بلالين غزة مقابل صواريخ..لعبة مسيئة وطنيا!

تابعنا على:   09:33 2020-08-10

أمد/ كتب حسن عصفور/ لم تعد حركة حماس، قيادة وإعلاما وكتبة، تخفي كيفية البحث عن استمرارية وصول المال القطري، عبر الناقل الرسمي الموساد الإسرائيلي، ضمن المعادلة السياسية الشهيرة "المال مقابل التهدئة" أو ما يعرف إعلاميا بـ "التفاهمات السرية".

مع بروز أزمة كورونا، ارتبك الاقتصاد القطري كغيره من اقتصاديات العالم، ما انعكس عمليا على سرعة وصول الحقيبة المالية، فلجأت حماس الى العبث بأمن قطاع غزة، وتعريضه لعدوان بين حين وآخر، ضمن اللعبة الجديدة، بلالين مقابل صواريخ، تسخين لهدف مال.

معادلة جديدة تضاف الى مسلسل المعادلات التي لا تستقيم والروح الكفاحية، بل تكريس لمظهر يلحق إساءة سياسية للشعب الفلسطيني أولا، ولحماس اعترفت ام لا تعترف ثانيا، وقبل كل ذلك ادخال أهل قطاع غزة مع كل ما يحيط بهم من "مآسي" جماعية بأزمة مضافة.

رسائل تؤكد ان المسار المركزي لحركة حماس يسير نحو بناء "كيانية غزية مستقلة"، تضع لها قواعد عمل خاصة وفقا لمصلحتها وليس ضمن المصلحة العامة، رغم أن مؤامرة التهويد تتسارع ووصلت الى محطات أخطر مما يشار إعلاميا، ما كان يفرض على قيادة حماس التفكير بكل خطوة تقدم عليها، كي لا تصب نارا في وقود التهويد.
لعبة البلالين مقابل الصاروخ، ليست مربكة لأهل قطاع غزة فحسب، بل هي محاولة لسرقة الخبر الإعلامي من الضفة والتأكيد أن أصل القرار يكمن حيث هي حماس، في رسالة ضمن رسائلها المتلاحقة أنها "أصل الحكاية الجديدة"، في وقت غياب شبه مطلق لأي فعل مقاوم عام للمشروع العدواني ضما وتهويدا.

أي كانت تفسيرات حماس لمناورتها "بلالين مقابل صواريخ"، وأنها تأت ضمن الرد على تهرب العدو من "التفاهمات السرية" وعدم الوفاء بها، لو أن الأمر تأخير تقني فتلك مسؤولية يقع حلها على قطر داعم حماس المركزي، وإن كان الأمر، وهو الأكثر ترجيحا، يرتبط ببعد سياسي وخاصة مسار المشروع التهويدي، فهنا يجب أن تعيد الحركة حساباتها جذريا، لو انها حقا كما تدعي رفضا لذلك المشروع.

ولا يجب تجاهل، ان محاولة حماس تلك ستترك أثر ولو غير معلن، انها على استعداد خوض معارك لتحقيق مصلحتها الخاصة ماليا، فيما تقف متفرجة أمام مشروع التهويد الأخطر وكذا حصار أهل قطاع غزة العام، والحديث أن المنحة القطرية للسكان قبل موظفي حماس ليست كافية لإقناع أهل القطاع، الذي يرون بأم عينهم واقع غير مسبوق في التمييز بين مواطن وآخر.

القفز عن تلك المخاطر التي تحيط بـ "اللعبة – المناورة"، والتصرف وكأنها "لعبة مراجيج العيد" فنحن أمام كارثة مركبة، تفرض مسؤولية وطنية عامة لوقف هذه المسرحية الضارة والخطيرة جدا، أي كانت دوافع التبرير.

لو ان المعادلة دافعها وطني وليس حزبي خاص، كان على حماس أن تضع الأمر ضمن لقاء وطني جاد لمعالجته، دون أن تصبح مناورة مملة أو لعبة مسيئة لكل الروح الكفاحية الفلسطينية، بعيدا عن غطرسة الادعاء السائد.

ملاحظة: على القيادة الرسمية والسلطة وحكومتها حل "أزمة المقاصة" بأسرع ما يمكن..حلها قضية لخدمة المشروع الوطني وليس عكسه...سبل الاستلام متعددة..الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي أو الشقيقة مصر..كفاكم هروبا!

تنويه خاص: بيان دعم لبنان وضع لبنة سياسية قد تكون مسمار حجا لتغيير المشهد...الدعم للشعب وبإشراف الأمم المتحدة...لا تستخفوا ببعض المؤشرات أبدا على وقع تفاعل مشتعل داخليا!  

اخر الأخبار