صحف عالمية تعترف: الفلسطينيون بين سندان الاحتلال ومطرقة مخططات الضم

تابعنا على:   14:04 2020-05-26

أمد/ عواصم - أحمد محمد: تتواصل التطورات السياسية المتلاحقة على الساحة الفلسطينية بصورة درامية منذ جائحة كورونا حتى الان، وبات من الواضح أن تداعيات هذه الجائحة لم تتوقف فقط عند البعد السياسي ولكن أيضا عند البعد الاقتصادي في ظل قسوة الحياة والعيش والمصاعب الاقتصادية المتواصلة التي يعانيها ابناء الشعب الفلسطيني.

ورغم إعلان الحكومة الفلسطينية مؤخرًا عن الفتح الجزئي لمظاهر الحياة، وطرح خطة لعودة هذه المظاهر تبدأ من يوم الثلاثاء، إلا أن بعض من الصحف العالمية رصدت تعجلًا من أصحاب الأعمال بل والمواطنين الفلسطينيين للعودة لهذه المظاهر في أقرب وقت.

ويقول التليفزيون البريطاني في تقرير له، إلى أن الكثير من أرباب الأعمال شكوا من الإغلاق والأهم تداعياته على الوضع الاقتصادي، وهي التداعيات التي كلفتهم الكثير من الخسائر الاقتصادية التي يبدو إن أصحاب العمال سيعانون منها لفترة قبل أن تعود أمورهم للاستقرار من جديد.

ويوضح التقرير إن الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بات يهمه الان الوضع الاقتصادي وتحدياته، والأموال التي يحاولون كسبها في ظل تداعيات هذه الأزمة، خاصة وأن هناك قطاعات اقتصادية تضررت بالكامل بسبب كورونا، ومنها القطاع السياحي الذي يعاني الأمرين.

وعن هذه النقطة يشير التقرير إلى أن القطاع السياحي أصيب بانتكاسة، خاصة وأن الكثير من أصحاب الفنادق والمتنزهات كانوا يستعدون لوصول الالاف من الحجاج المسيحيين للأراضي الفلسطينية في إبريل الماضي مع عيد الفصح، إلا أن كورونا وتوقف حركة الطيران أدى إلى إغلاق شاكل للأراضي الفلسطينية، ومن ثم انتكاسات اقتصادية متواصلة.

ويشير التقرير في هذا الصدد إلى أن الكثير من الفلسطينيين لا يكترثون مطلقًا بإعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخير بضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إسرائيل، موضحين أن المهم الآن هو بحث العودة إلى مظاهر الحياة بعد أسابيع من الإغلاق الصحي بسبب جائحة كورونا.

وأشار الكثير من رجال الأعمال الفلسطينيين إلى أهمية العودة من جديد إلى مظاهر الحياة، وتغيب هذه الرغبة على أي قضية سياسية أخرى، وهو ما بات ملحوظًا مع تواصل الاتصالات والتحركات على الأرض خاصة إزاء حركة الاسواق ونقل الطعام، وهو ما يدل على قرب عودة مظاهر الحياة إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.

وأكد هؤلاء الرجال أيضًا في ذات الوقت، على أهمية اتخاذ هذه الخطو، في ظل القيود التي يعيشها المواطن الفلسطيني، والخسائر المتواصلة التي يتعرض لها.

من جانبها ترصد صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، ما وصفته بأنه جدال فلسطيني واسع، اشتعل في الكثير من المنتديات، وحتى عبر حسابات التواصل الاجتماعي بشأن هذه القضية.

وقالت الصحيفة إن قضية عودة الفلسطينيين اصحاب الاقتصاد المتدهور بالأساس إلى امور الحياة الطبيعية هي المسيطرة على الكثير من مظاهر الحياة السياسية الفلسطينية بكافة اشكالها. 

ويقول مصدر فلسطيني للصحيفة، إن هذه الرغبة بفتح المناطق الفلسطينية تأتي تزامنًا مع إعلان "اشتيه"، وهو ما يؤكد على هذه الحاجة خاصة مع قرابة شهرين من الإغلاق للمناطق الفلسطينية، سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.

وأضاف المصدر، أن مصائر الأمور ومفاتيح الحياة الاقتصادية لأبناء الشعب الفلسطيني ترتبط بصورة أو بأخرى بإسرائيل، حيث يدخل يوميًا العشرات من الفلسطينيين للعمل في إسرائيل، وهو ما يمثل مصدر رزق مهم، ويعكس في ذات الوقت مأساه اقتصادية تواجه السلطة العاجزة عن توفير قاعدة عمل اقتصادي وطني عريض لأبناء الشعب الفلسطيني، تستطيع استيعاب اليد العاملة، الأمر الذي يزيد من خطوة هذه القضية.

عمومًا، فإن الواضح الان أن الكثير من التحديات تواجه الفلسطينيين في ظل كورونا، ورغم أمل الآلاف منهم من تحسن الوضع الاقتصادي قريبًا، إلا أن الأزمات السياسية تتواصل بلا حل إزاء غالبية الفلسطينيين الان.

اخر الأخبار