منتقدا حزب الله بشكل غير مباشر..

البطريرك الراعي: اللبنانيون لا يريدون أن يتفرَّد أيُّ طرفٍ بتقرير مصير لبنان

تابعنا على:   18:34 2020-07-12

أمد/ بيروت - وكالات: صعد رأس الكنيسة المارونية في لبنان انتقاده لحزب الله وحلفائه دون أي يذكرها بالاسم يوم الأحد، وقال إن اللبنانيين يرفضون عزلهم عن حلفائهم وتدهور أحوالهم.

وفي ثاني عظة على التوالي، شدد البطريرك بشارة بطرس الراعي على أهمية حياد لبنان موجها انتقادا ضمنيا لحزب الله بسبب تأييده لإيران في صراعات مع دول عربية خليجية.

وأكّد أنّ "اللبنانيين لا يريدون أن يتفرَّد أيُّ طرفٍ بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويَّته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعد أن تجذَّرت في المئة سنة الأولى من عمره".

وقال الراعي، إن اللبنانيين يرفضون أي أغلبية برلمانية تتلاعب بالدستور والنموذج الحضاري في لبنان ويرفضون عزلهم عن "الأشقاء والأصدقاء" وأن يتحولوا من الوفرة إلى العوز ومن الرخاء إلى الشدة.

مِن أجل حماية لبنان ورسالته من أخطار التَّطوُّرات السِّياسيَّة والعسكريَّة المتسارعة في المنطقة، ومن أجل تجنُّب الانخراط في سياسة المحاور والصِّراعات الإقليميَّة والدَّوليَّة، والحؤول دون تدخُّل الخارج في شؤون لبنان، وحرصًا على مصلحته العُليا ووحدته الوطنيَّة وسِلمِه الأهليّ، وفتح آفاقٍ واعدةٍ لشبَّانه وشابَّاته، والتزامًا منه بقرارات الشَّرعيَّة الدَّوليَّة والإجماع العربيّ والقضيَّة الفلسطينيَّة المحقَّة، والمطالبة بانسحاب الجيش الإسرائيليّ مِن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر، وبتنفيذ قرارات الشَّرعيَّة الدَّوليَّة ذات الصِّلة، أطلقتُ النِّداء، في عظة الأحد الماضي، إلى الأُسرَة الدَّوليَّة لإعلان حياد لبنان، من أجل خيره وخير جميع مكوّناته والأهداف التي ذكرت.

كلُّ هذا يعني أنَّ اللُّبنانيِّين يُريدون الخروج من معاناة التَّفرُّد والجمود والإهمال. يُريدون شركة ومحبَّة للعمل معًا من أجل انقاذ لبنان وأجياله الطَّالعة. يُريدون مواقف جريئة تُخلِّص البلاد، لا تصفية حسابات صغيرة. يُريدون دولةً حُرَّةً تَنطِق باسم الشَّعب، وتعود اليه في القرارات المصيريَّة، لا دولةً تتنازل عن قرارها وسيادتها أكان تجاه الدَّاخل أم تجاه الخارج.

وحول القرار التركي قال، لقد صدمَنَا مرسوم رئيس جمهوريَّة تركيا ا رجب طيِّب أردوغان، بتحويل متحف آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد، بعد أن كان متحفًا افتتحه الرَّئيس أتاتورك في تشرين الثَّاني 1934. ومعلومٌ أنَّ آيا صوفيا كانت كنيسةً للمسيحيَّة الارثوذكسيَّة منذ القرن السَّادس حتَّى عام 1452، عندما افتتح الاتراك العثمانيُّون المدينة تحت حكم السُّلطان محمّد الثَّاني المعروف باسم الفاتح.

إنَّ هذا القرار الذي واجهَتْه انتقاداتٌ عالميَّةٌ يؤكّد بالمقابل قيمة لبنان - العيش المشترك حيث الاحترام المتبادل بين المسيحيِّين والمسلمين في الدِّين والثَّقافة والعقائد ودُور العبادة.

وللراعي نفوذ كبير بوصفه رأس كنيسة الطائفة التي يجب اختيار رئيس الدولة منها بموجب نظام الحكم الطائفي.

واعتبر البعض أن آخر عظتين ألقاهما البطريرك يمثلان تحولا إلى خطاب أكثر انتقادا لسياسات جماعة حزب الله والرئيس ميشال عون المتحالف معها.

ويؤيد الاثنان حكومة رئيس الوزراء حسان دياب.

وقال مهند حاج علي من مركز كارنيجي الشرق الأوسط "اعتبر التدخل تحولا في سياساته بعيدا عن دعم الرئيس وأقرب لانتقاد الوضع السياسي في البلاد على المستويين الإقليمي والدولي".

وترجع أسباب الأزمة اللبنانية إلى عقود من الفساد وسوء الحكم من جانب النخبة الطائفية الحاكمة.

ويقول خصوم حزب الله إنه يتحمل المسؤولية لأن تحالفه مع إيران دفع دول الخليج العربية التي ساندت لبنان في السابق إلى النأي بنفسها عنه مما أغلق بابا مهما للمساعدات.

وسبق أن دعا زعيم حزب الله حسن نصرالله لبنان إلى التطلع شرقا في إطار سعيه لحل مشاكله الاقتصادية رغم أنه قال الأسبوع الماضي إن ذلك لا يعني أن يعزل لبنان نفسه عن بقية العالم.

ويشهد لبنان انهيارا ماليا يمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي بدأت في 1975 وانتهت في 1990.

اخر الأخبار