العنوان : بانوراما التوجيهي

تابعنا على:   13:01 2020-07-12

د. رياض عبدالكريم عواد

أمد/ غزة صباحا
الفرح يتسابق مع صوت المفرقعات نحو أعالي السماء
البهجة تعم البيوت
الناجحون في الشوارع يتمايلون ويتصايحون ويضحكون
المفرقعات حلت محل اغنية عبد الحليم حافظ "الناجح يرفع ايده" "وحياة قلبي وافراحه"، ثقافة بائسة ليس لها نصيب من الجمال
محلات الحلويات مزدحمة
تجار المفرقعات والحلويات لهم نصيب كبير من هذه الفرحة
الحلويات تصنع محليا لكن السؤال اين تصنع المفرقعات ومن الذي يستوردها؟!
المهنؤون يحملون صواني الحلو ويتنقلون من بيت إلى بيت
غزة ينقصها الفرح، غزة بحاجة إلى فرح، انها فرحة مستحقة، فرحة بنجاح وتفوق الأبناء

غزة ظهرا
الناجحون كثار
علامات، هيل من غير كيل!
الثمانينات والتسعينات تطغى على المعدلات
البنات مسيطرات على المعدلات العليا، الأمر ليس بجديد
من الواضح أن هناك من أراد للطلاب وذويهم أن يفرحوا، حتى ولو كانت الفرحة مؤقته، شكرا كورونا
الفيسبوك ممتلئ بالتهاني والتبريكات والامنيات ورؤوس القلب والورود الحمراء تعبيرا عن الفرحة

غزة مساء
طارت السكرة وأجت الفكرة
اين سيذهب الطلاب
السفر والتعليم خارج البلاد أصبح من المستحيل في عصر كورونا
لا مكان للطلاب الا الجامعات المحلية
الجامعات المحلية ستمتلئ بالطلاب
سيتحسن سوق الجامعات
سيدفع الاباء رسوم الفصل الأول مضطرين
سيزدهر البزنس الجامعي مؤقتا
قد يكون هذا البزنس هو المقصود بهذا المستوى المرتفع من العلامات
سيكون للجامعات إلى جانب تجار الحلويات والمفرقعات نصيبا من الفرحة
كيف سيتدبر الاباء رسوم باقي الفصول للابناء
في ظل توقف الحياة وأنصاص الرواتب وتأخرها والتقاعد المالي ووقف معظم الأعمال والبطالة وارتفاع معدلات الفقر

تتواصل أسئلة المساء إلى الليل
ما فائدة التعليم الجامعي
10 آلاف خريج تعليم أساسي تقدم للوظيفة في الانروا ولن يحصل عليها الا العشرات
تقدم 20 ألف طلب عمل في ساعتين لمصنع بسكويت بحاجة إلى 5 عمال
ايش هذا الغلب وما فائدة هذا التعليم
شهيد الله لو يتعلم صنعة احسن لنا وله
أو يستثمر القرشين في شراء تكتك ويشتغل عليه بيعمل احسن من دكتور
فش حل لغزة الا الشغل في اسرائيل

يسأل الاباء أسئلة صعبة ليس لها أجوبة واضحة أو محددة
كل الإجابات أمنيات لا أكثر ولا أقل
بدنا 20 دينار للولد رسوم تسجيل وبدنا قرشين مواصلات ورسوم استخراج وتصديق الشهادات
اول الرقص حجلان
والخروج من الحمام مش زي دخوله؟!

مبروووووك لكل الناجحين وذويهم وشعبهم
أنتم بترفعوا الراس بس حظكم زفت
بهونها الله
.............
على الهامش
علق أحد الأصدقاء بما يلي:
بعد صلاة المغرب قال الامام للمصلين بعد صلاة العشاء سنتوجه ان شاء الله الى بيوت الناجحين لتهنئتهم، فقال احد المصلين يجب ان نهنئ الراسبين لانهم من سيحكم البلد ..
الناجحون الى البطالة . معروف هههههه

اعترض/لامني البعض على سرعة كتابة هذا المنشور بدعوى، ومعهم حق فيها، المحافظة على لحظة الفرح
الحقيقة ما كتبته هو ما سمعته من شكوى وملاحظات الآباء والناس
كما أنه من المعروف أن فرح غزة دائما مؤقت ويشوبه القلق والخوف والحزن المقيم، بيهونها الله؟!.
فرجك يارب

اخر الأخبار