خلية التجسس" القسامية" والمعالجة السياسية!

تابعنا على:   08:59 2020-07-11

أمد/ كتب حسن عصفور/ في سياق المعارك التي لا تتوقف بين الفلسطيني، أي كان ومن كان، مع العدو المحتل، صفة ومهنة، تحتل معركة التجسس أحد الجوانب التي لم تتوقف، وربما تمثل في لحظات جانبا هاما يترك اثره سلبا أم إيجابا وفقا لكيفية التعامل والقدرة على محاصرة ما تركه او زرعه.

وفي السنة الأخيرة كشفت حماس عن عدة خلايا لعملاء مرتبطين بدولة الاحتلال وجهازه الأمني الأكثر امتدادا في فلسطين (الشاباك)، ولكن يبدو أن الخلية الأخيرة التي اعتقلت بها "أحد قيادات القسام" المرتبطين بشبكة الاتصالات "السرية جدا"، والتي بذل فيها الكثير من الوقت، وكلفت حماس وجهازها الأمني أن تدفع ثمنا من سمعتها لسرقتها مرات عدة أدوات ومقاسم شركة الاتصالات في قطاع غزة، الى جانب من هرب بما يحمل معه من معلومات.

ليس جديدا، ولن يكون أيضا لاحقا جديدا كشف خلايا تجسسية في ظل الصراع، ولكن يبدو ان الخلية الأخيرة تمثل الأخطر في مسلسل الكشف عن تلك البؤر، التي تمثل خنجرا ساما في ظهر الشعب وقواه السياسية، كونها تعمل في "سلاح" يعلم غالبية ما يحدث من تطورات أمنية وسياسية تتعلق بالجهاز العسكري وفروعه، بل ويصل الى القيادة السياسية المرتبطة به.

ولأن الأمر بحكم المكان، ليس خطرا على حماس وجهازها العسكري فحسب، بل يطال كل ما يرتبط بها، خاصة أطراف الغرفة المشتركة وهيئة المسيرات، رغم توقفها بقرار خفي، ولذا يجب على حماس وجهازها العسكري، بعد تحديد الأضرار التي حصلت عليها تلك الخلية الأخطر، ان لا تتصرف وفقا لما كانت عليه في سوابق عديدة، وأن تعتبر أن الضرر لحق بكل مكونات العمل الوطني، والخطر يمسها كما يمس حماس وكتائب القسام، وكل مكوناته الأخرى.

ولعل الابتعاد عن الذاتية أو رد الفعل المتسرع يصبح ضرورة لتدارك ما يجب تداركه من ضرر حدث، وحصار ما يمكن حصاره من مخاطر قد تكون في قادم الأيام، وهذا يفرض طرقا للمعالجة ليس كما سبق للتخلص من هذه الخلية إعداما ويغلق ملفها، وكفى المتابعين شر القتال.

وبداية المعالجة الصواب، ان تعلن حماس وجناحها العسكري عبر بيان للعامة، حقيقة الأمر، وان تتجنب كشف تفاصيل حساسة لخدمة التحقيق، لكن تغافلها عن ذلك، وترك الأمر للتداول غير الرسمي يترك آثارا سيئة أكثر كثيرا من العلنية، فالسرية هنا ليس عن عدو يعلم تفاصل الحدث الى حين الاعتقال، ولكنها سرية على من لهم حق المعرفة، والمتضررين من فعل التجسس، فكل مواطن فلسطيني قد يكون مرت معلومات عنه عبر تلك شبكة الاتصالات تلك.

الصراحة جزء من المعالجة الصواب، والغموض يزيد القلق الوطني والاجتماعي في آن، وليس دليل حكمة أبدا، ولنتعلم من عدونا ذاته، حيث يكشف عن بعض ملامح في مثل تلك القضايا الأمنية الحساسة، ولاحقا قد يعلن تفاصيل أكثر حسب الممكن ومدى خدمته لأهدافه الخاصة.

صمت حماس وكتائب القسام والجهاز الأمني خطأ وربما يمثل خطيئة سياسية – أمنية، ويفتح الباب لكل ما يمكن من "تقديرات" عن حقيقة الحدث الأمني الأهم من سنوات في صفوف حماس والقسام.

المعالجة الوطنية تبدأ من هنا، وغير ذلك تضع علامات استفهام أو نقاط سوداء على حقيقة الأمر معرفة وتصويبا وتداركا وحصارا، ويمثل شكلا من اشكال الاستخفاف بالوعي الوطني العام، وسرية ساذجة لا أكثر.

ملاحظة: حركة الاعتقالات الأخيرة ضد الصحفيين في قطاع غزة وضد رافضي الفساد في الضفة تثير الاشمئزاز الوطني العام...ليس هكذا يمكن محاصرة خطر مشروع التهويد...وبلاش نقول غيرها!

تنويه خاص: كل التهنئة لمن ادخل الفرح للعائلة بنجاحه في الثانوية العامة...فرحة منتظرة منذ 12 عام...دفعة جديدة من أبناء الشعب نحو بناء مستقبل لوطن حر وشعب يجب ان يكون سعيدا!

كلمات دلالية

اخر الأخبار