فك شفرة حماس يبدأ من غزة

تابعنا على:   13:36 2014-07-31

جيهان فوزي

من وراء الستار وخلف الكواليس تتعرى الوجوه تماما من أى مساحيق تجمل الحقائق , فما بالنا ونحن نسمع ونرى هذا القبح علانية دون مواربة , فقد أعلنها جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى صراحة \" أنا مع ما تفعله اسرائيل ..\" قالها طبعا فى سياق حديثه فى المؤتمر الصحفى عن الأحداث الدامية الجارية فى غزة ..

 

\"خلاص سكت الكلام\" .. لم يبق ما يمكن الحديث عنه حول الموقف الأمريكى المتواطئ دوما وأبدا إلى جانب اسرائيل فى كل ماتقترفه يداها من مذابح بشعة فى حق الشعب الفلسطينى فهذا حقها فى الدفاع عن نفسها ووجودها .. حسم كيرى القضية وأعلنها صراحة فلتخرس الألسنة التى تزايد على الموقف الأمريكى وتطالبه بالتوضيح والوقوف إلى جانب أصحاب من يدعون الحق المغتصبين !

تحولت قضية حرب الابادة التى تمارسها اسرائيل بحق سكان غزة إلى حق مشروع يجب الدفاع عنه بديهيا طالما هناك حماس , ثم النظر والبحث فى كيفية إيقافه بعد أن تجهز اسرائيل على البقية الباقية ممن نجوا من مذابحها الاجرامية , الجولات المكوكية ماهى إلا شو إعلامى للاستهلاك الدولى والتصريحات المنددة بإيقاف نزيف الدم مجرد خدعة الهدف منها وقف ألم أهالى الجنود الاسرائيلين الذين قتلوا على أيدى المقاومة , والمبادرات المطروحة واحدة تلو الأخرى مجرد حراك دبلوماسى أجوف خال من أى مضمون , فالضوء الأخضر أعطى لاسرائيل منذ بدء حرب الابادة التى تمارسها الآن , ولا تلتفت للقاءات العلاقات العامة التى تتبناه الادارة الامريكية والجولات المكوكية مابين مصر واسرائيل والسلطة الفلسطينية , لأن الادارة الأمريكية مؤمنة تماما بحق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها حتى آخر فلسطينى على أرض غزة, والأمم المتحدة عاجزة لايملك أمينها العام بان كى مون سوى مداد التصريحات الباهتة والصوت الخفيض فى مطالبة اسرائيل بوقف اطلاق النار فورا , وبنيامين نتنياهو ماض فى غيه وغطرسته الزائفة مطمئن البال مرتاح الضمير , فهناك من يقف فى ظهره ويشد من أزره  ويعضض من شأنه , والمجتمع الاسرائيلى يتعالى صراخه فى انتظار نتائج أكثر دموية وسحق لكل ما هو فلسطينى , حتى أن أصوات اليسار الاسرائيلى الذى كنا نسمعها فى مثل هذه الظروف خفتت وتوارت ولم يعد لها وجود , تصدر اليمين المتطرف ساحة المعركة والصراع على الوجود , البقاء للأقوى .. حتى أن متطرفيهم يحتفلون بقتل أطفال غزة ويرقصون طربا على جثث الأطفال ويغنون \"مفيش مدارس بكرة كل أطفال غزة ماتوا \" وفقا لما أدته صحيفة ديلى ميل البريطانية التى نشرت مقطع من فيديو احتفالات الاسرائيلين.

إذن فالمؤامرة مكتملة الأركان وشركاء الهدف عاقدين العزم على إبادة الشعب الفلسطينى فى غزة , لن يثنيهم شئ ولن تفت لهم عزيمة حتى يتحقق الهدف , والعرب يتفرجون يتصارعون يتبارون فى تلقى العزاء بابتسامة جوفاء خالية من أى روح , تحت زعم بحث وقف إطلاق النار باستجداء أمريكا واستعطاف اسرائيل .

وحده الشعب الفلسطينى من يدفع الثمن , قتلا وتدميرا وإبادة حتى أصبح \" أيقونة للقتل \" , وصل عدد ضحاياهم وشهدائهم حتى الآن أكثر من 1200 شهيد و 7000 جريح ناهيك عن تدمير أحياء بكاملها ومحوها من الخريطة , حماس هى مسمار جحا فى كل الأحداث اخٌتزلت المأساة فى وجودها , لذا فلتذهب غزة إلى الجحيم طالما ارتضت بحماس دون رغبة من خصومها.

ياسادة غزة بها مليونى فلسطينى ليسوا جميعا حماس ولا تعبر عنها , غزة أرادوا لها أن تكون أرض محروقة أحرقتها تصفية الحسابات مع قاطنيها دون استثناء , وحماس تتصدر واجهة الأزمات العربية بكل مافيها من عوار وصراعات ومهانة وامتهان , فأصبحت حماس الرقم الصعب فى فك شفترتها من حل القضية الفلسطينية نفسها !!

عن الاهرام

اخر الأخبار