قانون قيصر خطوة اولى لبداية حرب امريكية -صينية ...

تابعنا على:   07:23 2020-07-06

خالد ممدوح العزي

أمد/ لم تكن السجالات الامريكية –الصينية زوبعة في فنجان كما يحاول البعض بانها فترة زمنية تتعلق بردة فعل صينية يحاول الرئيس ترامب توجيه الانظار الداخلية صوبها لخلق عدو وهمي ليتمكن من الفوز بالانتخابات القادمة .
بغض النظر عن طبيعة الصورة التي تسعى بعض الاطراف تصويرها لكن في الحقيقية ان الصراع الصيني قادم لا محالة بغض النظر عن صعود ترامب ونجاحه لولاية ثانية او فوز بايدن من قبل الديمقراطيين فالحزبين الديمقراطي او الجمهوري لا يمكن اجتياز الخطوط الحمراء المتعلقة بمصالح امريكا القومية مهما كانت الاعتبارات وحتى لو سيطرت الصراعات الخاصة بينهما بكيفية ادارة الملفات الدولية والمحلية .
نحن امام رئيس مختلف عن كل الرؤساء في تاريخ امريكا ليس من فئة الجنرالات او الحقوقيين التي تعودنا عليها خلال حكمهم والتي سادتها نوع من الدبلوماسية الخشنة او الناعمة في التعاطي مع الامور .
نجن امام رئيس يختلف عنهم جميعاً لأنه تاجر ويفكر بعقلية تجارية ، امام رئيس يمارس ما هو مقتنع به حتى لو استمع للكثيرين من المستشارين، ينفذ ما وعد ببرنامجه الانتخابي حتى لو لم يتم التوافق عليه ،رئيس يغرد على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التويتر يعبر عما يقول وماذا يريد حتى لم يأخذ برايه في المؤسسات الرسمية لكنه يطرح رأيه امام الجميع ويقول هذا مقتنع فيه ولقد شاهدناه في مؤتمراته الصحفية اليومية بظل ازمة كورونا وتعليقاته التي كان يجهر بها ويسحبها ولا يخفيها .
لم يخفي ترامب سجاله ضد الصين وتهديدها بعقوبات قاسية واتهامها "بالكورونا "وضد منظمة الصحة العالمية التي قطع اشتراك الولايات المتحدة فيها واتجه نحو منظمة التجارة العالمية والتي سيكون مصيرها كما الصحة العالمية ف"ترامب"بات يجبر حلفاء له في اوروبا وفي اسيا ضد الصين وهذا بات واضحاً من خلال ممارسات هذه الدول مع الصين بنوع من عدم الثقة والارتياح لها .
لقد بات الرئيس الامريكي يشعر الان بانه يستطيع كبح طموحات الصين بالمنافسة الاقتصادية حيث بات يعلم جيدا بان الحرب الاقتصادية القادمة بينهما هي في عملية السيطرة على التكنولوجيا والموارد الطبيعية لان تدشين الجيل الخامس من التقنيات الالكترونية في مجال التكنولوجيا ستكون الصين المنافس الاول لأمريكيا وستكون امريكا هي المستورد الاساسي لهذه التكنولوجيا التي هي مصدرها .
امريكا تريد التفرغ الفعلي لمحاربة الصين واجلسها على طاولة المفاوضات لإلزامها بقيود تفرضها واشنطن لكون الوقت لا يزال لمصلحتها والصين تعلم جيدا بان الحرب مع الولايات المتحدة ستكون مكلفة جدا لها في هذه الاوقات لأنها لاتزال بحاجة للولايات المتحدة لفترة طويلة من الزمن وهي كانت قد هيئت نفسها لهذه المعركة في العام 2030، والدليل القاطع بعدم قدرة الصين على فك الارتباط بالدولار الان والخروج من سلة العملات وطرح اليوان عملة بديلة .
فالحرب التي تنتظر ستكون بسيطة جدا وقد لا تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة والمتطورة لا امريكا هي قوة عسكرية كبرى في العالم ، لان الصين تطور سلاح دفاعي ولا تريد منافسة حليفها الروسي وانها هي تفرض نفسها كقوة اقتصادية تجارية من خلال خط بناء طريق الحرير الذي يربط اسيا بأوروبا وفتح طريق نحو التوسط وكذلك الاستثمار في افريقيا حيث باتت الصين قوة منافسة للاستثمار الامريكي والغربي.
ووفقا لذلك نرى بان قانون قيصر الذي اقر ليس لمحاربة سورية ووضع قادتها وكيانها تحت العقوبات لان سورية منذ عشر سنوات تحت العقوبات ولا تدخلها شركات اجنبية او امريكية فالقانون الذي رفض في عصر اوباما منذ ثمانية سنوات يعاد تصديقه من الكونغرس الامريكي بشقيه الجمهوري والديمقراطي ليكون قانون نافذ ولا يمكن تعديله حتى لو تغير اسم الرئيس .
الهدف من قانون قيصر هو :
-محاصرة ايران واخراجها من سوريا والتضييق عليها وسد كل الطاقات التي تمكن الجمهورية الاسلامية من استخدامها ، وبالتالي قطع طريق طهران بيروت وعدم امكانية تفعيلها ولا باي طريقة .
- محاصرة روسيا وشل حركتها بعد فشلها في اخراج ايران من سورية وايجاد بديل للرئيس بشار الاسد مما يضع روسيا في ازمة حقيقية حيال القانون التي تعرف مدى تأثيره وخاصة هي تقع ضمن عقوبات ماغنيتسكي القانون الذي فرض على موسكو نتيجة قتل احد المعارضين الروس في السجن لفشل روسيا في توفير الرعاية الطبية الكافية للمحامي المسجون سيرغي ماغنيتسكي مما ادى إلى وفاته عام 2009، مما دفع بالكونغرس باستصدار هذا القانون والذي جاء بحسب التصويت فالأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات أمريكية وأوروبية. .
-ضرب كل اذرع ايران في المنطقة من اليمن حتى لبنان مرورا بسورية والعراق وليس من قبيل المصادفة ان تقع كل من لواء الفاطميون والفرقة الرابعة وحزب الله والمقربون منه على رزمة العقوبات الاولى.
-القانون يحرج كل الشركات الروسية والصينية والهندية والافريقية لان المشكلة ليس بالدول بل بالشركات التي تهرب اولا من العقوبات الدولية لكون راس المال جبان.
-حرمان الاستفادة لكل الشركات التابعة لروسيا وايران والصين ولبنان وللنظام ولبعض الدول العربية التي كانت ترى بان عملية الاعمار في سورية والعراق سيكون لها حصة الاسد فكانت الصدمة التي فرضها القانون على احلامهم التي باتت لا تعبر الحدود المرسومة في خيالاتهم .
- امريكا منذ فترة صغيرة تحديدا بعد اغتيال قاسم سليماني ترسل جيوش الى المنطقة وتعيد تموضعها بالقواعد العسكرية المختلفة تحت شعار الانسحابات وترك الثكنات القديمة في العراق وسورية وتعزز مناطق اخرى وتدخل قوات خاصة من القوات البحرية والبرية الفرقة التي تشكلت في عام 2003 والتي نشرتها في كل من السفارة في بغداد وبيروت واربيل وهي متواجدة في الكويت .
كل هذه النقاط التي تحاول امريكا الاستفادة من قانون قيصر هو ابعاد الصين عن ايران والاستفادة من نفطها وغازها لكونها تستطيع فصل الشرق الوسط عن الشرق الادنى بواسطة القوات العسكرية المنتشرة لأنها لا تريد تغيير نظام طهران وهذا ما يصر عليه البيت الابيض وانما تأديب سلوكها وجلوسها على طاولة المفاوضات للنقاش بالبنود الاثني عشرة لان جلوس ايران على الطاولة مقابل الامريكي بغض النظر عن البقية الجالسة سيلزمها بتنفيذ البنود قانونياً ودبلوماسيا امام حلفائها ، وربما تبادل الجواسيس بين البلدين في هذا الشهر لقد تم فتح قناة تواصل بين واشنطن وطهران لا عطاء طهران نوع من الثقة وتقدمها نحو التفاوض وربما الامام الخامنئي اشار بوضوح الى هذا الاطار من خلال نظرية صلح الامام الحسن وليس حرب الحسين .
من هنا لابد من القول فان على طاقم البيت الابيض مهمة التنظيف والتشطيب في الشرق الاوسط بأنهاء الازمة الايرانية وطي ملفها سريعا في هذه الفترة الزمنية التي قد تدفع ثمنها شعوب المنطقة قبل حصول انفراجات دولية تكسب فيها طهران وتحل عنها الازمة الخانقة التي باتت تدخل في طريق مسدود والتي باتت معالمها واضحة من خلال تصريف سعر التومان الايراني ، ولكن طهران ستدفع ثمن كبير لفك الحصار والعودة الى الحياة الطبيعية فايران دولة براغماتية لا يخاف عليها ولها باع طويل في التفاوض لكي تصل لما تريده ولكن في المقابل الطرق باتت ضيقة والاوراق قصيرة والصراع بات قريب الانفجار مع موسكو وربما زيارة جواد ظريف الى موسكو كانت رسالة واضحة للروس بان ايران اذا انسحبت من سورية ستكون روسيا التالية وستدفعون ثمن كبير.
فالمايسترو الأمريكي مرتاح لوضعه في المنطقة وعليه انهاء الازمة في دول الشرق الاوسط بكل الطرق التي تخدم مصالحه فلذلك سيعمل على التنظيف والتشطيب السريع لان ولاية ترامب القادمة سيحدد فيها طبيعة العلاقة التصادمية مع الصين وتحديدا في البحر الاصفر .
اذن قانون قيصر بكل معنى الكلمة وضع من اجل حماية السورين وانهاء الازمة السورية من خلال العقوبات السريعة التي تطال الجميع لكن يهدف من خلالها اخراج الايراني بطريقة سريعة واحراج الروسي في سوريا والمنطقة وتكبيل قدراته لقد بات القانون يطال الشركات الروسية ومنها المدنية والعسكرية .
فالمعركة القادمة ستكون في بحر الصين بين الصين والامريكي في تحديد معالم القوة القادمة والتنافس بين العملاقين التكنولوجيين ولتجميد قدرات الصين .
فالحرب هي استباقية بكل معنى الكلمة لان العدو الحقيقي لواشنطن هي بكين لما باتت تشكل تهديد فعلي على الولايات المتحدة في السوق المالية والتكنولوجية والاقتصادي.

اخر الأخبار