"ثوار" سوريا إلى اذربيجان..أَجبهة تُركية جديدة في القوقاز؟

تابعنا على:   13:22 2020-07-21

محمد خروب

أمد/ لم تنته ذيول الجولة الأخيرة من القتال الذي اندلع بين أرمينيا وأذربيجان على خلفية الصراع المحتدم حول إقليم ناغورني كارباخ، ذلك الصراع الذي تفجّر مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي واسهمت سياسات غورباتشوف المشبوهة في تعميقه وتحويله إلى «قنابل» مُتكتِكة، لا تلبث أن تنفجر أحداها لأسباب عديدة, ليس أقلها رغبة الدول ذات الصلة بالأزمة والتي تروم توظيفها في مشروعاتها الجيوسياسية, أو تلك المرتبطة بالأحلاف المُستجدة التي نشأت بعد «استقلال» الجمهوريات السوفياتية السابقة. وبخاصة تلك الواقعة في وسط آسيا ومنطقة القوقاز ذات الأهمية الكبرى في تحديد موازين القوى الجديدة, التي بدأت تأخذ شكلاً من أشكال تطويق روسيا ووصول حلف شمال الأطلسي إلى حدودها المباشرة. ودائماً في إحياء العثمانية الجديدة التي أخذت زخماً توسعيّاً بعد وصول أردوغان الى السلطة, وبخاصة أن الرئيس اردوغان يُبدي إعجاباً منقطع النظير بالرئيس الأسبق الراحل تورغوت أوزال, الذي «نجح» في العام 1992 أي بعد سنة واحدة من الانهيار السوفياتي المُدوي, في عقد «قمة» لزعماء القوقاز وآسيا الوسطى, حيث تحدّث عن حلم عثماني داعبه كما يُداعب أردوغان الآن, ينهض على «قِيام أُمَّة تُركية واحِدة, من البحر الأدرياتيكي إلى سد الصين المنيع».

هذا أحد أسباب تفجر الصراع الأرمني الأذري حول الإقليم الذي تسكنه أغلبية ارمينية, والواقع تحت سيطرة ارمينيا منذ تسعينيات القرن الماضي. سبب لا يمكن فصله عن الخطط الأطلسية (وتركيا جزء أصيل من الأطلسي), التي تريد «إيلام» روسيا من خاصرتها الليّنة في القوقاز, وعلى تخوم جمهورياتها الإسلامية ذات الحكم الذاتي وخصوصاً جمهورية الشيشان، ناهيك عن العلاقات العميقة والاستراتيجية وخصوصاً في شقها العسكري والأمني والاقتصادي (تُزوّد باكو تل أبيب بـ40% من احتياجاتها النفطية عبر تركيا) التي تربط أذربيجان بإسرائيل, ما يستدعي التوقف عند الأهداف العميقة لهذا التحالف الذي تدعمه واشنطن وأنقرة الأطلسيتان, إذ تَحدّ اذربيجان إيران شمالاً, رغم أن غالبية سكان اذربيجان هم «شيعة» كما إيران، لكن لا أهمية تُذكر «هنا» لهذه الرابطة المُشترَكة.

ما علينا..

مصادر إعلامية تركية (وأخرى كردية) تحدثت عن استعدادات تركية لإرسال «مقاتلين» من الجماعات الإرهابية السورية التي تحتفظ بها رصيداً لتنفيذ سياساتها الإقليمية في سوريا كما ليبيا.. إلى اذربيجان, لتكرار السيناريو الليبي, وتستخدِم لغة التهديد والوعيد ذاتها. التي استخدمتها وما تزال في ليبيا، إذ قال مسؤولون أتراك: إن أرمينيا ستدفع ثمن فِعلتها, وأن الوقت حان لِـ«تلقين الأرمَن الدرس الذي يسّتحِقونَه».

ماذا عن روسيا؟

يصعب فصل الأمر الذي أصدره الرئيس بوتين بإجراء مناورات مفاجئة ضخمة وفورية, عما حدث بين باكو ويريفان. وإن نفى الكرملين أي صلة بينهما. كما ابدت موسكو استعدادها للوساطة بين الطرفين..

لكن هل يمكن تجاهل اتفاقية الدفاع الجوي المشترك المُوقّعة بين موسكو ويريفيان عام 2015؟ وكيف يمكن لروسيا الصمت إزاء المسعى التركي/الأميركي إضافة لإسرائيل, إحداث «خلل» في أمن منطقة يستحيل عليها التهاون إزاءها؟

لكن ماذا عن «المقاتلين من أجل الحرية» الذي يدفع لهم أردوغان بالدولار؟

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار