في وصلة "غزل سياسي" متبادلة .. فتح و حماس: لبناء خطة عمل مشترك لمواجهة مشروع الضم

تابعنا على:   12:40 2020-07-02

أمد/ رام الله: عقدت حركتي فتح وحماس يوم الخميس مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا عبر الفيديو كونفرس بمشاركة اللواء جبريل رجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح(م7)، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس

وقال الرجوب: نحن اليوم سنخرج بصوت واحد وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات فيما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيدًا عن التناقضات والترسبات في العلاقة، وسنفتح صفحة جديدة وسنقدم نموذج لشعبنا وأسرانا والشهداء.

واكد الرجوب أننا سنخوض معركتنا سوياً موحدين تحت علم فلسطين لتحقيق الدولة المستقلة كاملة السيادة.

وقال إن هناك ثلاثة عناصر تحتم على حركتي حماس وفتح لما تشكلانه من ثقل أن تكونا المبادِرَتين، العنصر الأول هو ردة فعل شعبنا العفوية، التي أظهرت ان هناك اجماعا وطنيا على رفض المؤامرة الاميركية الاسرائيلية، خاصة ما حصل في اريحا وكافة مدن الضفة وحراك غزة وفي العديد من دول العالم.

وأضاف ان العنصر الثاني، هو الموقف الاقليمي، الذي لم يتعاط بأي شكل من الاشكال مع مشروع الضم والتصفية، وهو ما نعتبره انجازا ونأمل من عمقنا العربي والاسلامي أن يهب لنصرة شعبنا الفلسطيني وتوفير كل اسباب الصمود كاستحقاق وواجب قومي وديني وأخلاقي.

وأشار إلى أن العنصر الثالث يتمثل بالرفض غير المسبوق من المجتمع الدولي، الذي انتج حالة تناقض بين الاحتلال ونتنياهو مع مصالح وقيم واخلاق العالم والمنظمات الدولية، ونحن كحركتين دورنا أن نحافظ على هذا التناقض ما بين الاحتلال والمجتمع الدولي والبعد الاقليمي.

وأدرف الرجوب قائلًا: "نحن نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والقدس عاصمتها وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية"، مشددًا أننا سنكون على مستوى التحدي ومواجهة مخططات نتنياهو وترامب.

ودعا الرجوب الدول العربية والإسلامية لدعم الفلسطينيين كواجب وطني، مؤكدا نحن بدءًا من هذه اللحظة وضمن توافق وطني بعد جهود جرت في الأيام الأخيرة ننقل رسالة لعمقنا الإقليمي أننا هنا ندافع عن مصالحكم وواجبكم أن تقفوا مع وحدتنا وهذا العمل الوحدوي الوطني وأن تشجعوه.

وأضاف: "نحن لسنا طرفا في محاوركم وتناقضاتكم نريد أن تقفوا معنا على قاعدة أن فلسطين قضيتكم المركزية وهذا حق عليكم كواجب وطني وديني".

وأوضح الرجوب ان مخطط نتنياهو وحكومته خلق حالة تناقض مع المجتمع الدولي، مضيفًا: "نحن كحركتين سياستين يجب أن نحافظ على هذا التناقض ما بين دولة الاحتلال والمجتمع الدولي والعمق الإقليمي خاصةً وأن البعض كان يتخذ من الانقسام سببا لتنصله وتهربه".

واكد ان معركتنا سنخوضها تحت علم فلسطين وتحت هدف أننا نريد دولة فلسطينية كاملة السيادة والتي عليها إجماع ولا خلاف عليها وسنناضل من أجل ذلك، وسيكون هذا النضال في قلب القدس عاصمتنا وفي الضفة وغزة والشتات، داعيًا الكل الوطني الفلسطيني لأن نهب في هذه المرحلة الصعبة أمام محاولات نتنياهو وترامب لتحويلنا لرعايا في حقنا بالعيش.

وشدد الرجوب أننا في حركة فتح مع إخواننا في حركة حماس سنعمل على تطوير كل الآليات التي من شأنها أن تحقق أننا من شعب واحد ونعيش في وطن واحد وقضيتا قضية دولة وسيادة وتقرير حق المصير وأن نتفق على آليات لإجراء انتخابات عامة ونحترم نتائجها وأن لا نعود للماضي، موجهًا التحية للمكتب السياسي لحركة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية وصالح العاروري.

وقال: "أدعو كل الفتحاويين بالداخل والشتات وفي السجون أن يفتحوا صفحة جديدة ترتقي لمستوى بيقول "عمر الدم ما بيكون مية"، فنحن شعب واحد وطريقنا واحد ولن يكون إلا لمصلحة الشعب الفلسطيني".

واضاف الرجوب: "ما أتحدث به يمثل اللجنة المركزية وقرارنا بالإجماع وعلى رأسنا الرئيس أبو مازن الذي صدر موقفًا واضحًا بالأمس حول تحقيق الوحدة الوطنية، لافتًا إلى أننا أمام مرحلة نضال موحدة ومشتركة وندعو الجميع ليروا فيما نحن نعيشه كما نراه نحن وحماس أنه فرصة تاريخية لإبقاء هذا الزخم والإجماع الوطني والإقليمي والدولي كحاضنة حامية لمشروع الدولة ومواجهة هذا الاحتلال.

من جانبه قال العاروري، إن هذا المؤتمر المشترك فرصة لنبدأ مرحلة جديدة تكون خدمة استراتيجية لشعبنا في اكثر المراحل خطورة، مؤكدا انه اذا استطاعت اسرائيل ان تمرر الضم على جزء من الضفة الغربية فهذا يعني أن مسلسل الضم سوف يستمر.

واضاف: فُرض علينا أن نواجه هذه المخططات، ولا يسعنا أن نسكت أو نمرر أو نتعايش مع هذا الواقع بأي حال من الأحوال.

وتابع العاروري: نثق بالموقف الثابت والصلب للرئيس محمود عباس من خطة الضم.

وأضاف: الوضع الحالي يشبه اقتحام شارون للأقصى عام 2000 حين كان أراد أن يفرض علينا إهانة، لكن شعبنا رد بكل مكوناته بإقامة انتفاضة الأقصى المجيدة التي قدمنا فيها الشهداء والأسرى وقدمنا كبار قيادتنا شهداء.

وتابع: هذا المؤتمر كان يجب أن يكون سابقًا لكن أن تأتي متأخرًا غير من أن لا تأتي، ولم نكن متوقفون عن مقارعة الاحتلال ولم نتوقف عن التصدي لمشاريعه لكن كان في إطار فيه خلاف ونحن الآن نريد أن نكون موحدون ونجمد خلافاتنا ونتجاوزها ولا نقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري وتناقض جوهري مع مخططات الاحتلال الذي لن تسلم منه فتح ولا حماس ولا أي مواطن فلسطيني.

وأوضح العاروري ان هذا يقتضي منا أن نقف وقفة حقيقية وصادقة من الكل الفلسطيني لإفشال هذا المشروع كما فعلنا سابق.

واردف: نحن في مرحلة يجب أن تقودنا للعمل معا كما فعلنا جميعا في الانتفاضة الاولى ونجحنا، وفي الانتفاضة الثانية عملنا معا وكان هناك عمل مشترك على كل الساحات ولذلك فرضت الانتفاضة الثانية على الاحتلال تراجعا كبيرا.

وقال: بالأمس في غزة تم رسم لوحة وطنية واحدة، لكن ساحة المعركة في النهاية هي الضفة الغربية، إن شعبنا في غزة جاهز بكل الوسائل والقسام اعتبر الضم إعلان حرب وهذا موقف الجميع سياسيًا وعسكريًا.

وأضاف العاروري: لكن في الضفة يجب أن نقول كلمتنا الفصل في هذا المشروع، فالضفة ساحة نضال وقتال مجيد لسنوات طويلة خلال الانتفاضة الثانية والأولى وغيرها، نحن يجب أن نكون يدًا بيد وأن نعمل بشكل موحد ضمن التزام وطني مشترك لتقديم التضحيات وإفشال هذا المخطط.

ووجه حديثه لحكومة الإحتلال قائلًا: لا تستخفوا بعزيمتنا، مؤكدا أن شعبنا في الـ 48 يواجه معركة بنفس الخطورة وربما أشد لعنصرية العدو الصهيوني بتمرير قانون القومية وفرض وقائع بحق الفلسطينيين الأصليين، هناك معركة شرسة يخوضونها وكلنا في فلسطين وخارجها نخوض هذه المعركة.

وتابع: هناك وزراء وأعضاء كنيست وكابنيت لدى حكومة الاحتلال تحدثوا عن سيناريوهات إما أن تشهد تلك المناطق حروب أو تشهد حركة جماعية مثل سوريا وغيرها ويتم ترحيل السكان ومستعدون للاستيلاء على الضفة يقومون بهذه المجازفة، مؤكدا أن هذا الكيان فاشي وعنصري ومجرم.

وأشار العاروري ان هناك محاولات للتضييق الأمني على السكان لمعاملة الفلسطينيين كمواطنين من درجة ثانية، وتهجير السكان من خلال فتح عواصم ودول أمامهم، ويجب أن نواجه هذا المخطط بكل قوة.

واعتبر ان تمرير مخطط الضم يعني إلغاء لكل المشروع السياسي سواء مشروع الدولتين أو دولة فلسطينية على حدود 67 كما اتفقت عليه الفصائل كحد أدنى.

وأكد العاروري، نحن لا نقبل التنازل في هذا المجال، والشهيد أبو عمار رفض أن يقبل تقديم تنازلات وعاد من كامب ديفيد والشعب الفلسطيني أيد هذا الموقف وخرج بانتفاضة عظيمة، وموقف الأخ ابو مازن صلب ووطني وواضح في رفض تقديم اي تنازلات يحاول العدو فرضها ومن وراءه اميركا.

وأعرب عن ثقته بالرئيس ابو مازن وحركة فتح بأن لا أحد يمكن أن يتقبل بفكرة التنازل وحلول وسط فيما يطرحه الاحتلال والإدارة الأميركية التي باتت متقدمة في المطالب الصهيونية المتطرفة.

وقال العاروري لـ نتنياهو: ستخسر كما خسر شارون وتراجع

واكد أننا سنعمل معا في كل المواقع من خلال هذا الموقف العلني للكل يجب على الجميع أن ينخرط في الموقف الموحد لمواجهة مخطط الضم والدفاع عن شعبنا أمام قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال

وشدد العاروي أننا سنمارس كل أنواع النضال والمقاومة ضد مشروع الضم ونؤيد كل الخطوات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وهم الأقدر على مخاطبة المجتمع الدولي.

وقال إن النضال السياسي والدبلوماسي والقانوني هو أحد أهم أدوات نضالنا أمام الاحتلال؛ ونحن نعمل معا من اجل استقطاب جميع الدول في الوقوف إلى جانبنا ونعمل على جمع الكل الفلسطيني على قلب رجل واحد للتصدي لهذا المشروع.

اخر الأخبار