دفاعا عن قدسنا واقصانا

تابعنا على:   16:20 2020-05-30

خالد صادق

أمد/ تواردت أنباء أمس الاول عن شروع الاحتلال الصهيوني بفرض شروط جديدة على المصلين المقدسيين لأجل السماح لهم بدخول المسجد الاقصى المبارك والصلاة فيه, وتحديد عدد المصلين بما لا يتجاوز خمسمائة مصلٍ, واجبار كل مصلي على تسليم بطاقة هويته الشخصية للجنود المتمركزين قرب البوابات النافذة للأقصى قبل الدخول اليه, وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الاوقاف الفلسطينية هذه الانباء جملة وتفصيلا, وحذرت الاحتلال من الاقدام على فرض اية شروط او قرارات على دخول المصلين للأقصى, وان هذا شأنا فلسطينيا خالصا, فوجئ المصلون المقدسيون بالأمس من منع قوات الاحتلال الصهيوني كل من هم ذكور ودون سن الخمسين عاما من الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى المبارك لإقامة الصلاة فيه. وأمرت من هم دون سن الخمسين بإخلاء المكان فورا حتى لو كانوا من حرّاس المسجد الأقصى.

واتخذت قوات الاحتلال الصهيوني اجراءات عديدة تمنع الجميع من الوصول إلى محيط المسجد الأقصى، وقامت بتفتيش دقيق لكل من يحاول الوصول الى هناك. كما منعت كل الإعلاميين المتواجدين في محيط المسجد الأقصى من الدخول وطالبتهم بإخلاء أماكنهم على الفور, في نفس الوقت الذي يسمح فيه الاحتلال للمستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الاقصى تحت حراسة الجيش الصهيوني, ويبدو ان الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد في الاقصى.

القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خضر عدنان، اكد أن منع الاحتلال وصول المصلين لصلاة الفجر العظيم بالمسجد الاقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف يمثل عدواناً سافراً يستوجب مزيداً من الحشد لحمايتهما, وأوضح عدنان أن الاحتلال يريد فرض سطوته أكثر على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي بتحديد وتقليل عدد المصلين، مشددا على أن هذه سابقة خطيرة وجريمة جديدة تضاف الى سجل الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق مقدساتنا الاسلامية, كما ان سلطات الاحتلال تواصل سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين وابعادهم قسرا عن الاقصى, حيث اعتقلت أمس الجمعة، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري. بعد أن داهمت عناصر من مخابرات الاحتلال منزله وسط القدس المحتلة، واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق والتوقيف التابعة لها, كما ان شروع الاحتلال باتخاذ اجراءات لمنع حراس المسجد الاقصى وسدنته من الدخول للمسجد, ينذر بمخطط صهيوني خطير, وخطوات عملية للبدء والشروع في سياسة تقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا, بعد ان حسم الى حد كبير خطواته العملية بفرض سطوته بشكل كامل على الحرم الابراهيمي الشريف وتهويده ومنع المصلين الفلسطينيين من الوصول اليه واقامة الصلوات فيه, وبذلك تبقى الخطوة التالية بحسم معركة الاقصى واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه.

اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني لرئيس الهيئة الإسلامية الشيخ عكرمة صبري جاء نتيجة رفضه لأي شروط «إسرائيلية» تقيد الصلاة في المسجد الأقصى ومناشدته أبناء الشعب الفلسطيني بـ«الاستعداد للدفاع عن الأقصى من أي خطر قد يلحق به في الأيام المقبلة», وهو ما يخشى الاحتلال بأن يؤدي الى معركة جديدة كان قد خاضها الشيخ الجليل عكرمة صبري واطلق عليها اسم «معركة البوابات» حيث منع الاحتلال من نشر كاميرات مراقبة داخل الاقصى, او اجراء أي عملية تفتيش على بواباته, وانتفض المقدسيون لمنع ذلك, وقاد الشيخ عكرمة صبري معركة البوابات واصيب في قدمه وتم استدعاؤه للتحقيق وابعاده عن الاقصى, ولم تنته المعركة الا بانصياع الاحتلال لإرادة المقدسيين, واليوم يمهد الاحتلال الصهيوني لمعركة جديدة اكثر خطورة من سابقتها, وتأتي هذه المعركة ضمن اولويات حكومة نتنياهو غانتس بحسم معركة «القدس الكبرى» واحكام الاحتلال لسيطرته عليها وتهويدها بالكامل, ومركز هذه المعركة هو حسم السيطرة على المسجد الاقصى المبارك, وهو ما يستدعي استخدام كل اشكال القوة والضغط لإجبار المقدسيين على القبول بسياسة الامر الواقع, لذلك يسعى الاحتلال لضرب الرموز المقدسية واستهدافهم وابعادهم عن المسجد الاقصى, كما سبق وقاموا بابعاد الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب وغيرهم من الرموز الاسلامية والوطنية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م ومنعوهم من الوصول للمسجد الاقصى المبارك, انها معركة الاقصى التي يمهد لها الاحتلال الصهيوني ويسعى لتفجيرها, فما احوجنا اليوم للتكاتف والتعاضد دفاعا عن قدسنا واقصانا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار