PLO

تابعنا على:   11:19 2020-06-09

د. رياض عبدالكريم عواد

أمد/ في صيف 1972، أي قبل 48 سنة، وقبل أن يكون هناك متأسلمين في بلادنا، انهيت الصف الثاني الثانوي وذهبت فورا للعمل في اسرائيل في اجازة الصيف مثل اغلب، ان لم يكن جميع الشباب

عملت في مصنع بلفورد للحديد، بالقرب من مفرق يازور، كنت محظوظا لان في هذا المصنع يعمل المرحومين عمي ابو صائب وخالي ابو العبد وخالي ابو شحدة وصديقي سالم وآخرين من المعارف والجيران والعم ابو حسن وابنه خشان من أم الفحم وجميل الميكانيكي من الرملة

كان مدير المصنع اسمه شلومو ونائبه اسمه اسحق ومن المعلمين واحد اسمه نتنياهو وآخر يمني داكن البشره اسمه ابراهم

كان صديقي سالم رحمه الله يعمل على ماكينة لها عين الكترونية لقص الحديد بالنار، يتم وضع الرسمه تحت العين الإلكترونية وتقوم رؤوس الماكينة ال 12 بقص الحديد وفقا للشكل المطلوب في الرسمة

سافر سالم إلى مصر لدخول الجامعة فكنت انا الوحيد الذي من الممكن أن يحل مكانه، فأصبحت اعمل على هذه الماكينة المتطورة.

من الأشياء التي كانت تجهز على هذه الماكينة شبابيك للملاجيء، شبابيك من حديد سمكها 50ملم وطولوها حوالي متر وعرضها نصف المتر . يخرج الشباك مقصوصا من تحت الماكينة مولع نار

قمت بتجهيز طلبية من هذه الشبابيك للجيش
وحيث انني كنت اباهي أنني أعرف معنى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية باللغة الانجليزية وكنت دائما ما اقوم بكتابتها على حيطان بيوت المخيم كاملة أو مختصرة (PLO) PALESTIAN LIBERATION ORGANIZATION

فما كان مني إلى أن قمت بتوقيع اسم المنظمة PLO على جميع شبابيك طلبية الجيش، مستخدما قلم من الشمع الأبيض نستخدمه لوضع الأرقام على الحديد الساخن، ليثبت الرقم ويكون من الصعوبة إزالته.

حضر اسحق وسألني ماذا كتبت
قلت له PLO
سألني هل تعرف معناها
قلت نعم، منظمة التحرير الفلسطينية، ونطقتها بالانجليزي
سألني هل تعرف لمن هذه الطالبية من الشبابيك
قلت نعم، للجيش
سب ديني، وتركني وذهب تجاه المكتب جريا
علم الميكانيكي جميل بالموضوع، لحق باسحاق واقنعه أن تبليغ الشرطة سيجلب الضرر المصنع
ومن الأفضل بهدلة هذا العامل وتخويفه من عمه وإخوانه
اقتنع اسحق بالفكرة، ورجع لي مرة أخرى ولم يستطع أن يطلب مني مسح ما كتبت لأنه يعرف جيدا أنني لن أقبل أن أمسح اسم منظمة التحرير الفلسطينية
طلب ذلك من اليهودي اليمني ابراهم، الذي قام بمسح الاسم عن شبابيك الحديد باستخدام برداخة الحديد

كما لصق اسم م ت ف على شبابيك الحديد بالشمع الأبيض
وكما كان يعلم ذلك اليهودي استحالة أن نوافق على مسح هذا الاسم بأيدينا
وكما هو معروف فإن تهمة الانتماء ل م ت ف كان مقابلها السجن لسنوات في سجون الاحتلال
فإن هذا الاسم والمعنى والقيمة ما زال ملتصقا بعقل ووجدان كل فلسطيني،
لكننا لن نتفاجئ أن يعادي هذه الفكرة غير الفلسطينيين
لان م ت ف تمثل فقط الفلسطينيين
غير الفلسطينيين لهم ممثلين آخرين.

كلمات دلالية

اخر الأخبار