقت القبض على مشتبه به، ودعت ضحاياه غير المعروفين والذين يحتمل أن يكونوا قد تعرضوا للاعتداء من قبله للتقدم بدعوى ضده، وفق ما ذكرت وكالة أنباء إيران الثلاثاء.

حسين رحيمي، قائد شرطة طهران، قال في الصدد "لا يمكننا الكشف عن هويته، لكننا نشجع الناجين منه التحدث إلى السلطات".

وبدأت وسائل الإعلام المحلية في تغطية القضية بعد أن كشفت الشرطة قضيته، إثر اعتقاله، لكن التلفزيون الحكومي أحجم عن تغطية الموضوع.

الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة، محبوبة حسينادة، قالت لشبكة "أي بي سي نيوز" إن الأمر يستغرق وقتًا حتى يتفكك حظر الكشف عن الاعتداءات الجنسية على نطاق أوسع".

سارة أماتالي، معلمة مقيمة في العاصمة الأميركية واشنطن، هي واحدة من العديد ممن قالوا إنهن يتقن لليوم الذي تتاح فيه للنساء الفرصة لتخفيف أعبائهن المؤلمة من خلال التحدث عنها علنًا.

وكشفت أماتالي أنها كتمت الذكريات المريرة وتعرضها لاعتداء جنسي من قبل رسام إيراني شهير لسنوات.

تقول إنه مع ظهور حركة MeToo# في الولايات المتحدة في عام 2017 ، عادت تلك الذكريات لتؤرق لياليها.

وكتبت: "بقيت صامتة طوال هذه السنوات، لأنني كنت خائفة من أولئك الذين سيقولون إنه ليس لدي أي دليل لإثبات ادعائي ... لكن الآن، أشعر أنه ليس من الكرامة أن أبقى صامتة بسبب الخوف".

ومع مشاركة مستخدمين لقصصهم وقصص معارفهم، تفاجأ العديد من المغردين برؤية أسماء أصدقائهم وزملائهم في عداد المغتصبين.

مغرد اسمه حسين زاده كتب قائلا "انفجرت بالبكاء وأنا أقرأ عن هؤلاء النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من قبل بعض الأشخاص المعروفين" ثم تابع "كان هذا آخر شيء يمكن أن أتخيله كان علي الاستعداد له".

وانضم محامون إلى هذه الحملة التي لا تزال مستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضوا مساعدة الضحايا مجانًا لتحقيق العدالة ضد المعتدين.

وكتبت المحامية مرزية محبي في تغريدة لها "أنا مستعدة لتمثيل ضحايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي مجانًا وأن أكون معهن في جميع مراحل الإجراءات. "

وبينما كتبت بعض النساء اللائي كشفن عن مغتصبيهن أنهن سيرفعن دعاوى قانونية ضدهم، قالت أخريات إنهن لن يلجأن إلى القانون لأنهن لا يوافقن على تطبيق الإعدام، وهو العقوبة القانونية للاغتصاب في إيران.

شبكة أخبار أي بي سي نيوز نقلت عن الناشط حسين زاده قوله إن حقيقة أن بعض الناجيات من الاعتداء الجنسي يعارضن الإعدام ويقلن إن ذلك هو سبب عدم رفع دعوى أمام المحكمة يظهر كيف أن فكر الشعب متقدم على القانون.

واستنادًا إلى القانون الحالي، يواجه المتهم بقتل طفله بعمر ثلاث سنوات السجن فقط بينما يعدم المغتصب.

حسين زاده علق على ذلك بالقول إن القانون متخلف عن الجمهور، وأن "الأمر متروك لوسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية لاغتنام الزخم في سبيل تحقيق تغيير إيجابي مستقبلا".

اخر الأخبار