هل تعرف من هو يا ولدي إياد الحلاق؟

تابعنا على:   15:56 2020-06-07

خالد صادق

أمد/ لا تطلقوا الرصاص اياد مريض بيعاني من مرض التوحد, ارجوكم لا تطلقوا الرصاص كفاكم ايها الخنازير عشر رصاصات اخترقت جسده الطاهر وهو يختبئ من وحشيتهم ويحتمي من رصاصهم الجبان بإحدى غرف القمامة على قارعة الطريق, عشر رصاصات لا تكفي ايها المجرمون انه يحمل كيسا في يده بداخله هاتف جوال, هكذا صرخت المرشدة الاجتماعية في مدرسة البكرية بالقدس وردة محمود في وجه الجنود الغير ادميين, وهم يفتحون نيران اسلحتهم على اياد « فقد كانت في المكان لحظة مطاردة إياد وفراره منهم ، إذ تؤكد أنه كان في الإمكان عدم قتله خصوصاً أنّ لديه توحداً. وفي حديثها إلى «العربي الجديد»، تقول المرشدة الاجتماعية: «وقفت إلى جانب إياد وطلبت منهم عدم إطلاق النار عليه، وقلت لهم إن ما في حوزته هو مجرد كيس وهاتف محمول، وبإمكانهم أن يفتشوه ويتأكدوا من صدق أقوالي كمرشدة اجتماعية، لكنّ الجنود لم يستمعوا لصراخي، ووجهوا أسلحتهم نحوي وطلبوا مني أن أعطيهم المسدس الذي خبّأه إياد معي بحسب زعمهم، لكنّني قلت لهم إنّه ليس هناك أيّ مسدس، وبالرغم من ذلك أطلقوا الرصاص على إياد وسط صراخي عليهم: توقفوا، توقفوا»., لم يعبؤوا بكلامها وصوبوا رصاصهم نحوها وهى تحاول ان تحمية من رصاصهم وحقدهم ,وهو يردد: أنا معها، معها، معها.... مع ذلك، قتلوه وهجموا على مرشدته طالبين منها إخراج السلاح الذي زعموا أنّ إياد أخفاه معها، قبل أن تصاب هي الأخرى بحالة انهيار عصبي.

هذا هو الجيش الذي لا يقهر والذي يرعب الجيوش العربية, ويرعب الاماراتي ضاحي خلفان الذي ينادي بالأمس على دول الخليج لإقامة علاقات مباشرة مع «اسرائيل» ويقول « أنه لا يرى في مصالحة «إسرائيل» أي ضرر خليجي»!, وأن العلاقات مع «إسرائيل» هي خط دفاع من الفوضى الإخونجية في المنطقة، لأن اليهود يستخدمون الإخوان للإخلال بالأمن. تريدون نفاد الفوضى خلوا علاقتكم زينه بإسرائيل», خلفان يريد ان يحتمي «بإسرائيل» من الشعب الاماراتي الرافض للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني, رغم ان «اسرائيل» ارعبها هاتف محمول كان بيد اياد الحلاق الذي يعاني من مرض التوحد, خلفان يحتمي من ضعفه وجبنه بالمجرمين الصهاينة الذين يقتلون الفلسطينيين بدم بارد لمجرد الشبهة, فهل يستطيع هؤلاء الجبناء حماية العرب؟, وهل يمكن للشعوب العربية التي تعاديهم بالفطرة ان تتقبلهم, ام انك تغرد خارج السرب يا خلفان فانت كالمستجير من الرمضاء بالنار, الم تسمع عضو الكنيست الصهيوني عوفر كسيف الذي وصف مقتل اياد بالقول «إن الحادث لا يمكن وصفه سوى بـ “قتل على أيدي عناصر الشرطة مضيفا إن “التحريض في أروقة الحكومة (الإسرائيلية) آتى ثماره، والآن أصبح كل فلسطيني إرهابياً حتى يثبت العكس”. وتابع “الإرهابيون يتم إعدامهم أيضاً وهم ممددون على الأرض، (في إشارة إلى حالات الإعدام بدم بارد) أو وهم يفرون للنجاة بحياتهم”. وشدد على أن “الإرهاب الحقيقي، هو الحكم العسكري والاحتلال، الذي يتعهد بسفك الدماء هنا بشكل يومي” .

فماذا تقول يا سيد خلفان ردا على اعتراف احد اعضاء الكنيست بنازية حكومته وسعيها للقتل, كيف يمكن ان ترد, هل تعرف يا سيد خلفان ان اياد الحلاق الذي قتله الجنود الصهاينة من ذوي الاحتياجات الخاصة, وانه وحيد والديه, وان قتله جاء مع سبق الاصرار والترصد, لان مربيته قالت لهم ان اياد من ذوي الاحتياجات الخاصة, وان ما يحمله في الكيس بيده هو جواله الشخصي ورغم ذلك قتلوه, هل تعرف يا سيد خلفان حرقة الدموع التي سالت من عيني امه وابيه, وهل تعرف القهر الذي لاقوه بعد قتل ابنهم, هل تعرف ان فصول الجريمة امتدت بعد ان داهمت قوات الاحتلال منزل إياد الحلاق بحثاً عن أي دليل لإدانته دون جدوى، وعندما حاولت شقيقته منعهم اعتدوا عليها بالضرب ونعتها أحدهم بـ «العاهرة»!, هل تقبل ان تقيم علاقات مع هؤلاء المجرمين الذين استباحوا دماءنا واعراضنا, الا تخجل من تصريحاتك التي استهجنها الاماراتيون انفسهم, ام ان حالة التبلد واللامبالاة وصلت الى منتهاها, ولم يعد يعنيكم ما يفعله الاحتلال بالفلسطينيين, ام انه الجهل والظلامية التي تسكن في عقولكم الفارغة, ان حملة الشجب والاستنكار والبيانات التي صدرت عن الفصائل الفلسطينية لم تشف غليل ام اياد وابيه, ولم تمسح دموعهم او تخفف من الامهم, ان استشهاد اياد جاء بعد ساعات قليلة من قتل فلسطيني في الضفة على يد جنود الاحتلال, ومسلسل القتل لا يتوقف, لكن الذي يتوقف هو عقولنا التي لا تعرف كيف تجابه سياسة الاحتلال وتمنع مسلسل القتل الذي لا ينتهي.

هل تعرف من هو يا ولدي اياد الحلاق, انه احد معالم الصمود في وجه الاحتلال متحديا سياسة التهجير والتهويد والقتل, انه يدل على عروبة القدس وملامحها الاسلامية الاصيلة ومعالمها الحضارية الممتدة من رحلة الاسراء المحمدية حتى انفاسك الاخيرة ايها الشهيد الحر, انه مشهد الرعب الذي لا ينتهي كلما شاهد جندي صهيوني غاصب ملامحه الفلسطينية الخاصة, انها القدس التي تفدى بالأرواح « فلسطينية العينين والوشم, فلسطينية الاسم, فلسطينية المنديل والقدمين والجسم, فلسطينية الصوت, فلسطينية الصمت, فلسطينية الميلاد والموت», رحمك الله يا اياد لقد ازلت بدمك الطاهر تلك الرتوش الزائفة عن كل الوجوه الكالحة, وحملتنا امانة الثأر لدمك الطاهر, فطوبى لك وحسن مآب.

اخر الأخبار