التغيير الأكبر والتغيير الأصغر

تابعنا على:   08:44 2020-08-13

د. طلال الشريف

أمد/ تحدثنا في المقال السابق عن "تحديث الوعي" للحالة الثورية كقاعدة إنطلاق نحو التغيير ، وقلنا أيضاً، إن النصر دائما حليف الشعوب إذا "أرادت وثابرت" على قناعتها للتغيير ومواصلة المحاولة مهما تأخر نجاح نبضاتها السابقة.

التغيير الأكبر هو التغيير في حالة وعي الجمهور.

والتغيير الأصغر هو التغيير في حالة الجماعة المنظمة التي ستتبنى إدارة عملية التغيير وقيادة حراك المجتمع.

الجماعة المنظمة المبادرة التي ستقود التغيير يجب عليها إعادة تدوير قياداتها التي لم تنجح في النبضات السابقة، وإعادة رسم خطتها لحشد أعداد أكبر مما سبق في نبضات سابقة لم تنجح ، ومن المهم إستمرار التعبئة الجماهيرية نحو الهدف، والأهم الحفاظ على علاقة جيدة بالجمهور، وتطويرها بإستمرار في أوقات ما بين النبضات الثورية، حتى تصل لحالة التمكن مع الجمهور من التغلب على قمع وحيل النظام، ومن شروط النجاح الهامة تطوير أدوات العمل، وخاصة الإعلام والرسالة المباشرة السهلة المفهومة لدى الجمهور، وتبيان مدى الظلم الواقع على حياة الناس، وآثاره، وربطها ربطا حقيقا بأفعال النظام دون تدليس.

المجتمع هو شريك المبادرين الذين سيقودون عملية التغيير.

المجتمع هو الحاضن للحراك بعد قناعته بلزوم ووجاهة فكرة التغيير وبكونه أصبح جاهزاً هو والمبادرين، أي الجماعة المنظمة التي ستقود التغيير، لدفع الثمن، فلا تغيير، أو، ثورة، بدون ثمن ، وبتوقع مسبق بأن الثمن سيكون باهظاً للتغير، لأن التغيير في النهاية مؤلم للطرفين، الحاكم والثائر على الحكم.

الحراك الذي سيتقدم لتغيير النظام الذي أصبح الجمهور مقتنعا بأنه لا يريد هذا النظام الحالي، سواء بسبب فساده وسلبياته، أو تضارب مصالحه مع الجمهور أو إرتقاء الوعي العام للسعي لنظام حكم أفضل هو والجماعة المنظمة التي فرشت الأرضية لرفع وعي الجمهور وإقناعه بالتغيير، وهي يجب عليها أن تكون الحامي لعملية التغيير،ك ببعديها التنفيذي أولاً وحماية الإنجاز من قوى أو طابور انتهازي قد يسرق الإنجاز في حالة الفوضى، أو، إستشراس النظام الحاكم وأعوانه في التصدي طويلا للحراك الجماهيري ثانياً.

وإلى لقاء آخر في محور آخر للثورة والتغيير ....

كلمات دلالية

اخر الأخبار