اغتيال وطن

تابعنا على:   15:29 2020-07-17

الأسير المحرر هشام عبد ربه

أمد/ للشهيد الرفيق المناضل جبر القيق، اعذرنا فالمقام لايتسع لنعي أو تأبين فنحن في موقع لا يؤهلنا أخلاقياً لهذا الشرف الرفيع لك ولكل شهداء الوطنية الفلسطينية.

كما أن الوقت مبكراً جداً لنقول لك ولأي من الشهداء الأحياء أو الأموات بأن ينم قرير العين فقد عز النوم الا بعين واحد، وبتنا نقولها بكل بساطة واحتشام لا نامت أعين الشرفاء ووطن يذبح جهاراً.

هي ليست جريمة نكراء أو خرقاء.. الا في عرف الصغار من ببغاوات الوقت المستهلك عبثاً والتي لا تمل تكرار نفسها المهين، هي ببساطة اعلان حرب واسع النطاق ،تشنها منذ أمد طويل قبلية مقيتة متوحشة على الوطنية الفلسطينية.

 وهي حرب لايمكن أن تضع أوزارها الا بقضاء أحدهما على الآخر، فمن المستحيل أن تتعايش الاثنتين بكيان واحد الا بهجين مسخ أسوء من كلتاهما كالذي نعيش تحت وطئته الان .

ونظراً لحالة الخلط المهولة لا جناس الخطاب وفوضى المفاهيم التي نعيشها تحت وطأة هذا الهجين المسخ وجب التنويه للتفريق بين مفهوم القبيلة ومفهوم القبلية، فجميعنا أسر تمتد الى عائلات وحواميل وعشائر وقبائل بوصفها المكون الحيوي لشعبنا العظيم، وكذلك يحوي الشعب اديان وطوائف وأحزاب وجماعات ....الخ.

وهذا بحد ذاته تنوع ومجال ثراء وغنى ومصدر روحي واخلاقي هو أساس وجودنا الذي نعتز ونفتخر به، وليس الخطأ والخطر في وجود تلك المكونات، الخطر الحقيقي هو في القبلية، وهي باختصار شديد الاستعمال السيء والمفرط والرديء والعنيف لتلك المكونات الجزئية خارج الاطار الروحي والأخلاقي والقانوني للشعب وعلى حساب مصلحته.

وضمن هذا الهجين المسخ الذي نحيا تحت وطأته فإن أخطر الجميع هو تلك القبائل الكبيرة المستحدثة العابرة للدم نحو شغاف الروح وتقنيات تلويثها، المسماة زوراً وبهتاناً قوى سياسية، وهي التي بانحطاطها وقبليتها ليس فيما بينها فقط بل في داخلها هي من يؤجج باقي القبائل الصغيرة من قبائلنا وعائلاتنا ويفتح شهيتها للتوحش.

فاذا كان رب الوطنية  بدف القبلية طارقاً فشيمة كل القبائل الصغيرة التوحش . هذا ليس تبريراً لبربرية البعض المنساق في حفل الهمجية المفتوح على مصراعيه ولكنه انصاف للحقيقة التي نتحاشى جميعا الوقوف في منطقتها المظلمة .

ليست البشاعة والحقارة فقط فيما حدث ،بل هي في ردود الفعل المسرحية التي فتحت شهية كل الممثلين والراقصين والطبالين من أصحاب القبليات العديدة الأسماء والأشكال التي لم ترى بالحدث غير مناسبة لاستعراض تقنيات رقصها وتطبيلها الممل.

فقد فتح المسرح على مصرعيه حتى لممثلي الكومبرس من الباحثين بخسة عن ذات مريضة في كواليس الاجتماعات واللقاءات والبيانات السخيفة. هكذا يوزع الدم على كل القبائل فسلطة "سلطة حماس"، تحظى بالاستقرار مع الاستخراء ، وقوى حزبية تستعيض عن شرفها المهدور ببيانات الشجب والاستنكار، وسقيمي النفس حازوا على فسحة ابتذال لايستهان بها، وكلهم أخذ حصته من الدم وكأنهم غربان الوقت ينعقون بانتظار جثة اخرى، لن يطول انتظارها في ظل هذا الاستحضار الفاحش للدم وللخسة التي يتقنونها بامتياز والتي تفتح شهية كل مصاصي الدماء.

لست مستهجن سلوك تلك القبائل الكبيرة خاصة واكبرها والتي هي تجمع لأكبر ولأخس القبائل المسماة  زورا وبهتانا منظمة التحرير الفلسطينية  فها هي تبيع وطن بأبخس الاثمان وتعطي صك براءة للمحتل من دمنا فليس غريباً عليها ان تعطي بعض العملاء صك براءة مقابل حفنة مال، فمن باع وطن يهون عليه بيع الوطنيين وبيع كل شيء

لأخر الوطنيين الفلسطينيين الذين اصبحوا فجأة بلا وطن . الى الراحلين من صحراء لا تكف ولا تمل الاتساع، الى أولئك المجردين من سفالة الواقع والعراة بدون قبيلة قديمة او مستحدثة .. للاجئين والغجر الجدد على حافة الوطن، لكل الخارجين من حظيرة القبيلة بأنفة عروة ابن الورد  لكل الناجين من لعنة الغفلة والجهل وعار التغافل والتواطؤ، الى ملح الزمان الباحث عن أمل في طريق الفراشات وتنهيدات الغيم الحالم في الربع الخالي، لكل الحرافيش في هذا الوطن المغدور  للهاربين من أسراب جراد القبائل.

لقد دقة ساعة الحقيقة.. فلا برق يضيء ليلنا من تنهدات غيم ناعس..ولا نجاة في طريق الفراشات في ظل أسراب الجراد ...لا ربوع ستخضر ولا زهر سيتفتح ولا عصافير ستروي على شباكنا قصص العشق والاغاني.

لا أمل لنا جميعاً الا عندما يحتقن غيمناً غضباَ وسواداَ والتحاماَ حد الارتطام، نحن المرشحين لخوض المعركة غصبا فلا مفر ... فقبائل التتار والمغول تملأ الأجواء ...وأسراب الجراد تصادر حقنا بالريح ...فإما أن نكون أو لا نكون .

كلمات دلالية

اخر الأخبار