ثورة 30 يونيو المارد الذي نفض غبار عام الإستبداد

تابعنا على:   00:11 2020-07-01

عز عبد العزيز أبو شنب

أمد/ سبع سنوات كاملة تمر اليوم على ثورة ٣٠ يونيو، التى كانت "حبل النجاة" لإنقاذ البلاد من حكم جماعة الإخوان، التى دمرت وفككت معاضل الدولة، وضربت بأمن مصر عرض الحائط من أجل أجندات ضيقة ومشبوهة.

سبع سنوات مرت بكل تفاصيلها حيث نجحت خلالها الدولة فى استعادة الأمن وبناء الاقتصاد فى معركة حياة أو موت فى حب مصر على جميع الجبهات.. فى سيناء جيش من الأبطال.. وفى كل أرجاء مصر الحبيبة جنود آخرون لا تحركهم سوى العزيمة والاصرار وحب الوطن من أجل النهضة والبناء.. فرغم الوجع نهضت مصر كالمارد ونفضت عن ملابسها غبار "عام الإخوان" المرير وفتحت صفحات جديدة من حياتها تتلمس خلالها مستقبل أفضل على "ثورة الحياة".

تحل الذكرى السابعة علي ثورة 30 يونيو هذا العام، في الوقت الذي تواجه فيه مصر تحديات  مصيرية وخطيرة تتعلق بأمنها القومي في مواجهة أذرع التنظيمات الإرهابية ومن يمولها داخل الحدود وخارجها، وفي مقدمة هذه التحديات أزمة سد النهضة مع أثيوبيا والأزمة الليبية والتدخل التركي الإرهابي فيها ، وذلك إلي جانب مواصلة الحرب ضد الإرهاب الذي انطلق منذ الإطاحة بحكم والأخوان، وبشكل خاص في سيناء، والذي مازال مستمر حتى الآن .

انطلقت الثورة لتثبيت أركان الدولة المصرية وتماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار انطلاقا لمرحلة التنمية وتشييد المشروعات القومية العملاقة لبناء دولة عصرية حديثة.

حيث تحولت المسيرات إلى كتلة بشرية هائلة مثل كرة الثلج التي يزداد حجمها كلما تدحرجت من فوق الجبل، ثم صبت بشكل حضاري - دون عنف أو ابتذال- مخزونها الثوري في ميدان التحرير ، وفي كافة أرجاء مصر ، فلم يكن المشهد بعيدًا عن حالة الغليان الثوري ، إذ لم تقتصر على المظاهرات الحاشدة المنددة بالنظام والمطالبة بإسقاطه ، بل تخطى الأمر إلى حد فرض العصيان المدني ، لاسقاط الدكتاتورية التي فرضتها جماعة الإخوان .

عملت القوات المسلحة بروح وطنية في الدفاع عن الشعب المصري خلال الثورة ، فلم تهمل دورها كمدرسةٍ للوطنية المصرية من حيث الاهتمام بالشأن الداخلي الذي كان من الملحوظ أنه آخذٌ في التدهور في ظل حكم الإخوان ، فبعد أزمة الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي وأحداث الاتحادية في ديسمبر 2012، واحتقان الشارع والقوى السياسية ، حاولت عدة شخصيات بدعوة كل القوى باسم القوات المسلحة للمصالحة الوطنية ، وهو ما رفضته جماعة الإخوان ، وعندما قرر مرسي معاقبة مدن القناة بفرض حظر التجول ، ورفض الأهالي تطبيق الحظر ، رفض الجيش اطلاق رصاصة واحدة على أي مواطن مصري ، مما زاد من اللُحمة الوطنية بين الشعبِ والجيش.

ظل الجيش الكتلة الصلبة المتماسكة والعمود القوي الذي ترتكز عليه أركان الدولة ، ورغم منحه الفرص الضائعة التي لجماعة الإخوان في التوافق مع القوى السياسية طوال عام ، وسعيها الدؤوب نحو أخونة الدولة المصرية , فإن القوات المسلحة منحت الرئيس مرسي المهلة تلو الأخرى للتوافق ، إلا أنه أضاعها أيضا ، ليتمرد عليه عشرات الملايين من المصريين لتنطلق ثورة 30 يونيو في كل بقعة من أرض مصر ، فما كان من جيش مصر إلا أن لبى نداء الشعب لحماية البلاد من مواجهة محققة لا يعلم مداها الا اللـه

حافظت الثورة علي تماسك الدولة الوطنية المصرية ودافع الشعب المصري عن حقه فى هوية ودولة تعبر عن كل المصريين وتمسكوا بالدور الوطنى لجيشهم الباسل فى مواجهة أعداء الوطن وقوى الظلام والذى انحاز بدوره إلى الشعب، فالجيش رفض أن يساوم أعداء الوطن فى تلك اللحظات المصيرية الحاسمة.

أعلنت فيه مصر رفضها للاستبداد والتطرف وتطلعها نحو المستقبل.. خرجت كافة تيارات الشعب المصرى ، وأُعلنت من جديد ولادة خارطة الطريق بتوافق المصريين لإعادة بناء الدولة بعد سنوات من سوء الإدارة والتدخلات الخارجية .

ساهمت الثورة في رفع الروح المعنوية لدى الشعب، وأعطته ثقة بنفسه وأن الإصرار والإرادة والتكاتف الجماعي كانت الحل لعزل جماعة الإخوان من سدة الحكم والوقوف بجانب الدولة والوصول إلى الأهداف المرجوة، كما أن 30 يونيو كشفت عن وعي المواطن الذي ظهر جليًا في اختيار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قائدًا لمصر وتحققت معه الكثير من الإنجازات والمشروعات التنموية العملاقة والتي ما زالت تبرز الي نور حتي هذه اللحظة رغم كل التحديات.

كلمات دلالية

اخر الأخبار