منظمة التحرير مساهمة بالنقاش

تابعنا على:   13:56 2020-06-10

محسن ابو رمضان

أمد/ واحدة من أهم إنجازات كفاح الشعب الفلسطيني تكمن في إنشاء المنظمة والإقرار بها ممثلا شرعيا وحيدا لشعبنا وذلك في كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية في عام 1974.

لقد أضحت المنظمة معبرة عن الهوية الوطنية الجامعة لكافة مكونات شعبنا واماكنهم الجغرافية المتعددة وذلك بوصفها البيت المعنوي للشعب الفلسطيني وممثلة لة ولنضالة  علي طريق الحرية والاستقلال والعودة .

كثر الحديث مؤخرا عن المنظمة باتجاة المطالبة بإصلاحاها او اعادة بنائها خاصة بعد فشل عملية تحول السلطة الي دولة علي خلفية اتفاق أوسلو وبانتهاء المرحلة الانتقالية في عام 1999.

وبسبب تضخم السلطة وحصولها علي صلاحيات اكبر من حجمها بما انها نتاج المنظمة وليس العكس .

لقد افشلت إسرائيل خاصة بعد صعود اليمين المتطرف فرص حل الدولتين وتريد الان استكمال تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي والكولنيالي عبر ضم مساحات واسعة من الضفة و تشريع الاستيطان وبعد محاولة حسم القضايا الكبري بالصراع   بدعم من إدارة ترامب الأمريكية وخاصة القدس واللاجئين والاستيطان والعمل بزج التجمعات السكانية الفلسطينية في معازل وبانتوستانات ضمن معادلة السلام الاقتصادي بدلا عن الحقوق السياسية لشعبنا وبالمقدمة منها الحق في تقرير المصير.

أن إعلاء شأن المنظمة بهذة الاوقات ضرورة وطنية في مواجهة التجزئة والتفتيت والتعبير عن الهوية الوطنية الجامعة بما يشمل إعادة إحياء الاتحادات الشعبية علي قاعدة ديمقراطية وتشاركية.

تتعدد الرؤا والأهداف وراء المناداة بإعادة بناء وإصلاح المنظمة فمنها يهدف الي إدماج ذاتة الفصائلية  بها ضمن تصور فئوي للشراكة مبني علي فكرة المحاصصة وهناك من يري انها فرصة لاستنهاض الحالة وإعطاء المجال للجيل الصاعد من الشباب وهناك من يري انها فرصة لاستبدال سيطرة قوة سياسية باخري كل  مستقويا بتحالفاتة الإقليمية.

ولعل بعض المؤتمرات التي عقدت بالخارج ورغم شعاراتها الرامية لإعادة بناء المنظمة ورغم النوايا االطيبة الا انها لم تكن بعيدة عن تاثيرات سياسية فصائية  سياسية محددة .

كانت تكمن قوة المنظمة باستقلاليتها وعدم انجذابها لهذا المحور او ذاك  ولعلنا جميعا نتذكر شعار استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ولكن الظروف الان تغيرت عن مرحلة التأسيس والاعتراف بها من حيث قوة تأثير العاملين  الإقليمي والدولي بالمعادلة الداخلية الفلسطينية .

والسؤال هنا ماذا لو نجحت محاولات المطالبة بإعادة بناء المنظمة في ظل البنية السياسية الراهنة ؟

هل سيغير ذلك من الواقع بمعني مواجهة الاستيطان وتهويد القدس والضم  والتوسع.

واذا قارنا ذلك بالحالة الاسرائيلية المعادية والتي كانت الوكالة اليهودية ممثلة لجميع اليهود .

ولكن هل استطاعت الوكالة وحدها  بناء دولة الاحتلال.

اعتقد ان موازين القوي التي أحدثتها المجموعات الصهيونية هي بصورةاساسية وبدعم من القوي الاستعمارية بريطانيا وأميركا هي التي استطاعت تأسيس وبناء دولة إلاحتلال .

وعلية فعلينا الدقة بالمطالبة باعادة بناء المنظمة لتكن دعوة صادقة تهدف الي إعادة إحياء الهوية الوطنية وبرنامج التحرر الوطني بعيدا عن سياسة المحاصصة والمحاور والمال السياسي  كما يجب أن يرتبط ذلك بالإجابة علي سؤال يهدف الي مقاومة المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي وتعزيز صمود شعبنا بارضة وانتزاع زمام المبادرة الكفاحية من جديد .

انتهي

اخر الأخبار