تقرير: هل يمكن أن يؤثر انفجار مرفأ بيروت على الفصائل الفلسطينية في لبنان؟

تابعنا على:   16:03 2020-08-15

أمد/ القاهرة - أحمد محمد: هل من الممكن أن تتأثر فصائل "مسلحة" وشعبيتها المتأصلة نتيجة للتطورات السياسية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي العربي؟

وإلى أي مدى يساهم تمسك بعض من الحركات الفلسطينية النشطة في لبنان برايتها السياسية الخاصة على صورتها السياسية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي في لبنان؟

أسئلة طرحتها بعض من المراكز البحثية الغربية منذ تفجيرات بيروت الأخيرة، مستشهدة برغبة الكثير من القوى الثورية اللبنانية في ضرورة تنظيم العلاقة بين الدولة والمنظمات والفصائل، خاصة في ظل الأزمات التي تتواصل نتيجة لما يمكن وصفها بعمليات التنظيم العسكري، بداية من تخزين السلاح وتنظيم تواجده وحتى إمكانية نشره في البلاد.

وتشير صحيفة الأوبزرفر البريطانية، في تقرير لها من قلب العاصمة اللبنانية بيروت، إلى رغبة الشباب اللبناني الثائر الآن في الشارع للتصدي لأي مخططات إقليمية، وذلك باعتبار أنها تؤثر سلبا على الأوضاع في لبنان.

وقالت الصحيفة، أن الجهود التي تقوم بها بعض من الفصائل المسلحة وتحديدا الفصائل الفلسطينية، تقابلها الكثير من التساؤلات بشأن تأثيرها السياسي والاستراتيجي على الأوضاع في لبنان ؟ والجدوى من استمرار هذا النشاط حتى الان.

وتناول التليفزيون البريطاني مؤخرا وبالتحليل تفاصيل هذا التقرير الصحفي الذي نشرته الأوبزرفر، مشيرا وعبر من وصفهم بجهات مسؤولة، إلى رصد بعض من الأنشطة التي يقوم بها كلا من القيادي أيمن شناعة، وهو مسؤول حركة حماس في مدينة صيدا، بالإضافة إلى القيادي جهاد طه أيضا والذي يشغل نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان.

ونبه التقرير إلى أن شناعة انتقد خروج البعض من المظاهرات اللبنانية عن الخط الوطني لدعم "المقاومة"، وهو أمر أثار الكثير من الانتقادات خاصة بين الثوار المتحمسين الراغبين في التجديد والقضاء على اي عراقيل من الممكن أن تواجه الدويلة بالنهاية.

وقال التليفزيون أيضا إن شناعة، الذي يعد رجل حركة حماس الأبرز في صيدا، زعم بأن بعض من المظاهرات الغاضبة التي تخرج من بيروت منذ تفجيرات المرفأ ليست إلا تظاهرات تتم بصورة منظمة لبعض من الحركات السياسية المتعددة، ولا تمثل احتجاجا وطنيا مخلصا، بحسب تصريحاته.

وأوضح التقرير، إن شناعة وصف هذه التظاهرات بأنها تخدم مصالح الدول الأجنبية وليس مصالح لبنان الذي يحتاج إلى هدوءه واستقراره الآن.

وقال التقرير، أن شناعة أثار غضب بعض من الثوار خاصة وان وضعنا في الاعتبار مكانته السياسية في حركة حماس، فضلا عن أن كافة اللقاءات المهمة والحساسة التي تعقدها حركة حماس في لبنان يحضرها، وهو ما يعني إن هذه التصريحات تمثل بعدا رسميا ومسؤولا في الحركة، التي يبدو إنها ضد المظاهرات والتحرك الشعبي اللبناني الحاصل في الشارع الآن.

اللافت أن الانتقادات والاهتمام لم يتوقف فقط عند شناعة، ولكنه امتد بدوره ايضا إلى القيادي في الحركة جهاد طه، والذي نبهت بعض من التقارير إلى أن طه يدعم حزب الله بعد الاحتجاجات الشعبية الحالية والدعوات إلى تفكيك سلاح الحركة، مشيرا إلى إن حزب الله جزء لا يتجزأ من لبنان وجزء مركزي في حركة المقاومة ولهذا من المهم أن نحفظه والدفاع عنه.

وقال موقع washingtonexaminer البحثي إلى أن بعض من قيادات فصائل أكدت إن انفجار مرفأ بيروت حادث مؤسف، غير أنهم أوضحوا في ذات الوقت أن الحوادث تتواصل مع انشغال المواطنين بالأنشطة العسكرية أو الأمنية الحساسة، قائلا إن كل من يدعو الى تفكيك حزب الله من سلاحه يخدم المصالح الغربية.

جدير بالذكر إن طه قال في تصريح إعلامي إن حركة حماس والقوى الفلسطينية كافة، سخرت إمكانياتها الطبية والإنسانية والإغاثية في خدمة المصابين والمشردين من أبناء الشعب اللبناني الشقيق وبذلت جهوداً للتخفيف من معاناة أهلنا في لبنان، وهي تنبع من واجبها الشرعي والوطني والأخوي، وستستمر جنباً إلى جنب مع القوى والمؤسسات اللبنانية الإغاثية والاجتماعية والطبية كافة في معالجة القضايا الإنسانية.

ولفهم التساؤلات التي طرحتها الصحف الغربية قام "أمد للإعلام" بسؤال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني غابي أيوب مدير ورئيس تحرير موقع المرصد اونلاين، فقال أن القضية بالأساس متشابكة، موضحا أن حزب الله وحركة حماس يتعاونان بصورة علنية، وهو تعاون يعرفه الجميع، وهما اقرب إلى حركة واحدة.

واضاف أيوب لـ"أمد"، هناك نقطة مهمة في هذا الصدد وهي أن ضرب مرفأ بيروت بدوره أيضا سيؤثر على تحركات فصائل فلسطينية قريبة من حزب الله، خاصة وأن الآمر الناهي في المرفأ هو الحزب، والذي تأثر وضعه عقب هذا التفجير سواء على الصعيد السياسي او الاستراتيجي.  

وعن موقف حماس تحديدا قال أيوب، إن بعض من القوى الإقليمية الموجودة في لبنان والحليفة لحزب الله وخاصة حماس بدأت تتوجس من هذه التطورات، وهي القوى التي تتوجس من تأثير ما جرى في مرفأ بيروت مع تداعياته عليها المتواصلة.

واضاف ايوب ايضا إن حماس في لبنان الحليف الرئيسي لحزب الله، الأمر الذي سيؤثر عليها خاصة مع الوضع في الاعتبار إن الحركة تعلم أن عدة تغيرات اقليمية واسعة ستحصل في لبنان، وستتأثر بها سلبا

وعن الشارع اللبناني ووجود قوى تطالب بتنظيم تواجد "المقاومة" بالبلاد، قال ايوب ان هذا الغضب وهذه المطالب لن تغير من معادلة تواجد المقاومة بالبلاد، موضحا إن تواجد هذه المقاومة هو تواجد إقليمي ترعاه دول مختلفة، ولهذا السبب فإن وضع المقاومة في لبنان وقرار تواجدها هو أمر غير موجود بقرار الشارع اللبناني ولكن بأمر القوى الخارجية.

واشار إلى المحادثات الامريكية الإيرانية في هذا الصدد، موضحا أنه وفي حال الاتفاق فيمكن الحديث عن تغير المعادلة السياسية بما فيها أن يصبح حزب الله حزب سياسي وليس حزب "مقاومة".

عموما فإن التحركات السياسية الحاصلة على الأرض الآن في لبنان من شأنها أن تغير من اشكال التركيبة والمعادلة السياسة على الأرض، وهو ما بات واضحا الآن مع تواصل تداعيات هذه التحركات.

اخر الأخبار