دوائر سياسية تتساءل: لماذا تصدرت شخصيات فلسطينية ذات طابع جدلي مشهد المصالحة؟

تابعنا على:   00:00 2020-07-21

أمد/ القاهرة - أحمد محمد: لماذا لم يستغل الفلسطينيون فرصة التجاذبات السياسية الحاصلة على الساحة الفلسطينية من أجل حصد أي قدر من المكاسب الآن؟

سؤال طرحته عدد من وسائل الإعلام العربية أخيرًا، خاصة بعد "مبادرات" المصالحة التي تم طرحها على الساحة السياسية الفلسطينية الآن، ولعل أبرزها الحوار المشترك بين اللواء جبريل الرجوب نائب رئيس حركة فتح مع صالح العاروري نائب رئيس حركة حماس.

وتتناول صحف غربية، تساؤلات حول الضعف الاستغلالي الفلسطيني، مشيرة إلى أن الشخصيات التي تقود هذا الحوار من الممكن أن تكون سببًا في عرقلة المصالحة بالأساس.

وأشارت التقارير، إلى أن اختيار اللواء جبريل الرجوب، ليقوم بالدور المبادر للمصالحة مع حركة حماس، وهو يرتبط بعلاقات سلبية مع قيادات حركة حماس، بالإضافة إلى أن بعض من القيادات التابعة لحركة حماس صنفته في صورة العدو الابرز، خاصة دوره في الاعتقالات التي قام بها خلال توليه مسؤولية جهاز الأمن الوقائي، فضلًا عن الكثير من السياسات التي انتهجها والتي ارتبطت بصورة سلبية في ذهن الكثير من قيادات الحركة بعد ذلك.

ومن جهتها، قالت صحيفة "ميدل ايست مونيتور" البريطانية: "إن التداعيات الجيوسياسية للمصالحة باتت سلبية، خاصة مع اعتراف قيادات في حركة حماس بأن الرجوب أو شخصيته السياسية يمثلون الحلقة الضعيفة في حركة فتح، الأمر الذي يزيد من هشاشة هذه المصالحة، خاصة في ظل وجود تنافس أو ما يمكن وصفه بالصراعات الداخلية في حركة فتح، التي تعتبر بمثابة الحركة الأعرق بين مختلف الحركات الفلسطينية.

وتضيف الصحيفة، بأن الكثير من قيادات حركة فتح لا تكترث على الإطلاق الآن إلى فتح أفق تواصل وحوار مع حركة حماس، منذ انقلاب الحركة الذي قامت به عام 2007، ولهذا تمت المبادرة بالتواصل مع اللواء الرجوب الذي لا يرى عيوب في التواصل مع الحركة والاجتماع مع قادتها.

واستشهدت الصحيفة، بالحوار الذي أجراه اللواء الرجوب مع إحدى القنوات الفضائية العربية عقب المؤتمر الصحفي الذي عقده مع صالح العاروري، عندما قال: "إن من يعادي أو ينوي عداء المصالحة بين فتح وحماس هو معادي للقضية الفلسطينية".

وبدورها، قالت صحيفة "عرب نيوز"، أن تواصل الرجوب مع حركة حماس الآن يأتي في توقيت حساس للغاية، الأمر الذي يمثل تحديًا مهما خاصة مع رفض الكثير من القيادات الفلسطينية التواصل مع حركة حماس باي شكل من الأشكال.

أزمات فتحاوية

إن المتابعة لخطوات المصالحة دفعت بعض الدوائر البحثية للتساؤل..هل من الممكن أن تؤدي الخطوة التي بادر إليها اللواء جبريل الرجوب إلى المزيد من الأزمات بداخل حركة فتح؟ سؤال حاولت بعض من المراكز البحثية الإجابة عليه، حيث أشارت إلى أن خطوات الوحدة والتواصل والمصالحة التي يقودها اللواء جبريل الرجوب إزاء حركة حماس تؤدي إلى تقويض الاستقرار في السلطة الفلسطينية.

ومن ناحيتها، أشارت مصادر مسؤولة لصحيفة "jns" الدولية، إلى أن عدد من كبار القيادات في حركة فتح انتقدت وبشدة اللواء الرجوب بصورة غير مسبوقة، متهمين إياه بأنه يبتعد نسبيًا عن النشطاء الميدانيين ويواصل ممارسة خطوات سياسية بدون اي تنسيق مع بقية القيادات الأخرى التابعة لحركة فتح.

وأظهرت هذه المصادر إلى وجود دعوات الآن إلى فصل الرجوب من جميع مناصبه الرسمية؛ بسبب سلوكه غير المسؤول الذي يهدد الفلسطينيين الذين انخرطوا بشدة في مشاكل الكورونا والاقتصاد في الوقت الحاضر.

اخر الأخبار