التمايز السياسي للجهاد الاسلامي

تابعنا على:   10:31 2020-07-20

خالد صادق

أمد/ مقابلة فضائية فلسطين اليوم (أمس) مع الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة لها طابعها الخاص الذي يؤسس لواقع جديد يعطي دلالة واضحة على ريادة الحركة في مواقفها السياسية, وقدرتها على طرح آرائها وفق وقائع ومحددات تستند الى ثوابتنا الفلسطينية, وهذا الاداء السياسي لحركة الجهاد الاسلامي يستند الى قناعات الحركة وافكارها ورؤيتها للقضية الفلسطينية بمنظار ديني ووطني واخلاقي مبني على المصلحة العامة وليس على مصالح حزبية او شخصية, وقد فرضت الحركة مواقفها على الساحة الداخلية والخارجية من خلال ادائها الميداني, وقدرتها على الصمود في وجه الاحتلال, وتخطي ما يسمى بالخطوط الحمراء التي لا تعترف بها حركة الجهاد الاسلامي, وقد حاول البعض تجاوز الحركة واخفاء مواقفها, لكنه فشل امام الاداء العسكري والسياسي المقاوم للحركة, والقدرة على الحشد والتأثير في الشارع الفلسطيني, ورحلة العطاء المتميز بلا أية مكاسب ذاتية او حزبية, وقد فرضت حركة الجهاد الاسلامي احترامها على الجميع, واثبتت الحركة انها تعمل للصالح العام, وتقدم كل هذه التضحيات لأجل شعبها وقضيتها, فكما قال القائد النخالة «السياسة ليست فن الممكن كما يروج لها الغرب, انما هي صناعة الممكن, وان العالم يحتكم لموازين القوى وانه يمكن ان تتغير هذه الموازين لو امنا بقدراتنا وامكاناتنا ووحدنا مواقفنا واهدافنا بما يخدم مصالحنا.

القائد زياد النخالة تحدث بمسؤولية عن الواقع الفلسطيني الذي نعيش وقال « نحن كفلسطينيين بدأنا نتعاطى مع الحراك السياسي الدولي والمبادرات الدولية، ولم يُقدم لنا أي مبادرة للحل، بل ما تم تقديمه هو تنازلات، وتكيفنا مع الوضع، وخضعنا للمزاج الإسرائيلي والدولي كي نبدو أمام الأطراف أن لدينا مرونة» واصفا طريق المفاوضات إلى ما لا نهاية، بالخيار الظالم للشعب الفلسطيني. واضاف : للأسف الفلسطينيون تنظيمات وقوى سياسية ومنظمة تحرير يعتقدون أن هذه المبادرات تستعطف الرأي العام الدولي، ويتناسون أن «إسرائيل» أقيمت بقرار من مجلس الأمن والأمم المتحدة على أرض فلسطين» معربا عن قناعته بضرورة وجود مقاربة فلسطينية تختلف عن كل الماضي», وهذا يعني ان الرهان على المجتمع الدولي ما هو الا مضيعة للوقت, وانه يجب ان نقتلع شوكنا بأيدينا وان نختار الطريق الامثل لتحقيق الاهداف, وان سلاح القوة والمواجهة يجب ان يفعل دائما لإحباط مخططات الاحتلال والوصول لأهدافنا, فالخطة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية، هي جزء من مشروع العدو القائم على جعل الضفة محور الكيان، وتصوير يافا وتل أبيب وعكا والقدس التي احتلتهم إسرائيل بأنهم مجرد هوامش, وهذه غاية يسعى اليها الاحتلال. فالحياة عبارة عن موازين قوى تفرض بالقتال «فعندما لا يجد العدو الصهيوني من يقاتله، سيتغول على كل الأرض الفلسطينية، وعندما يُواجه العدو بالمقاومة سيتراجع عن حلمه بالسيطرة على الأرض، وستفرض عليه معادلة جديدة».

القائد زياد النخالة اوضح ان موقف الجهاد الاسلامي تجاه الوحدة ايجابي وقال اننا ندعم أي جهود للوحدة الفلسطينية على قاعدة الموقف والبرنامج السياسي, وان حركة الجهاد الاسلامي لا تنافس على الموقع السياسي انما على البرنامج, وهذا يعني ان الحركة تلتقي مع أي برنامج سياسي مقاوم مبني على الثوابت الفلسطينية ويعمل على تحقيقها, واستشهد باللقاء الذي جمع بين جبريل الرجوب ممثلا عن السلطة وحركة فتح وبين صالح العاروري ممثلا عن حماس, مؤخرا وانه كان جيدا وشكل خطوة إيجابية، مستدركا: لكن أخشى تطويعه لاحقا في مكانه غير الصحيح ورحبنا بهذه الخطوة في سياق محاولة رأب الصدع لكن ما خلف هذه الصورة هناك أشياء يجب أن تعالج», بمعنى انه يجب التوافق على برنامج وطني, واتخاذ خطوات عملية لمواجهة مخططات الاحتلال, والخروج من مسلسل المناكفات والتراشق, وتوحيد المواقف على اسس وطنية, وبناء جسور من الثقة بين السلطة والفصائل من خلال وقف سياسة الاستجداء للعودة للمفاوضات, ثم تطرق الامين العام لموقف الدول العربية التي تلهث للتطبيع مع الاحتلال وقال, ان الذين يحملون راية التطبيع يتخلون عن هويتهم العربية, وان حالة الضعف لدى العرب لها اصول منها «المبادرة العربية» التي جاءت لتنتقص من حقوقنا الفلسطينية, وتدفع باتجاه التفاوض مع الاحتلال لانتزاع الحقوق وليس مواجهته عسكريا.

القائد النخالة قال «اذا كنا موحدين فسنجبر الجميع على تغيير معادلته, يجب ترسيخ مبدأ الوحدة من خلال المواجهة مع الاحتلال, وعلينا ان ندرك اننا شعب واحد ولدينا عدو واحد نسعى جميعا لمواجهته ودحره عن ارضنا وانتزاع حريتنا واستقلالنا .

اخر الأخبار