صحف غربية: هل ستؤثر التطورات الأمنية الأخيرة على انعقاد انتخابات حركة حماس؟!

تابعنا على:   00:00 2020-07-15

أمد/ القاهرة - أحمد محمد: جاءت التطورات الأمنية الأخيرة المتعلقة بحركة حماس، وما يُثار عن اعتقال بعض من مسؤولي الحركة بتهمة التخابر مع إسرائيل، لتطرح من جديد الكثير من التطورات السياسية الدقيقة، خاصة العلاقات الخارجية التي تعتبرها الحركة، أو بالأدق مصادر في الحركة بمثابة سند رئيسي لها في الوقت الدقيق.

اللافت أن الكثير من التقارير الصحفية أبرزت هذه النقطة المتعلقة بمنظومة العلاقات الخارجية لحماس، مشيرة إلى أن المقصود هنا تحديدًا منظومة العلاقة بين تركيا وحماس.

وفي هذا الصدد جاءت عدد من القضايا لتؤكد ذلك، مثل قضية المعتقلين الفلسطينيين في ليبيا، وهي القضية التي نشرت عدد من التقارير الصحفية أخيرًا معطيات تؤكد أن القضية تمثل دليلًا على وجود خلل أو برود في العلاقات بين حماس وتركيا، خاصة وأن تداعيات القضية ستؤثر على الموقف السياسي للحركة والأهم يمكن أن يغير الكثير من التطورات والأحداث السياسية الدقيقة التي تعيشها الحركة.

والمعروف أن حكومة السراج الليبية، حكمت على عدد من الفلسطينيين بالسجن المشدد، وهو الحكم الذي أتى على خلفية توجيه اتهامات لهؤلاء النشطاء بمحاولة تهريب الاسلحة من ليبيا إلى قطاع غزة، حيث يتواجدون في سجن معيتيقة في ليبيا منذ فترة.

وكشفت صحيفة صحيفة "addresslibya" الليبية الدولية، نقلا عن مصادر سياسية عربية، أن أحد أعضاء حركة حماس المقربين من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، انتقد تركيا بصورة واضحة أو بشكل حاسم لعدم تدخلها من أجل الإفراج عن بعض من النشطاء المعتقلين في ليبيا.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، أن حماس أرسلت مؤخرًا طلبات إلى تركيا من جهة، وأيضًا إلى حكومة السراج من أجل إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين في أقرب وقت، غير أن حكومة السراج رفضت هذا الطلب مع حساسية هذه الاتهامات.

وكشف مصدر فلسطيني للصحيفة، إن حماس حاولت التوسط لدى حكومة السراج، محملة تركيا طلبات في هذا الشأن، غير أن تركيا لم تستجب لهذه الطلبات في النهاية. ويشير المصدر، إلى أن حماس وبناء على سلسلة هذه الحوارات حصلت على انطباع بأن تركيا لا تبذل قصارى جهدها في هذا الشأن مع ليبيا.

بدوره أشار موقع "218" الليبي الصادر باللغة الإنجليزية في تقرير له، أن هذه القضية التي تتفاعل على الساحة الليبية والفلسطينية على حد سواء، خاصة إزاء حركة حماس التي ترفض هذه الأحكام وترى أن بها الكثير من القسوة ضد عناصرها.

اللافت أن تعدد النشاط الخاص بعناصر حماس في ليبيا لم يقتصر فقط على مناطق الغرب الليبي، ولكن أيضا في الشرق، وهو ما أشار إليه الكاتب والمحلل السياسي الليبي الدكتور جبريل العبيدي في مقال له نشره من قبل في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

وقال العبيدي "قناع "المقاومة" الذي تخفي "حماس" خلفه كثيرًا من أعمالها، بدءًا من ملف تورطها في اقتحام الحدود والسجون والساحات المصرية، وإحداث اضطرابات في البلاد عقب موجة ما سمي "الربيع العربي"، لم يعد يُخفي وجهها الحقيقي.

فهي اليوم أمام ملف آخر لها في ليبيا، بعد ضبط خلية تجسس وتواصل مع "حماس" في ليبيا. وأضاف العبيدي "كشفت الوثائق الأمنية أسماء المتهمين في هذه القضية؛ حيث بلغ عدد المتورطين في عملية التخابر والتجسس لصالح حركة حماس 13 متهمًا، بتهم الارتباط بخلية متورطة في العمل لحساب ما يعرف بـ"حركة حماس".

وتعود القضية في الأونة الاخيرة للتفاعل من جديد، وأصبحت ورقة سياسية مهمة على الساحة الداخلية المرتبطة والمتعلقة بحماس، الأمر الذي يزيد من أهميتها في ظل الموقف الدقيق الذي تعيشه الحركة.

يذكر أن الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أشار إلى أن ما يجري من تطورات داخل حركة حماس سيفرض مراجعات أمنية كاملة داخل القسام وكتائب الأقصى وهو أمر طبيعي، مضيفًا إلى أن هذه التطورات ستؤثر على احتمالات تأجيل انتخابات حماس، ويعمق ازمة العلاقة بين كتائب القسام والمكتب السياسي في الداخل والخارج.

- أسامة الكحلوت -

وفي ذات الإطار، ومع التطورات الجيوسياسية المتعلقة بحركة حماس، أبرزت عدد من التقارير الصادرة أخيرًا تداعيات قضية الصحفي أسامة الكحلوت، مشيرة إلى أن هذه القضية أخذت بدورها تفاعلًا كبيرًا خاصة وأن وضعنا في الاعتبار غضب الكثير من الصحفيين الفلسطينيين بسبب إلقاء القبض على الكحلوت، فضلًا عما سببته هذه الخطوة من أزمة وانتقادات لحركة حماس بسبب سياساتها في إلقاء القبض على معارضيها بالقطاع.

وقالت صحيفة "الاندبندنت" اللندنية في تقرير لها، أن نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري تحدث أخيرًا إلى عدد من قيادات الحركة في القطاع، سواء في القيادات الأمنية أو السياسية على حد سواء للتوسط للإفراج عن الكحلوت، وهو ما أسفر في النهاية عن الإفراج عنه.

وقال مصدر فلسطيني للصحيفة، أن العاروري قام بذلك لضمان استمرار التعاون مع حركة فتح، وهو الضمان الذي يرغب في تحقيقه منذ المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده العاروري مع جبريل الرجوب مؤخرًا، ورغبة العاروري في إرسال رسالة إلى أن حركة حماس لن تعتقل أي ناشط يتبع حركة فتح على الإطلاق وتحافظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية.

من جهتها أشارت دورية "فورين افيرز" الدولية، إلى أن النشاط الذي تقوم به حركة حماس الآن في غزة، سواء اعتقال نشطاء أو سياسات عامة، من الممكن أن يضر بالأهداف الاستراتيجية التي تسعى قيادات حماس في الخارج إلى تطبيقها، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية ويفسر سعي العاروري الحثيث على إطلاق سراح الكحلوت وعدم استثارة حركة فتح الان سياسية.

وكشف مصدر فلسطيني للدورية، بأن العاروري نقل برسالة إلى قيادة حركة حماس في غزة بضرورة مراعاة هذه النقطة، وعدم تكرار انتهاج مثل هذه السياسات بالمستقبل، خاصة وإنها يمكن أن تضر بالأهداف الاستراتيجية العليا بالحركة. تطورات متلاحقة لم تتوقف في ظل أزمات تعيشها حركة حماس.

اخر الأخبار