يا شهيد الثورة والعروبة *

تابعنا على:   20:21 2020-08-26

يسرى الرفاعي

أمد/ في الذكرى السادسة لرحيل شاعر المقاومة /سميح القاسم رحمه الله
يا شهيد الثورة ماذا سنكتب في ذكرى رحيلك .
.يا من عطرت أنفاسنا بأصالتك وصمودك وشجاعتك
بكل ما أوتيت من قوة وشهامة..
ماذا سنكتب عن قصائدك التي بثت فينا روح المقاومة والعناد
والصمود لنصرخ بقوة السلاح في وجه العدو الغاشم ..
ماذا سنكتب عن مداد أقلامك الباكية كالعين التي تشاهد سيل الدماء والمجازر تبكي
وتبكي بدل الدمع دماء على القتل والتهجير والدمار
وسفك دماء الأبرياء ..
ماذا سنكتب عن حنجرة بحت من الصراخ في وجه العدو الغاشم
وصمودك خلف قضبان السجون وفي وجه جلادك حتى حفر القيد
معصمك وأدمى أقلامك..يا لك من فارس لا يهاب الموت من أجل وطنك
حاولوا أكثر من مرة لجم روحك وقلمك عن قول الحقيقة وبث روح الثورة والنضال في روح الشباب ..
أتراك ترى وتعلم ماذا يحصل بعد غيابك لقد طعنوا الثورة في مقتل
وطعنوا خاصرة جميع المناضلين من أجل ثرى الوطن
وطعنوا كل من قال لا لبني صهيون ولا للحتلال الغاشم
لا لتدنيس أقصانا وسفك دماء الأبرياء والحرائر ..
أتراك ترى وتعلم ماذا يحصل في غيابك من تطبيع وخيانة
وتآمر مع بني صيون على دماء الشهداء وأقصانا وزيتوننا
أتراك لو كنت حيا تهرول كالفارس المغوار بين قلمك وأوراقك
وتشاهد بعينك الخيانة والتطبيع ماذا أنت بفاعل بهؤلاء الخون
المتأمرين المطبعين مع بني صهيون بكل وقاحة ..
سيدي من تجرع الوطنية ورضع النخوة والشهامة مع حليب أمه
لا يقبل ولن يقبل بما يحصل الآن من تطبيع وتنازل بسهولة
عن الأقصى والثرى الطاهرالمروي بدماء الشهداء ..
لن يقبل بانتهاك حرمات المسجد الأقصى ولن يقبل أن تهان المرابطات في حياض الأقصى .
.ولن يقبل بالتدمير والقتل والدمار الحاصل وما زال يحصل كل يوم .. بدماء باردة ..
سيدي ليتك تعلم أنه بموتك وغيابك عن هذه الأرض خسرنا الكثير الكثير
وأنكسرت أضلاع مقاومتنا فأختل التوازن ..
كنت شاعرا للمقاومة والنضال كنت شاعرا لكل ما يجري وترفضه من خلف قضبان السجان..
كان النضال والمقاومة ضد الخون والعدو بدمك يسري كعشقك لهذه الأرض التي عشقها كل من ولد على ثراها
وعشقها كل من شاهد صمود مآذن الأقصى في وجه رياح التطبيع ورياح العدو الخاشم
وزيتونها الصامد كيف يصرخ في وجه العدو الغاشم الذي إقتلع الشجر وطعن الطير والطفل وبعثر الحجارة .
ويصرخ في وجهه قائلا هذه الأرض لنا وهذا الأقصى مسرى نبينا وهذا ظل التين والعنب في روابينا لنا
وهذا الزعتر والإقحوان خلقت من أجل قلوبنا الطاهرة وتلك الطيور المحلقة في السماء تعشق سماءنا وتعشق ظلنا ..
سيدي يا عزيز هذه الأرض التي عشقتك كما عشقتها لا أحد ينكر أننا وأرضنا ومقدساتنا خسرناك كما خسرتك المقاومة في صفها
كما خسرنا توأم روحك المناضل والمقاوم محمود درويش شاعرالأرض والمقاومة
ولكن أطمئن يا عزيزي فكلماتك وكلمات شاعرنا ما زالت معلقة في الأذن كالحلق تثير الحماس في القلوب
وتدفع من حجارة الأرض للمقاومة وأن تكون طيعة في يد أطفالها الشجان فكل يوم يولد عشرات الأطفال
وبأيديهم بنادق وكل يوم يولد طفل وفي يده كومة حجارة ..
فتأكد يا سميح "أننا باقون طالما بقي الزعتر والزيتون "..
رحمك الله يا فخر الأمة كلنا نفخر بك وبكتاباتك وأنجازاتك التي أثرت الساحة الأدبية على مدى عقود
نفخر ونعتز بك وأنت فوق الأرض وتحت الأرض ..
___________________
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى الرفاعي

اخر الأخبار