نحن في ورطة لا في أزمة .. إنتبهو

تابعنا على:   16:46 2020-06-27

د. طلال الشريف

أمد/ أتفق تماما مع ما يطرح من أفكار، سواء من الجهات الرسمية أو التنظيمات، أو، الكتاب، المفكرين، والنشطاء، لو كنا في حالة أزمة، لأن معظم الطروحات، والمقترحات، والأفكار، تنطلق من كوننا في أزمة crisis ، والحقيقة أننا في ورطة دايلما dilemma وليس أزمة، وهنا الفارق كبير من حيث التشخيص ومن حيث الحل. وبإختصار شديد جدا نقول:

الأزمة crisis، هي وضع أو موقف يتطلب رد فعل لاستعادة مكانة ثابتة، وبالتالي يتم استعادة التوازن... المهم هنا أن أحد خيارات حل الإزمات، هو تركها للزمن أو الوقت.

الورطة dilemma، هي وضع أو موقف عليك أن تصنع خياراً لحل الورطة، وليس من ضمن خيارات حل الورطة على الإطلاق ، تركها للزمن أو الوقت، لأن ما سيترتب على الترك للوقت والزمن في حالتنا دون خيار حاسم سيضيع القضية والمصير.

سيثور شعبنا على الاحتلال، بناء على ما قلت من أن علينا صنع الخيار، وإلا ماذا بعد؟
لا يمكن ترك الحالة للوقت، مثلما، كنا نفعل مع الإستيطان، أو، العدوان، أو، الحصار، فنحن وقضيتنا نعم ورطة، بغض النظر الآن عما جنت أيدي الجميع، لكن، علينا إدراك الواقع جيداً، وإلا سترتد علينا المواقف الخاطئة سلباً، وستزيد من مضاعفات ورطتنا أضعافاً، قد تصل، لعنف داخلي فلسطيني شديد، يستطيع الإحتلال نقله إلينا، ببساطة، وبسرعة، فله السيادة والسيطرة كاملة على كل حيثياتنا، وأمننا القومي، معلومات، ومقدرات، وطوابير خامسة وسادسة وسابعة.

لا يمكن لشعب كامل أن يتم تخديره مهما كانت الظروف والنتائج، بإعتبار أن القيادة في رام تنجز في ملفات هي لا تحسم الخيار المطلوب عملياً، ولست أنا الذي أقول بل الواقع بكل وضوح، وأيضا يجب الإنتباه من قبل التنظيمات المقاومة وعلى رأسها حماس، فالوضع جدي جداً لا يحتاج المناورة، ودغدغة العواطف وتسجيل المواقف، فالورطة تحتاج خياراً، والحالة ليست علاج أزمة، بل تقرير مصير، والخطأ يزيد الطين بلة.

شعبنا في اللحظة المواتية سينتقل سريعا للدفاع عن مصيره، ولا شك في ذلك، كما يتصور القاصرون أن شعبنا فقد حماسه للدفاع عن مصيره بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها، شعبنا مثل كل الشعوب مدرك للورطة هذه، ولا يحتاج سوى لقيادة شجاعة، منتمية له، تأخذه، وتعبأه. اعقوده نحو الهد، وأن تكون صادقة، مغرية للجمهور، للسير خلفها ، وهناك هامش كبير لذلك، إن صدقت النوايا والقناعات.

المعيق الذي لدى الجانبين في غزة والضفة. في أن كل طرف ينتظر سقوط الآخر في رحلة جنون ستطيح بقضيتنا بعد أن دمروا كل شيء، لن يحدث ذلك، وشعبنا سينحاز لمن يحمل رايته ويصدق الجمهور في العمل، ولن يلتفت في حل ورطتنا هذه للمآرب السياسية الفئوية، والطرف المتربص للآخر لن يحظى بإحترام شعبنا ، ولن يسير خلف أجندات لا تعبر بالضبط عن التصدي لتصفية قضيته، هذه ستكون بوصلة شعبنا.

السؤال ما ذا تبقى إذا مرر كل ذلك دون اشتباك مع الاحتلال حتى لو كان ذو نتائج خاسرة؟
.. روابط قرى.. وتجار حرب ..وضياع مصير..

دققوا في التشخيص جيداً، ودققوا أكثر أن المطلوب للخروج من الورطة هو خيار واحد لا غير.، وكل ما وضح حتى الآن هي خيارات أزمة، إلا خيار ا لوحت به حماس، هو أقرب للمطلوب إذا صدقت.

نحن لا ندعو للعنف والإشتباك ، والإحتلال هو من يدفع شعبنا للدفاع عن مصيره ويصادر وطنه وأرضه ومستقبله وإجحاف الولايات المتحدة بالحق الفلسطيني، إذا فتحت كل الخيارات وتحركت الجماهير، وثبت أن نوايا قادته أيا كانوا، صادقة، ستتغير المعادلة، رغم الخسائر.

الخسائر ستساوي مع نفس الخسائر فيما لو تقاعسوا، لأن إسرائيل ستحدث بنا نفس الخسائر حتى تمضي 4 سنوات لنعود زاحفين لدولة ترامب والنتيجة واحدة في الخسائر... واذا لم يصدقوا جميعا في حراكهم، ولا يريدون الإشتباك مع المحتل، فالأولى أن نتجنب خسائر في 4 سنوات قادمة، ويذهبوا لدولة ترامب.

كلمات دلالية

اخر الأخبار