جحيم الشجاعية.. ويوم جولاني الاسود

تابعنا على:   12:58 2020-08-13

خالد صادق

أمد/ جحيم الشجاعية هو فيلم وثائقي يرصد روايات جنود ما تسمى بوحدة جولاني الصهيونية عن جحيم الشجاعية في الحرب 2014م, الفيلم الوثائقي نشرة موقع عكا للشؤون الاسرائيلية, بعد ان سمح الرقيب العسكري الصهيوني بنشره بعد نهاية العدوان الصهيوني على قطاع غزة بست سنوات, وفيه من شهادات الجنود الصهاينة ما يدعو للفخر, والثقة في اداء المقاومة الفلسطينية, ويكشف وهم الجيش الذي لا يقهر, والذي اثبتت التجارب انه اوهن من بيت العنكبوت, وان الذين يراهنون على قوة اسرائيل وقدرتها على حماية عروشهم وكراسيهم, سيكتشفون في النهاية انهم كانوا يراهنون على سراب يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا, ولو ان الزعماء العرب والمسلمين راهنوا على شعوبهم وامنوا بقدراتهم, لما وصلوا الى هذه الحالة من الضعف والهوان, من يستمع للفيلم الوثائقي جحيم الشجاعية يشعر بالفخر بمقاومته ومدى شجاعة المجاهدين في الميدان, وايمانهم بعدالة قضيتهم, وحتمية النصر على الاعداء, فالسلاح الذي تملكه المقاومة الفلسطينية لا يساوي شيئاً امام سلاح الاحتلال المتطور ودباباته «الميركافاه» وطائراته الحربية المقاتلة «اف16» وبوارجه المتطورة والتي كانت تقصف غزة من عرض البحر, ورغم ذلك كانت المقاومة الباسلة تبدع في الميدان, والمجاهدون يسطرون ملحمة بطولية سيخلدها التاريخ وتتدارسها الاجيال.

يقول مقدم الفيلم الوثائقي ان طاقم «زغوري» من سرية استطلاع لواء جولاني, الغوا عطلة التسرح من الخدمة العسكرية كي يشاركوا في معركة جحيم الشجاعية, كانوا لا يدركون معنى الجحيم التي وصلوا اليها, عند بدء طاقم «زغوري» التحرك نحو الشجاعية, كان لواء جولاني قد فقد سبعة من عناصره في تفجير ناقلة جند, وما هى الا دقائق حتى ادرك الجنود كيف تبدو الحرب في غزة, اشتباكات لا توقف مع مسلحين فلسطينيين, منازل مفخخة تنهار الواحد تلو الاخر, صفير قذائف هاون يدوي في آذانهم, والانفجار الذي فقدوا فيه جميع طاقم القيادة بما في ذلك قائد الكتيبة الذي اصيب بجراح خطيرة, وضابطين رفيعين قتلا اثر ذلك الانفجار, واصلوا القتال في معركة الشجاعية, التي تعتبر المعركة الاكثر ضراوة في العام 2014م, يضيف مقدم الفيلم الوثائقي جحيم الشجاعية, بعد ستة اعوام على مرور تلك الحرب, عدنا مع طاقم «زغوري» الى يوم لواء جولاني الاسود, ليحدثونا امام كاميرتنا عن قصص المعركة التي لم تنته حتى اليوم, ثم تبدأ روايات الجنود الصهاينة بعبارة «يوم قاس جدا من القتال في حي الشجاعية, المتحدث باسم الجيش سمح بالنشر عن مقتل 16 جنديا من الجيش الاسرائيلي», ثم لواء جولاني القائد يتحدث, شعب اسرائيل كله خلفنا, ابدؤوا الهجوم .. انتهى, وهنا بدأت تعرض اللقطات حول الدخول للشجاعية وبدأ حديث جنود طاقم «زغوري».

احد جنود طاقم «زغوري» قال وهو يبكي: «كنا شبانا لا نعي معنى القتال», كنا نسمع الطلقات النارية والانفجارات من جميع الاتجاهات, فجأة سمعنا انفجاراً داخل المنزل, رأينا الجدران وهى تنكمش وتنبسط, وتعرضنا لإصابات مباشرة في ناقلة الجند «النمر» شاهدنا «موشي» وهو ملقى على الطريق, ثم سأله المتحدث وماذا فعلتم في جثة ملاكو, فسأله مرة اخرى, أي شجاعية تركت خلفك, جاءت الاجابة بالصور عن الجحيم الذي لاقوه في غزة, احد الجنود قال: «تولد لدي شعور هيا سنذهب لتنفيذ ما يجب تنفيذه بكل بساطة, ولم نكن نعرف ما ينتظرنا, تولد لدينا شعور بالإحباط ونحن في مناطق الحشد, راودتنا اسئلة مثل ماذا نحن نفعل هنا, فلنذهب الى بيوتنا», ويضيف الهدف الاساسي تم تحديده وهو «جلب الهدوء للجنوب, وعلاج تهديد الانفاق, وضرب البنى التحتية التابعة لحماس وباقي التنظيمات الاخرى, فتحت الهاتف وجدت رسالة مكتوباً فيها «بدأ الدخول لغزة», وحينها «بدأ العرق يتصبب في جميع انحاء جسدي», عندما دخلنا اخبرونا ان احدى الناقلات قد اصيبت وشاهدنا النيران تشتعل فيها, اسفر ذلك عن مقتل سبعة جنود, ثم سأل المذيع احد الجنود متى بدأت تشعر بالخوف؟ فقال منذ نزلت من الناقلة فجأة بدأت ادرك ما هو المكان الذي اتواجد فيه, كانوا يطلقون النار علينا من جميع الاتجاهات وفجأة وقع انفجار هائل ادي لانهيار منزل كنا قد انهينا تمشيطه.

يقول احد الجنود: «انها المرة الاولى التي اخوض بها اشتباكاً كهذا وفجأة تنصدم بمقتل رفاقك في الطاقم, في تلك اللحظة ادركت معني الخوف الحقيقي, لقد ادركنا اننا لسنا سوبرمان كما كنا نعتقد, تلقينا اشارة عن منزل كنا نسميه البيت الابيض لأنه كان يتمركز به عدد من الضباط الكبار, كان بداخله في تلك اللحظة قائد كتيبتنا, ونائبه وباقي ضباط الاركان المعاونين, قتل نائب قائد كتيبتنا, وضابط العمليات, واصيب قائد الكتيبة بجراح خطيرة, وعدد كبير من الاصابات, ويضيف الجندي كنا نعتقد انهم سيخلوننا جميعا لأنه لم يعد هناك قيادة او أي شيء مع تخييم الفوضى والارتباك, كانت مهمتنا الوصول للمنزل لإخلاء القتلى والجرحى وعندما وصلنا امطرونا بقذائف الهاون, كنت اجلس في داخل المنزل وانتظر تدميره فوقنا في أي لحظة نحن سنموت هنا, لا يوجد مكان نهرب اليه», لا اريد ان استرسل اكثر لأنني اريدكم ان تشاهدوا حجم الشجاعية بأنفسكم حتى تفخروا بمقاومتكم وتدركوا ان اسطورة الجيش الذي لا يقهر هى عبارة عن وهم وخداع لا يجب ان ينطلي عليكم.

كلمات دلالية

اخر الأخبار