كاتب إسرائيلي: الشاباك يقف خلف ستار صفحة "بدنا نعيش"

تابعنا على:   20:21 2020-08-01

أمد/ تل أبيب: كتب "هيليل كوهين" مقالاً بعنوان "من يريد معرفة كيف يظهر حوار بين ضباط المناطق في الشاباك وبين الفلسطينيين في الضفة، يمكنه أن يبدأ بتصفح الفيسبوك".

وفي عنوان أخر كتب "كوهين" عبر صحيفة "هآرتس" العبرية عبر موقعها الإلكتروني، "في السنوات الأخيرة يقوم ضباط المناطق في الشاباك بتفعيل صفحات فيسبوك للفلسطينيين، ماذا يمكن أن نفهم من تطور الديناميكا المكشوفة هناك؟!".

وقال في مقاله يوم الجمعة، في صيف 2016 افتتح جهاز الأمن العام الاسرائيلي الشاباك صفحة فيسبوك باللغة العربية بعنوان " بدنا نعيش ".

وأوضح، أنّ هذه إذن رسالة جوهرية في صفحة الفيسبوك التابعة للشاباك وهي " من الأفضل لكم العمل لتحسين مستوى حياتكم ، بدلا من الاهتمام بالسياسة " .

وتابع، بعد سنتين انضم لهذا النشاط ضباط المناطق من الشاباك " الكباتنة " من قطاع غزة في الجنوب حتى منطقة جنين في الشمال، وقاموا بافتتاح صفحات شخصية لهم، وفي الأشهر الأخيرة بدأ الشاباك بنشاط علني في صفحات التواصل الاجتماعي، حيث قام 30 ضابط من الشاباك من مسؤولي المناطق بنشر مئات المنشورات على الفيس والتي حظيت بآلاف المتابعين الفلسطينيين وبآلاف ردود الفعل.

وأكد، على المستوى العملياتي فإن صفحات الفيسبوك هذه تستهدف كبح المقاومة الفلسطينيةولكن هناك هدف آخر أهم من هذا:  تغيير الوعي الفلسطيني في نظرته للواقع في الضفة الغربية والعلاقة مع إسرائيل بشكل عام، وعلى رأس ذلك منح شرعية لسلطة الحكم العسكري الاسرائيلي وتطبيع السلوك في المناطق الفلسطينية.

وحول أسلوب العمل قال: إنّ خلق عالم وهمي على الفيسبوك لا يوجد فيه احتلال، الفلسطينيون والإسرائيليون في الضفة الغربية يعيشون بسعادة ومساواة ، والشاباك يعمل لليهود والعرب دون تمييز، وفي هذا الواقع الافتراضي تعتبر مقاومة إسرائيل مقاومة للسلام والتقدم.

وشدد، من الناحية المهنية تسمى هذه الأساليب " عمليات وعي "، كما أن الجيش أيضا أقام مركز عمليات الوعي يسمى " ملت "، ويشارك في هذه العمليات مختصون في علم النفس، مختصون في التسويق، مستشرقون ورجال استخبارات، وميزة الشاباك عن الجيش هو معرفته القريبة بالميدان، كما أنهم يعرضون أنفسهم كمقربين من الأجهزة الأمنية، وطريقة كتاباتهم للمنشورات ودية، ولكن حاسمة وعلى أساس شعور بالتفوق.

وأكمل، المقال يستعرض بالتحليل بعض المنشورات في ظل بعض الأحداث، ومنها على سبيل المثال منشورات الكابتن فادي مسؤول منطقة أبو ديس حول وصفه الشهيد أحمد مصطفى عريقات بأنه انتحاري، إضافة الى ما أعلنه الشاباك على صفحة "بدنا نعيش " في أكتوبر 2017 من أن الكابتن حسام سيقوم بتخصيص أيام معينة في إطار حملة لإزالة المنع الأمني عن سكان رام الله.

وذكر، صفحة الفيسبوك للشاباك تستخدم لتجنيد "جواسيس" وتلقي معلومات بشكل مباشر وعلني، مثل طلب معلومات حول تفاصيل عملية معينة.

ونوّه، صفحة الفيسبوك للشاباك مزينة بآيات من القرآن الكريم وحكم وأمثلة عربية، والهدف من ذلك خلق شعور بأن ضباط الشاباك خبراء بالثقافة العربية والإسلامية.

واستدرك بالقول: إحدى الوسائل المستخدمة كحرب نفسية هي تشويه وإهانة نشطاء حماس أو منظمات أخرى، وكمثال على ذلك نشر الشاباك في صيف 2019 منشوراً يظهر فيه نشيط حماس من غزة كمن يتحرش جنسيا بآخرين، كما أن هناك أسلوبا آخر وهو تشويه سمعة النضال الفلسطيني، كإظهار عاصم البرغوثي كقاتل إمرأة حامل، المنشورات تهدف إلى القول أن نشطاء حماس ليسوا أبطالا.

وأوضح، انتشار كورونا منحت ضباط الشاباك فرصة لعرض أنفسهم وكأنهم يعملون من أجل الصالح العام وإظهار المرحلة كمرحلة نضال إسرائيلي عربي ضد عدو مشترك. كلمة الاحتلال لا تظهر على صفحة الفيس التابع للشاباك.

وأشار، إلى أنّ الوضع الحالي هو أمر مسلم به، ويتم عرض الفلسطينيين المحتجين كمن يعمل ضد السلام وضد المصالح الفلسطينية.

اخر الأخبار