لبنان ..تأكيد لتاريخ العلاقة الاستعمارية

تابعنا على:   16:30 2020-08-07

محمد جبر الريفي

أمد/ رحل الاستعمار الفرنسي بكل طغيانه بشكله الاحتلالي "الكولنيالى " عن لبنان عام 1946 وبذلك حصل هذا القطر العربي على استقلاله الوطني بخصوصته الطائفية لكن الحقبة الاستعمارية الطويلة استمرت تعمل تأثيرها في تشكيل الوعي السياسي والتكوين الثقافي لطوائفه المتعددة التي أصبحتت تعيش غالبية نخبها السياسية في حالة استلام ثقافي واغتراب حضاري. .
.فالحنين لفرنسا وإظهار مشاعر التعاطف نحوها بحكم المرحلة الاستعمارية مظهر ثابت في العلاقات السياسية اللبنانية الفرنسية وحرص دائم من غالبية القوى السياسية اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني على الاحتفاظ به وإظهاره عمليا في المناسبات والأزمات لذلك لاغرابة أن يهرع الرئيس الفرنسي مأكرون لزيارة لبنان إثر انفجار بيروت ليس حبا للبنان أو تعاطفا مع شعبه المكلوم الذي روعه انفجار مرفأ بيروت المدمر ك بقدر ما هو إظهار لتاريخ العلاقة الاستعمارية التي تربط فرنسا بمستعمراتها القديمة التي حصلت على الاستقلال وقد ينفرد الاستعمار الفرنسي عن غيره من الحركات الاستعمارية بأنه قد خلق في فترة الاحتلال الكولنيالى جيلا كاملا من الشعب متأثرا بالثقافة الفرنسية بكل مظاهرها بداية باللغة إلى غيرها من مظاهر الحياة الراقية الناعمة لذلك لم تعد الخصوصية اللبنانية مقصورة على تعدده الطائفي بل أصبحت عند الكثيرين في الأوساط السياسية والإعلامية تميزا ثقافيا بإبراز رقي الشعب اللبناني على غيره من الشعوب العربية التي حوله ...هكذا فإنه ليس غريبا ايضا أن يتوجه بعض اللبنانيين إلى السفارة الفرنسية في بيروت طلبا لعودة الوصاية الفرنسية مرة أخرى للبنان يدفعهم بذلك كراهية عميقة للانتماء القومي بمحيطه العربي والإسلامي .. نظام سياسي بأغلبية طوائفه مستلب ثقافيا لفرنسا ويعاني من اغتراب حضاري عميق خاصة عند القوى الطائفية الانعزالية الموارنة وغيرهم من شرائح البرجوازية اللبنانية المسيحية والإسلامية ايضا

اخر الأخبار