وباء التطبيع أخطر من فيروس كورونا !!

تابعنا على:   08:15 2020-08-17

الصحفي: فارس سلمان أبو شيحة

أمد/ ليس غريباً على دولةٍ عربية سبق أن اتخذت خطوات كثيرة وتمهيدية سبقت تلك الخطوة، للخروج من مرحلة السر إلى العلن وكشف القناع الوقح أمام أنظار ودول العالم، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي ارتكب المجاز ضارب بذلك عرض الحائط كل القوانين والمحاكم الدولية التي تنادي بحقوق الإنسان منذ يوم النكبة الفلسطينية عام 1948 وإلى يومنا، إلى جانب تجريف الأراضي في الضفة الغربية ومصادرتها وبناء المستوطنات وهدم البيوت في مدينة القدس المحتلة، وشن غاراته كل يوم على قطاع غزة وغيرها.
لكن الأخطر من ذلك هو إعلان دول عربية إسلامية أخرى للخروج إلى العلن في الأيام القادمة إن حدث، في ظل حالة الخذلان والعار على جبين بعض الدول العربية التي رحبت وأيدت تلك الخطوة بحجة إحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط، فليس هكذا السلام بأنظمة هشة أصابها الجبن والخوف من الصعلوك الأمريكي حمايةً لمصالحهم وكراسيهم العفنة، وتحقيقاً للبزنس الذي عمى أنظارهم وعقولهم عن محور قضايا أمتهم العربية والإسلامية، فهذه الدول التي تسعى للتطبيع لا تستحق حمل الأمانة التي هي جزء منها للحفاظ عليها نظراً لخيانتها.
استخدموا كل الوسائل من أجل القدوم على تلك الخطوة القذر لهم ولمن يؤيدهم من شعوبهم، فقد أسكتوا الدعاة والأدباء وأصحاب العقول المنيرة والمفكرة عن قول الحق بتهديدهم ونفيهم، واعتقال علماء الأمة الإسلامية في السجون أيضاً، وابتزاز بعضهم للوقوف معهم وحصل ذلك بالفعل فأصحبوا هؤلاء القلة من العقول المغيبة عن المشهد الحاصل من قبل تلك الأنظمة الفاسدة والمستبدة، مكتفون بالقول: السمع والطاعة يا عالية المقام ؟!
أما البقية من الشعوب فهي أمام أمرين وهما إما خائفة على حياتها من قول الحقيقة أمام سلطان جائر وهذا الأرجح أو الجهل والعقم الذي أصاب عقولهم عن القضية الفلسطينية المحورية للأمة العربية والإسلامية، وعن أقدس الأماكن وثاني المسجدين الذي وضع في الأرض وهو المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة التي عرجت بها الله بها مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع في ليلة الإسراء والمعراج.
فيما تتصارع دول وأرجاء العالم في إيجاد لقاح لوقاية من فيروس كورونا وحماية أنفسهم، وهي لا تعلم أن أكبر وباء وأخطر في الوطن العربي ودول العالم الكيان الصهيوني الأمريكي، وكذلك أخطر على الصعيد المحلي من قضية ضم الأغوار والضفة الغربية، فهي مرحلة تصفية القضية الفلسطينية وسط خذلان وصمت عربي وعالمي حر وشريف.
فسنبقى شرفاء وجنوداً لقضيتنا العادلة والمظلومة بكل ما أوتينا من قوة لمواجهة تلك المرحلة الخطيرة وسنموت على ذلك، رغم الخذلان وكشف قناع الخائين لنا ولأمتنا العربية والإسلامية تلو والأخر، وصدق القائل حينما قال إذا كانت القضية الفلسطينية بخير فالأمة العربية والإسلامية بخير وبأحسن حال والعكس صحيح.

لمتابعة الأخبار وآخر المستجدات .. انضم الآن إلى تطبيق "أمد للإعلام" .. اضغط هنا

 

اخر الأخبار